موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣ يوليو / تموز ٢٠٢٤
الكاردينال بارولين: مفهوم "الحرب العادلة" بحاجة إلى إعادة النظر

أبونا :

 

في فعاليّة أقيمت في السفارة الإيطاليّة لدى الكرسي الرسولي في روما، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إنّ الرسالة العامة للبابا يوحنا الثالث والعشرين "السلام في الأرض" هي شهادة، وأكد أنّ مفهوم "الحرب العادلة" يحتاج إلى إعادة النظر.

 

وقال الكاردينال بيترو بارولين أنه حتى لو بدت الجهود الدبلوماسية في بعض الأحيان وكأنها تسفر عن نتائج صغيرة، "فيجب ألا نتعب أبدًا أو نستسلم لإغراء التخلي". وأضاف إنّ "السلام واجب على الجميع"، ويبدأ "في حياتنا اليوميّة، في مدننا، في بلداننا، في العالم".

 

وجاء ذلك الحديث في الكلمة التي ألقاها نيافته بمناسبة حفل توزيع جائزة السفراء الأدبيّة.

 

والجائزة، التي أنشئت عام 2019 بمبادرة من مجموعة من رؤساء البعثات المعتمدة لدى الكرسي الرسولي، موجهة إلى مؤلفي الكتب المكتوبة باللغة الإيطالية والموجهة لعامة الناس حول مواضيع تتعلق بالثقافة والقيم المسيحية، والعلاقات بين الكنائس المسيحية والدول، وتاريخ الكنائس والحوار بين الأديان.

 

 

’السلام في الأرض‘.. شهادة

 

وتمّ منح جائزة هذا العام لكتاب: "هل تستطيع الكنيسة إيقاف الحرب؟ تحقيق بعد ستين عامًا من ’السلام في الأرض‘"، بقلم الصحفي الإيطالي في قناة RAI بييرو داموسو. ويعكس هذا المجلد الرسالة العامة الثانية للبابا القديس يوحنا الثالث والعشرون حول السلام في العالم، ومن خلال المقترحات والتحليلات الواردة في أكثر من خمسين مقابلة، يحاول العثور على إجابة للسؤال الأساسي المطروح في العنوان: "هل تستطيع الكنيسة إيقاف الحرب؟" وكيف؟".

 

وفي كلمته خلال الحفل، أشار الكاردينال بارولين إلى النشأة والسياق التاريخي الذي ولدت فيه هذه الوثيقة البابويّة التاريخيّة. وأكد أنّ السلام العالمي هو خير يهمّ الجميع، مذكرًا أيضًا بالرسالة الإذاعية التاريخية، يوم سبت النور، 13 نيسان 1963، والتي شدّد فيها البابا يوحنا الثالث والعشرون على ضرورة السلام مع الله، ومع جميع الشعوب، وفي العائلات.

 

وأشار نيافته إلى أن هذه الرسالة العامة هي "شهادة"، وقال: "إنّ كلمات رونكالي القويّة هذه هي تراث يجب الحفاظ عليه وتنميته، حيث يتحمل كل فرد مسؤولياته الخاصة". وشدّد على ضرورة الإصرار على الجهود الدبلوماسيّة في مواجهة الصراعات الحاليّة في مختلف أنحاء العالم، على يقين من أنها ستؤتي ثمارها، داعيًا إلى التعاون وإلى بذل جهد جماعي لنكون حقًا صانعي سلام كما يحثّ البابا فرنسيس.

 

 

مفهوم "الحرب العادلة" بحاجة إلى إعادة النظر

 

وقبل الحفل، تحدث الكاردينال بارولين مع بعض الصحفيين.

 

وردًا على سؤال حول الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، أكد نيافته أنّ الحرب ليست حربًا عادلة أبدًا. وتعليقًا على بيان لجنة "العدل والسلام" في الأرض المقدّسة حول هذه القضية، قال: "نعلم أن هناك الكثير من النقاش اليوم حول مفهوم الحرب العادلة كحرب دفاع. مع ذلك، ومع الأسلحة المتوفرة اليوم، فإنّه أصبح المفهوم صعبًا للغاية، وأعتقد أنه لا يوجد موقف نهائي، لكن هذا المفهوم قيد المراجعة".