موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الماء مصدر أساسي وجوهري للحياة والنمو والارتقاء... المطر بركة إلهيّة لكل البشريّة... فلنرفع صلواتنا بهذه الأيام لنيل هذه النعمة والبركة على أرضنا وتربتنا وزرعنا، فتخصب وتنمو وترتقي به الشعوب... وما أجمل العودة الى عادتنا الفطرية والبديهية الإنسانيّة حيث كانت ترتفع الصلوات في قرانا لكي ننعم بنعمة المطر.
ففي جنوب الأردن والكرك ومادبا كانت هنالك عادة حميدة ترتفع حال تأخر المطر هي "أم الغيث". فعند احتجاب الغيث، يجتمع جمهور من الفتيات، وأقل عدد منهن خمسة فتيات ويحملن عصا طويلة، يضعن عليها كساء أسود، وتطوف هؤلاء الفتيات في الأحياء وهن يغنين هذه الأغنية:
يا أم الغيــث يا دايــــم
بلّـــي ازريعنا النايـــم
بلّـــــي زرع "أبو صالح"
هاللي ع الكرم دايـــــم
يا أم الغيث، يا ربــّـــي
بلّــــي ازريعنا الغــربي
بلّــــي زرع "أبو جريس"
هاللي الكـــرم مربـــي
راحت أم الغيث تجيب الـزلازل
ماجت غير الزرع طول السنابل
راحت أم الغيث تجيب الريـاح
ماجت غير الزرع طول السنـابل
راحت أم الغيث تجيب الرعـود
ماجت غير الزرع طول القعـود
يا أم الغيـــث يا منجــد
بلّــــي جورة المقعـــد
وخلي سيلهـــا يدعـــج
والأصل في هذه الاستغاثة. أن تبدأ الفتيات الطواف من الشرق إلى الغرب. وبعد أن يصلن الى منتصف الطريق التي بدأنها ويتجهن شمالاً، ومن ثم يعدن الى النقطة التي انطلقن منها الى الشمال، ويسرن نحو الجنوب، وهن يرددن الاغنية نفسها. وعندما ينتهين الى الجنوب، يخرج الرجل الذي نوهن باسمه، ووضعن الشارة عنده، ويلم لهن وليمة من ميسوره، وبعد أن يطعمن يعدن من حيث اتين.
فلنعد الى جذورنا ولنتعرف على فلكلورنا القديم والصافي والعطر...