موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
الكاردينال ساندري: زيارة البابا للعراق ستلقى ترحيبًا واسعًا من مكونات المجتمع كافة

فاتيكان نيوز :

 

عبّر عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري عن أمنيته بأن تتكلل بالنجاح الزيارة المزمع أن يقوم بها البابا فرنسيس إلى العراق في شهر آذار المقبل، آملا أن تساهم في إعادة بناء فسيفساء الغنى البشري والتاريخي في منطقة الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن فكره يتجه إلى المسيحيين وباقي سكان سورية والعراق الذين يرون ثقافاتهم تزول بسبب الصراعات الطويلة الأمد.

 

وفي مقابلة مع موقع "فاتيكان نيوز"، أشار نيافته إلى أن زيارة البابا المرتقبة إلى بلاد الرافدين ستشكل مصدر تعزية لشعوب الشرق الأوسط، لاسيما العراق، التي عانت وما تزال تعاني من الحروب والاضطهادات والتهجير. وقال إنّ الضحايا هم أبناء الله وهم يعانون اليوم من الظلم والبطش. وذكّر الكاردينال ساندري بأن البابا برغوليو، وخلال اجتماع هيئة ROACO المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية، العام الماضي، عبّر عن رغبته في زيارة العراق، وشكلت كلماته مصدر أمل وتشجيع للكنيسة المحلية ورعاتها.

 

وشدد في هذا السياق على ضرورة أن نقدّم تحية إجلال إلى الرعاة الذين قرروا البقاء في أرضهم على الرغم من كل الصعوبات والتهديدات والاعتداءات، وكانوا مثالاً للراعي الصالح الذي لا يهرب. كما أن زيارة البابا إلى العراق ستشكل رسالة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط كلها، التي تعاني من الاضطرابات، لاسيما في ضوء ما يجري حاليًا في سورية ولبنان. ويريد البابا أن يشجع الجميع على أن يعيشوا الشركة ويكونوا شهودًا لمحبة الله.
 

الكاردينال ساندري في العراق

في معرض إجابته على سؤال بشأن الاستقبال الذي سيلقاه البابا فرنسيس من قبل المسلمين، شاء عميد مجمع الكنائس الشرقية أن يتوقف عند الرسالة العامة الأخيرة "جميعنا أخوة" Fratelli Tutti ووثيقة "الأخوّة الإنسانية"، المعروفة أيضًا باسم "إعلان أبو ظبي". وتساءل الكاردينال ساندري: كيف نستطيع أن نبني عالمًا أكثر سلامًا وعدلاً وحرية واحترامًا لحقوق الإنسان والحرية الدينية، إن لم نأخذ في عين الاعتبار جميع الأخوة، بغض النظر عن الانتماءات الدينية؟

 

وذكّر المسؤول الفاتيكاني بالزيارة التي قام بها إلى العراق في العام 2019 على رأس وفد من هيئة ROACO من أجل الاطلاع عن كثب على احتياجات السكان، وقال: إنه يقدّر الجهود التي تبذلها الحكومة بمحبة واحترام، فضلا عن سلطات إقليم كوردستان، لافتًا إلى أن جميع القادة المسلمين استقبلوا الوفد الزائر. وأوضح أنّ أول زيارة قام بها إلى العراق كانت إلى مدينة كركوك حيث استقبله البطريرك ساكو –عندما كان أسقفًا– وجعله يزور أحد المساجد حيث كان له لقاء مع الأئمة السنة والشيعة وألقى خطابًا للمناسبة. وعبّر نيافته عن ثقته بأن زيارة البابا هذه ستلقى ترحيبًا واسعًا من قبل مكونات المجتمع العراقي كافة.

الكاردينال ساندري في العراق

ولم تخلُ كلمة عميد مجمع الكنائس الشرقية من الإشارة إلى ضرورة أن تُرفع العقوبات المفروضة على العراق، متسائلا كيف يستطيع الشبان أن يجدوا في ظلها الأمن والاستقرار وأن يتابعوا دراساتهم ويكوّنوا عائلة. ولفت في هذا الإطار إلى أن الكنيسة تلعب دورها، لكن يتعين على المؤسسات الوطنية والدولية أن تساهم في الحفاظ على بقاء الشبان في العراق.

 

وفيما يتعلق بالمسيحيين الذين غادروا البلاد، قال: إنه يتعين على الراغبين في العودة أن يجدوا الظروف الأمنية التي تمكّنهم من عيش حياة كريمةٍ ولائقة. وأضاف أن مَن لم يلتحقوا بأقربائهم في الغرب يؤكدون رغبتهم في العودة، لافتًا في ختام مقابلته مع موقع "فاتيكان نيوز" إلى أهميّة أن يتمكن هؤلاء من المشاركة في الحياة السياسية، لذا لا بد من تنشئة الشبان الكاثوليك على العقيدة الاجتماعية للكنيسة وعلى مبادئ الإنجيل، لكي يبصر النورَ المجتمعُ الذي نريده جميعًا.