موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ أغسطس / آب ٢٠٢٥
المطران غالب بدر يحتفل باليوبيل الذهبي لرسامته الكهنوتيّة

أبونا :

 

ترأس السفير البابوي، رئيس الأساقفة غالب بدر، يوم السبت 8 آب 2025، قداس اليوبيل الذهبي لرسامته الكهنوتيّة، وذلك في كنيسة مار الياس ببلدة الوهادنة في محافظة عجلون، شمال الأردن، بمشاركة عدد من الكهنة وأبناء البلدة والأقارب والأصدقاء.

 

في مستهل القداس، ألقى الأب رفعت بدر كلمة رحّب فيها بالمطران بدر، شاكرًا عطاؤه وخدمته وعلمه، داعيًا الله أن يمدّ بعمره وبصحته وعافيته، وأن يبارك البلدة بدعوات كهنوتيّة ورهبانيّة جديدة، إذ سبق أن أنجبت كهنة وراهبات عديدين لخدمة الكنيسة وشعبها المقدّس.

 

🢀 مسيرة كاهن وأسقف وسفير بابوي

 

واستعرض الأب رفعت مسيرة الأسقف المحتفل، مذكّرًا بأنّه سيم كاهنًا في 13 حزيران عام 1975، وخدم بأمانة ومحبّة في البطريركيّة اللاتينيّة، ونال شهادات في القانون والقانون الكنسيّ واللاهوت والفلسفة. كما درّس لسنوات في المعهد الإكليركي في بيت جالا، وترأس المحاكم الكنسيّة في القدس وعمّان، وقدم في عدّة رعايا، أبرزها رعيّة جبل اللويبدة في عمّان.

 

وأشار إلى أنّ البابا بندكتس السادس عشر عيّنه عام 2008 رئيسًا لأساقفة الجزائر، كأوّل عربي يرأس كنيسة مسقط رأس القديس أغسطينوس، ثمّ عيّنه عام 2012 سفيرًا بابويًا لدى باكستان، كأوّل كاهن أردني يتولى هذا المنصب. وتابع خدمته الدبلوماسيّة كسفير بابوي لدى الدومينيكان، ويعمل حاليًّا كسفير بابوي في الفاتيكان.

 

وفي ختام الكلمة، قدّم الاب رفعت التهنئة باسم كاهن الرعيّة، وكهنة آل بدر، وكهنة البطريركيّة اللاتينيّة، وراهبات الورديّة الحاضرات، والمؤمنين، والعائلة، وأهالي البلدة، طالبًا من المطران بدر أن يذكرهم في صلواته من على هذا الهيكل الذي احتفل عليه بقداسه الكهنوتي الأول عام 1975، وقداسه الأسقفي الأول عام 2008.

🢀 قراءة الأحداث بعيون الإيمان

 

وقبل تلاوة فعل التوبة، ألقى المطران غالب بدر كلمة مقتضبة تعليقًا على الحريق شبّ قبل يومين في قاعة الرعيّة، واقتصر على أضرار ماديّة، داعيًا الحضور إلى رفع أيديهم شكرًا لله على عنايته وحمايته. وأكد أنه أمام أحداث الحياة، ينبغي للمؤمنين ألّا ينجرفوا وراء الانفعالات، بل أن يحسنوا قراءة ما يمرّون به، موقنين بأنّ الله يرافقهم ويرعاهم بعنايته الإلهيّة.

 

وأشار المطران بدر إلى أن قاعة الرعيّة كانت منذ سنوات بحاجة إلى صيانة، لكن الجميع كان مترددًا في تحديد موعد البدء. وأضاف: "حدث ما حدث، وتدخّل الله ليقول لنا إن اليوم هو وقت التجديد والترميم". ووعد سيادته بأن تعود القاعة مُشرقة كما كانت، لتكون بيتًا ثانيًا لأبناء الرعيّة، تحتضنهم في مختلف مناسباتهم.

🢀 ثلاثة أبعاد للدعوة الكهنوتيّة والرهبانيّة

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، ألقى المطران غالب بدر عظة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في إقامة القداس الإلهي، والتأمل معًا في سرّ الكهنوت المقدّس وسرّ الدعوة الرهبانية للتكريس، التي أنعم الرّب بها على العديد من أبناء وبنات هذه الرعيّة. وانطلق في حديثه من كلمات السيد المسيح في الإنجيل المقدس، مؤكدًا أن الكهنوت هو: دعوة ربانيّة أولًا، وهبة وعطية مجانيّة ثانيًا، وخدمة ورسالة ثالثًا.

 

1. دعوة ربانيّة

 

تطرق المطران بدر إلى النصوص الإنجيلية التي يروي فيها الإنجيل دعوة السيد المسيح لتلاميذه. وقال: "خلال السنوات الماضية، مرّ يسوع في طرقات هذه الرعيّة، ودعا العديد من أبنائها إلى الكهنوت، والعديد من بناتها إلى حياة التكريس في الرهبنة". وأشار إلى وجود 11 كاهنًا و11 راهبة من هذه الرعية، معتبرًا أن هذا العدد "محترم ويبعث على الفخر، وربما يندر وجوده في الكنيسة كلها"، وهذا دليل أكيد على "محبة الله المجانيّة؛ فقد أحب هذه الرعية وأبناءها وبناتها، فاختار منها الكثيرين".

 

2. هبة وعطية مجانيّة

 

أوضح المطران بدر أن الدعوة ليست عن استحقاق أو فضل من أحد، ولا لصفات خاصة في المدعوين، بل هي اختيار من الله الذي "اختار الضعفاء ليخزي الأقوياء". وأكد أن الكهنوت هو هبة مجانية للكاهن نفسه، إذ يُدعى ليقدّس ذاته بكهنوته، وليقدّس الآخرين من خلال خدمته، وهو أيضًا هبة للكنيسة "فلا كهنوت بدون كنيسة، ولا كنيسة بدون كهنوت"، وهبة للعالم أجمع، حيث يجب أن يكون قلب الكاهن هو قلب المسيح، مفتوحًا للجميع بلا حدود، مصليًّا من أجل السلام في العالم ومن أجل كرامة الإنسان وحقوقه.

 

3. خدمة ورسالة

 

وفي النقطة الثلاثة، قال المطران بدر: "إذا كان المسيح، الكاهن الأول والأزلي، قد جاء ليخدُم ويبذل نفسه من أجل الناس، فكم بالأحرى الكاهن الذي لبّى دعوة المسيح". وشدّد على أن الكهنوت ليس سلطة ولا وظيفة، بل هو خدمة خالصة لوجه الله، تُقدَّم لكل من يحتاجها. وتتمثل رسالة الكاهن في البشارة بكلمة الله، وخدمة الأسرار ومنحها للمؤمنين.

 

ختامًا، دعا المطران بدر المؤمنين إلى الصلاة من أجل الكهنة والراهبات ليبقوا مخلصين وأمناء لدعوتهم ورسالتهم، ومن أجل الراقدين منهم. وختم بالقول: "الرب ما زال يمرّ في طرقات هذه الرعية داعيًا العديدين لاتباعه. فلا تبخلوا على الرب وعلى الكنيسة بأبنائكم وبناتكم".

🢀 رسالة وبركة بابويّة

 

وقبل منح البركة الختاميّة، قرأ الأب بشير بدر نص الرسالة المترجمة إلى اللغة العربيّة التي وجّهها البابا لاون الرابع عشر إلى المطران غالب بدر بمناسبة اليوبيل الذهبي لرسامته الكهنوتيّة، وفيها استذكر قداسته انجازات المطران غالب، ومنحه البركة الرسوليّة.

 

وجاء في الرسالة البابويّة:

 

أيها الأخ الموقر غالب بدر

رئيس أساقفة ماتيرا في نميديا، والسفير البابوي،

 

بعواطف الأخوّة، نهنئك بمناسبة اليوبيل الذهبي لسيامتك الكهنوتيّة، مستذكرًا الأعمال التي أنجزتها، باتقانٍ كبير، ليس فقط من أجل خير الكرسي الرسولي، بل أيضًا من أجل مصلحة المؤمنين المسيحيين في مختلف الأمم، وبنجاح كبير. ومن خلال شفاعة العذراء مريم الطوباوية ومار يوسف، شفيع الكنيسة الجامعة، نتمنى لك كل التوفيق، ونمنحك بركتنا الرسوليّة، لك ولجميع أهلك وأقربائك.

 

البابا لاون الرابع عشر

في هذا اليوم العاشر من حزيران لسنة اليوبيل 2025

وقبل منح البركة الختاميّة، ألقى المطران غالب بدر كلمة شكر فيها جميع المشاركين في القداس، وكل من ساهم في تنظيمه، معبّرًا عن امتنانه لتعاون الجميع في إنجاح هذا القداس اليوبيلي. وبعد ذلك، تقبّل سيادته التهاني والتبريكات في ساحة الكنيسة، وسط أجواء مفعمة بالفرح على أنغام فرقة كشافة تلاع العلي.