موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ فبراير / شباط ٢٠٢٥
الكاردينال تشيرني في لبنان لكي يحمل دعم البابا إلى أرض متألمة

فاتيكان نيوز :

 

من بين العديد من الرحلات التي قام بها الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة في السنوات الأخيرة، تعد الزيارة التي يستعد الكاردينال تشيرني للقيام بها إلى لبنان من الأربعاء 19 وحتى الأحد 23 شباط، تعد بأن تكون مُلزمة ومكثّفة. ليس فقط بسبب جدول الأعمال المزدحم باللقاءات، مثل تلك التي سيجريها مع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ومع المفتي العام، ولكن أيضًا بسبب التأثير العاطفي لرؤيته عن كثب لسكان أنهكتهم الأزمة الاقتصادية والجمود السياسي الطويل والقصف الإسرائيلي الذي، بالإضافة إلى تدمير الجنوب، فاقم من حالة الطوارئ التي يعيشها النازحون واللاجئون.

 

في أرض الأرز، سيقيم الكاردينال اليسوعي وقفة صلاة في مرفأ بيروت في ذكرى الانفجار المأساوي الذي وقع في 4 آب 2020 والذي تسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى. بعد ذلك، ومن بين الالتزامات الأخرى المخطط لها، سيلتقي بالشباب الذين يشاركون في التنشئة على السلام، وسيزور مدرسة تستقبل أطفالاً من مختلف الطوائف، وأخيرًا، سيلتقي ببعض المهاجرين والنازحين واللاجئين الذين تساعدهم منظمة كاريتاس والهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين.

 

الهدف من الزيارة

 

يقول الكاردينال تشيرني لوسائل الإعلام الفاتيكانية التي ستشارك في هذه الزيارة: أنا ذاهب بدعوة من بطريرك أنطاكية للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي. كانت الدعوة في تشرين الثاني الماضي ولكن لم يكن من الممكن الذهاب. والآن، أنا سعيد بالذهاب لكي أقدّم شهادة على العمل الذي قامت به الكنيسة المحليّة، لاسيما بعد الحرب التي أجبرت حوالي مليون شخص على النزوح لمدة ثلاثة أشهر من جنوب البلاد.

 

وحول الرسالة التي أن يحملها للبنان، قال بأنّ الرسالة هي أن قداسة البابا يذكر لبنان ويصلي من أجله ويتضامن معه ويرسل له محبّته. هذه هي الرسالة الرئيسية التي يسعدني أن أحملها إلى البلاد. أعتقد أن الألم الذي عاشه الشعب اللبناني والكنيسة خلال هذه السنوات هو أيضًا رسالة رجاء. إنّه كذلك بسبب الشجاعة التي واجهوا بها الكثير من التحديات. تحدّيات لا تزال مستمرّة، ولكنّهم يعيشوها بذكاء وإبداع. فضيلتان مهمتان للعديد من الأماكن في العالم حيث يكافح الناس لكي يتعايشوا في الاختلافات.

اللاجئون وإنفجار بيروت

 

وحول حول لقائه مع اللاجئين السوريين، الذين على الأراضي اللبنانية وما يتوقعه من هذا اللقاء، قال: من المهم أن نحمل قرب الأب الأقدس من اللاجئين وجميع الذين يمثلونهم. ومن المهم أيضًا أن نقدّم لفتة شكر ودعم للشعب اللبناني الذي يتحمّل، نسبيًا، العبء الأثقل من أي بلد آخر في العالم. ففي لبنان، واحد من كل أربعة من سكانه هو لاجئ. وهذا مثال لعالم يميل نحو كراهية الأجانب. لكن تحدي اللاجئين كبير. هناك الكثير من انعدام الأمن وهناك حقيقة فظيعة، وهي أن غالبية الأطفال الذين ولدوا في المخيمات لم يتم تسجيلهم، بالإضافة إلى العديد من القاصرين الذين ليس لديهم أوراق ثبوتيّة وبالتالي هم عرضة للاتجار بالبشر وعمالة الأطفال.

 

وحول انفجار عام 2020 الذي دمّر مرفأ بيروت، قال: تبقى هذه مأساة كبيرة. سنذهب ونصلّي من أجل الضحايا وعائلاتهم، كما فعل الأب الأقدس في آب الماضي عندما التقى بأفراد العائلات ووعدهم بأن يتذكّر أحبائهم وأن يمزج دموعه بدموع النازحين.

بلد الحوار والرسالة

 

ومجيبًا على السؤال حول لقائه مع المفتي العام، السلطة الشرعية الإسلامية السنية العليا في لبنان، قال: أنا سعيد جدًا بلقائه. يبدو أنني أول كاردينال يقوم بهذا اللقاء ويتحدّث معه مباشرة. يسعدني أن أعرف أن لبنان هو بلد الحوار حيث توجد مشاريع -سأزورها- يعمل فيها المسلمون والكاثوليك معًا لمواجهة التحديات والصعوبات. ويبدو لي هذا مثالاً جميلاً للأخوّة في العمل.

 

وعن الآمال التي يعلِّقها نيافته على هذا البلد الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنّه أكثر من بلد بل هو رسالة، قال نيافته: بالنسبة لي، الأمل الكبير بالنسبة لي هو أن يتمكن لبنان من المضي قدمًا، وأن يتحلى بالشجاعة لمواجهة مشاكله وألا يهرب منها أو يسمح بأن يتمَّ جرّه إلى التطرف. إنّ إيجاد الحلول ليس بالأمر السهل، وعلينا أن نسعى جاهدين للقيام بذلك معًا. وهذا ما يولِّد الرجاء الحقيقي، الرجاء المسيحي، الإيمان بالقيامة والحياة التي حملها لنا المسيح.