انتقل الكاردينال أنجلو سودانو، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان السابق، والعميد السابق لمجمع الكرادلة، يوم الجمعة الموافق 27 أيار 2022، إلى ديار النور، عن عمر يناهز أربعة تسعين عامًا، بعد مسيرة حافلة من خدمة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، والكرسي الرسولي على وجه الخصوص.

ووجّه البابا فرنسيس برقية تعزية إلى شقيقة الكاردينال الراحل، أشار فيها إلى أنّ الكاردينال سودانو عاش بسخاء خدمته الكهنوتية أولاً في أبرشية آستي، ثم في خدمة الكرسي الرسولي. وأضاف: أذكر عمله الدؤوب إلى جانب العديد من أسلافي الذين أوكلوا إليه مسؤوليات مهمة في الدبلوماسيّة الفاتيكانيّة، وصولاً إلى منصب أمين سر الدولة. وأشار إلى أنه في السفارات البابوية عمل بحماس من أجل خير هذه الشعوب معززًا الحوار والمصالحة. وقام أيضًا برسالته في الكوريا الرومانية بتفانٍ مثالي.

يُشار إلى أنّ الكاردينال انجلو سودانو من مواليد مدينة آستي الإيطاليّة في 23 تشرين الثاني عام 1927. حائز على إجازة في اللاهوت من جامعة غريغوريانا الحبريّة، وفي القانون الكنسي من جامعة اللاتيران الحبرية. نال السيامة الكهنوتية في كاتدرائية آستي في 23 أيلول 1950.

في العام 1959، دُعي لخدمة الكرسي الرسولي. درس في الأكاديميّة الحبريّة الكنسيّة، وكان سكرتير السفارات البابوية في الإكوادور، أوروغواي وتشيلي. وفي العام 1968 دُعي إلى روما حيث عمل لمدة عشرة أعوام فيما كان حينها مجلس الشؤون العامة للكنيسة. وفي 30 تشرين الثاني 1977 عيّنه البابا بولس السادس سفيرًا بابويًا في تشيلي، ونال السيامة الأسقفيّة في 15 كانون الثاني 1978.

عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1988 أمينًا لسر مجلس الشؤون العامة للكنيسة. وفي 1 آذار 1989، ومع دخول الدستور الرسولي "الراعي الصالح" حيّز التنفيذ، أصبح أمين سر العلاقات مع الدول. وقد مثّل الكرسي الرسولي في العديد من المحافل الدوليّة. عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً في 28 حزيران عام 1991. وفي 29 حزيران 1991 أصبح أمينًا لسرّ دولة حاضرة الفاتيكان. وفي 30 نيسان 2005، ثبّته البابا بندكتس السادس عشر في منصب أمين سر الدولة.

في 15 أيلول 2006 قبل البابا بندكتس السادس عشر استقالة الكاردينال سودانو من منصب أمين سر الدولة. وفي 21 كانون الأول 2019 قبل البابا فرنسيس استقالته من منصب عميد مجمع الكرادلة. شارك في الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول التحديات الرعوية للعائلة في إطار البشارة بالإنجيل في تشرين الأول 2014؛ وفي الجمعية العامة العادية الرابعة عشرة لسينودس الأساقفة حول دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر في تشرين الأول 2015.