موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
الكاردينال بارولين يترأس قداس تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح

أبونا :

 

مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حضر سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الثقافيّة والدينيّة، والمبعوث الشخصي لجلالته، جانبًا من حفل تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة، في المغطس.

 

وقبيل القداس الاحتفالي الحاشد الذي ترأسه المبعوث الشخصيّ لقداسة البابا فرنسيس، الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، وبمشاركة بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، سلّم فارس القبر المقدّس، السيّد نديم معشّر، مفاتيح الكنيسة للكاردينال بييرباتيستا علامة على الانتهاء من أعمال بناء الكنيسة بعد تبرعه السخيّ لتغطية معظم تكاليفها.

 

وألقى البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا كلمة وجّه فيها التحيّة لمبعوث قداسة البابا ولمندوب جلالة الملك، ولممثلي الحكومة الهنغارية، ولفارس القبر المقدّس السيّد المعشّر وعائلته الكريمة، ولجميع المُحسنين لبناء هذه الكنيسة. وقال: إنّنا وبعد رفع الشكر لله تعالى، نقدّم الشكر الجزيل لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على قطعة الأرض التي تكرّم بها لبناء هذه الكنيسة عام 2007.

 

وأكد غبطته على رسالة الوحدة والمحبّة التي انطلقت من هذا الموقع المقدّس، فالأردن هو أرض مقدّسة يأتي إليه الحجّاج من كل أصقاع الأرض. ووجّه البطريرك بيتسابالا الدعوة إلى الحجاج حول العالم لكي يأتوا لزيارة هذه الكنيسة، ويرفعوا الصلاة من أجل ديمومة الأمن والاستقرار في الأردن، والسلام في غزة وسائر فلسطين، ومن أجل لبنان وسورية وكلّ منطقة في العالم تحتاج إلى العدالة والسلام.

وألقى السيّد نديم معشر، كلمة أشار فيها إلى أنّ الكنيسة هي هدية إلى الأسرة الأردنيّة الواحدة، ولكلّ من سيحج إلى نهر الأردن عبر الأجيال القادمة ولمئات السنين، لكي يتبرّك بمياهه، وينهال من قدسيته، معربًا عن قناعته بأنّ الكنيسة سترفد السياحة الدينيّة إلى المملكة بمزيد من التقدّم والازدهار، وستشكّل إضافة روحيّة لتاريخ الموقع الدينيّ والإنسانيّ والعالميّ.

 

وقبل دخول الموكب المحتفل إلى الكنيسة الجديدة، قرأ الأمين العام للنيابة البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن، الأب عماد الطوال، وبحضور لفيف من الأساقفة والكهنة، الرسالة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى الكاردينال بارولين لتمثيله في قداس التدشين، كعلامة على المحبّة التي تبديها الكنيسة لجماعة المؤمنين.

وخلال القداس، ألقى الكاردينال بارولين عظة، قرأها نيابة عنه باللغة العربيّة الأب جهاد شويحات، ونقل فيها نيافته تحيات البابا فرنسيس لجميع المشاركين في هذا الحدث التاريخيّ، مقدّمًا الشكر للعائلة الهاشميّة، وخاصة جلالة الملك عبدالله الثاني، والحكومة الأردنيّة على العناية التي أولوها لهذا المكان المقدّس منذ أن تمّ تحديده في التسعينيات على يد الأب ميشيل بيتشيريلو كموقع عمّاد السيّد المسيح.

 

وأشار الكاردينال بارولين إلى أن حضوره اليوم، باسم قداسة البابا، هو تعبير عن قرب الكنيسة بأسرها من الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط، داعيًّا إياهم، ورغم الأوقات المليئة بالحرب، أن يكونوا بذار أمل، وأن يسهموا في بناء مجتمعات عادلة وسلميّة. ووجّه نيافته نداءً لوقف إطلاق النار ولضمان حقوق الإنسان في الأرض المقدّسة، ولكي يفتح قلوب قادة الأمم للبحث عن السلام والتعايش بين الشعوب. وقال: يجب ألا يكون العنف هو الذي يحدّد مستقبلنا!

هذا واشتمل القداس، على عدد من المضامنين الطقسيّة الخاصة بتدشين الكنيسة، من بينها: رش الماء المقدّسة على جدران الكنيسة، ورش مياه الأردن على جموع المؤمنين، ومسح الهيكل بالزيت المقدّس، ووضع ذخائر القديسين داخل هيكل الكنيسة الجديد، وإشعال البخور، ومن ثمّ تمّ وضع الغطاء الرسميّ على الهيكل الذي صمّم خصيصًا لهذه المناسبة.

 

هذا وأحيت جوقة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي ترانيم القداس الحاشد الذي حضره شخصيات رسميّة ودبلوماسيّة، بقيادة المايسترو فارس عباسي، وعازف الأرغن الأب بشير بدر، فيما خدمة القداس طلبة المعهد الإكليريكي التابع للبطريركيّة اللاتينيّة في بيت جالا، وقدم شروحات تدشين الكنيسة وتكريس الهيكل الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام.

وفي نهاية القداس، ألقى النائب البطريركي الجديد للاتين في الأردن المطران المعيّن إياد الطوال كلمة أعرب فيها عن اعتزازه بالمشاركة في احتفال تدشين الكنيسة الذي يتزامن مع اليوبيل الفضي لحج الكنائس الكاثوليكيّة إلى موقع المعموديّة. ورفع الشكر الجزيل لجلالة الملك عبدالله الثاني، ولسمو الأمير غازي بن محمد، ولقداسة البابا فرنسيس، ممثلاً بشخص الكاردينال بارولين.

 

كما شكر المونسنيور الطوال كلّ من ساهم في إنشاء هذه الكنيسة من محسنين، أفرادًا وجمعيات ومؤسّسات، وبإنجاح الحج الخامس والعشرين إلى المغطس، من إدارة الموقع المحليّة، والقوات المسلحة الأردنيّة، ووزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة، وكافة المؤسّسات الرسميّة، ووسائل الإعلام المحليّة والفاتيكانيّة والعالميّة، وكافة اللجان الليتورجيّة واللوجستية، وفرق الكشافة والشبيبة والكورال وخدام الهيكل.

وقبل منح البركة الختاميّة، منح الكاردينال بيتسابالا وسام "الصليب الذهبي المقدّس" لباني هذه الكنيسة السيّد نديم معشر، ولزوجته السيّدة رانيا معشر، ووسام "القبر المقدّس" لوزير الدولة الهنغارية للشؤون الخارجيّة والمساعدات كريستيان ازبيج.

 

يُشار إلى أنّ البابا بندكتس السادس عشر قد بارك حجر الأساس لهذه الكنيسة في العاشر من أيار في عام 2009، بحضور صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبدالله. وقد صلّى فيها البابا فرنسيس خلال زيارته الرسوليّة إلى المملكة عام 2014.

 

وقبل القداس، عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام مؤتمرًا صحفيًّا شارك به الإعلام المحليّ والعربيّ والدولي، وتحدّث به مدير المركز الأب رفعت بدر، والبطريرك بيتسابالا، ومعالي وزيرة السياحة لينا عنّاب، وتمّ التطرّق خلاله على أهميّة هذا الحدث على الأصعدة الكنسيّة والوطنيّة والسياحيّة.