موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٥ مارس / آذار ٢٠٢١
المركز الكاثوليكي ينظم دورة حوارية للاعلاميين حول الاعلام في خدمة الحوار

أبونا :

 

نظم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن جلسات نقاشية وتدريبية لإعلاميين وصحفيين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعاملة في المملكة، عبر تطبيق ZOOM، على مدار ثلاثة أيام، الاثنين 15/3 والثلاثاء 16/3 والأربعاء 17/3/2021، لمدة ساعتين كل يوم.

 

وفي اليوم الأول، وبعد كلمة ترحيبية من مدير المركز الأب د. رفعت بدر، بجميع المشاركين والمتحدثين، قدّم فيها الشكر أيضًا إلى البطريركية اللاتينية ومؤسسة بورتكس النمساوية التي تعقد الجلسات بالتعاون معها، قدّمت الدكتورة ديما كرادشة، الباحثة في العلوم الاجتماعية، "بانوراما عامة عن الحالة الدينية الحوارية في الأردن، وكيف يقدم الإعلامي الأردني الصورة؟"، حيث أشارت إلى أنّ الحوار بين أتباع الأديان لا يتم دون وجود أرضية صلبة للحوار، في البحث عن نقاط التقاء وقيم مشتركة، وتجنب الإقصاء والتهميش والأحكام المسبقة. وشدّدت على أهميّة أن يحمل الخطاب الديني دلالات إيجابيّة تعزّز وتحترم المكونات الدينية في البلاد، انطلاقًا من منظومة حقوق الإنسان القائمة على العدالة والمساواة، تحت مظلة المواطنة الحاضنة للتنوّع.

 

وتطرّقت د. كرادشة في هذا السياق إلى المبادرات الأردنيّة في مجال الحوار، مؤكدة على أنّ الأردن اكتسب سمعة رائدة في هذا المجال من خلال دعمه للعديد من المعاهد والمراكز والمبادرات والمؤتمرات والندوات، واستقباله أربع زيارات بابوية تاريخيّة على أرضه، داعية وسائل الإعلام المتعدّدة إلى ضرورة تعزيز هذه التجربة الإنسانيّة الغنيّة نحو خطاب عام أكثر متانة، وانتقاله من النخبويّة لتشمل مختلف مؤسسات المجتمع المدني كالمدارس والجامعات، وإشراك الفئات النسائية والشبابية فيه بشكل أكبر.

 

وفي اليوم الثاني تحدثت د. نايلة طبارة، مديرة مؤسسة "أديان" في لبنان، حول "الحالة الدينية في الوطن العربي، وكيفية التعامل مع الأحكام المسبقة والأخبار المزيفة". وأكدت أولاً على أهميّة تربية الأجيال الطالعة على القيم الإنسانيّة الشاملة كالمحبة والأخوّة والتعاون والتضامن، ومن ثم الانطلاق إلى قبول الآخر، مشيرة إلى مفهوم القبول يعني معرفة الآخر واحترام ثقافتهم وحتى اختلافاتهم وعدم إطلاق أحكامًا مسبقة كما وتصحيح الأفكار النمطيّة إن وجدت.

 

وشدّدت على ضرورة أن يكون الانفتاح قائمًا بين جميع الأطراف، وليس كنوع من تعايش الأقليّة تجاه الأكثرية، وهذا لا يتمّ إلا من خلال تجسيد قيم المواطنة الحاضنة للتنوّع، والتربيّة على ثقافة التنوّع، لافتة في هذا السياق إلى أهميّة احترام القوانين والثقافة العامة لخصوصيّة جميع مكونات المجتمع، وأن يكون هنالك دور إعلامي ريادي في هذا الشأن. وقدّمت طبارة بعضًا من البرامج التي تطبقها مؤسسة "أديان" فيما يخص التربية على التنوّع الديني والإثني والثقافي في مختلف الدول العربيّة، تحت شعار المواطنة القابلة للتنوّع..

 

وفي اليوم الثالث تحدّث مدير المركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر حول دور الإعلام ليكون بانيًا للإنسانيّة والأخوّة وثقافة اللقاء وخادمًا للحقيقة والجمال والخير، مشيرًا إلى أن المركز قد أطلق قبل عامين "مدونة الإعلام الأخلاقيّة" ومفادها أن الإعلام السليم هو الذي يلتزم بأخلاقيات الرسالة الإعلامية والإنسانية، على أن تكون المهنة الإعلامية هي رسالة تقوم على إبراز التقارب والتواد بين الناس أجمعين، والابتعاد عما يثير النعرات العنصرية أو الطائفية وما يفرّق، والالتزام بدعم المناخ الذي يعمل على تعزيز العلاقة التشاركية لتطوير مفهوم الوطن النموذج الذي ينعم فيه الجميع بمواطنة صالحة تتمتّع بذات الحقوق والواجبات.

 

واستضاف المركز في اليوم الثالث كلا من  د. مارسيل جوينات، استاذة العلوم الاعلامية في جامعة اليرموك، وتحدثت عن تجربتها على صعيد الحوار بين أتباع الأديان والمواطنة القائمة على الانتماء للوطن بغض النظر عن الاختلافات بين المواطنين. كما تطرّقت لدور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في أن تكون مساحات رقميّة للحوار والقبول، وليست منبرًا لإطلاق الشائعات الكاذبة والأخبار الزائفة التي تفرّق ولا توحّد.

 

أما الصحافية المتخصّصة بالشأن الديني ومؤلفة كتاب "حصن السلام" رلى السماعين، فقدمت خبرتها في أن تكون امرأة عاملة في مجال الصحافة والإعلام، وشدّدت على أن مهمة الصحفي المسؤول تكمن في السعي لإحلال السلام وتعزيز الوئام المجتمعي خاصة في الظروف التي يزداد فيها التوّتر، وعليه أيضًا نقل الواقع بأمانة وتجرّد مع الحفاظ على الأمل في عالم تطغى فيه النزعة الماديّة والتعصّب.

 

وفي كل نهار، كان يدور نقاش رائع بين المشاركين من اعلاميين، ومن طلاب جامعيين في كلية الاعلام في جامعة اليرموك، حول المحاور التي تضمنتها الايام الثلاثة للندوات الحوارية.