موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
اعتاد المؤمن على صلوات الشفاعة منذ القرن الميلادي الأوّل. ولقد وردت الشفاعة في العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدّس. وتوارث المسيحيّون هذا التقليد من جيل إلى جيل على مدى ألفي عام ونيّف ونقلوه بحذافيره. عشرات الأمثلة في الكتاب المقدّس تبيّن استجابة الله لشفاعة الأنبياء وشفاعات السيّدة العذراء والقدّيسين والملائكة.
فيما يلي بعض الأمثلة عن الشفاعة من الكتاب المقدّس في عهدَيه القديم والجديد.
أوّلاً: في العهد القديم
(2 مل 13: 20) أقام الربّ الميت إكرامًا لأليشاع النبي (الميت هو الآخر): "ومات أليشاع فدفنوه... وفيما كانوا يدفنون رجلاً اذا بهم قد رأوا الغزاة ، فألقوا الرجل الميت في قبر أليشاع. فلمّا مسّ الرجل عظام أليشاع، عاش وقام على قدميه....
(2 مل 13: 23) "فرأف الرب بهم ورحمهم وعطف عليهم نظراً إلى عهده مع إبراهيم واسحق ويعقوب، ولم يُحبّ أن يُبيدَهم، ولم يطرحهم من أمام وجهه...".
(خروج 32: 11–13) و(المزمور 107: 23 وت) ورد ذكر شفاعة موسى من أجل شعبه الذي قد فسد، حينما عزم الله أن يوردهم الهلاك... واستجاب الربّ لشفاعة موسى.
(تكوين 18: 16 وتابع) أعطى الله فرصة لإبراهيم كي يتشفّع في أهل سدوم وتقبّل الله شفاعته.
(تكوين 20: 1 وت) صلاة الملك أبيمالك إلى الله كانت قويّة عندما كانت مصحوبة بصلاة إبراهيم. قال الله لأبيمالك في الحلم: "أنا أيضًا علمت أنّك بسلامة قلبك فعلتَ هذا... إنّ (ابراهيم) نبي يُصلّي لأجلك فتحيا... وصلّى ابراهيم الى الله فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه...".
(تكوين 22: 21) صلّى اسحق إلى الربّ لأجل زوجته رفقة لأنّها كانت عاقرًا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة.
(أي 42: 7 و8) رفض الرب صلاة أصحاب أيوب، واشترط أن تكون مصحوبة بصلاة أيوب، وقَبِلها بعد ذلك عندما صلّى أيوب لأجلهم.
ثانيًا: في العهد الجديد
(يوحنّا 2: 11-1) استجاب الربّ لشفاعة مريم العذراء في قانا الجليل وهي أوّل شفاعة لها. وقام السيّد المسيح بالمعجزة الأولى في عرس قانا الجليل تلبية لرغبة السيّدة مريم العذراء. تجاوز السيّد المسيح قوانين الطبيعة إرضاءً لمشيئة والدته العذراء. وتظهر شفاعة العذراء مريم على تحقيق طلباتنا بطريقة معجزة!
(أعمال الرسل 9: 42-37) ولبّى الله شفاعة القدّيس بطرس وأقام الفتاة الميتة"... مرضَت طابيثة وماتت... أتى بطرس مسرعًا إلى يافا... وأخرج الناس كلَّهم، وجثا وصلّى، ثمّ التفت الى الجثّة وقال: «طابيثا، قومي! «ففتحت عينيها، ولمَّا رَأت بطرس جلست. فمدّ يده إليها وأنهضها ، ثمّ دعا الإخوة وأحضرها حـيّة. فانتشر الخبر في يافا كلّها، فآمن عدد كبـير مِن النـاس".
(أعمال 28 : 9-8) كما استجاب الربّ لشفاعة القدّيس بولس الإناء المختار وشفى المرضى : "كان والد بوبليوس طريح الفراش بالحمى والإسهال، فدخل بولس إلى غرفته وصلّى، ووضع يديه عليه فشفاه. فلمّا حدث هذا ، جاء اليه سائر المرضى في الجزيرة فشفاهم".
(أعمال 12: 5 و12) تُصلّي الكنيسة لأجل نجاة بطرس.
(13: 3) وتُصلّي من أجل بولس وبرنابا.
(15: 4) ومن أجل بولس وسيلا.
(14: 23) ويصلّي بولس وبرنابا من أجل الكنائس في أسيا الصغرى.
(20: 32–36) ويُصلّي بولس من أجل شيوخ الكنيسة (أي الكهنة) في أفسس.
(يعقوب 5: 16-14) ويطلب الرسول يعقوب أن يصلّي شيوخ الكنيسة من أجل الأخ المريض. ويقول أيضًا: "صلاة الإيمان تشفي المريض والربّ يُقيمه...".
خاتمة
لا نلجأ إلى القدّيسين وكأنّنا، والعياذ بالله، نشكّ في قدرته سبحانه تعالى، بل بخلاف ذلك لا حول لنا ولا قوّة إلاّ بالله الخالق. ولكن بحكم التضامن بيننا في الخير - نطلب عونهم، والتضامن بين البشر في الشرّ معروف ومُخيف، بحيث ينبغي أن يغلبه التضامن في الخير. ومن نعمة الله أنّه تعالى أكرم الصالحين، ومنحهم قيمة ووجاهة لمساعدة الناس. وفي لجوئنا إلى القدّيسين نتشجّع للإقتداء بهم وبفضائلهم، فقد كانوا أناسًا مثلنا لكنّهم غلبوا الشرّ بالخير الكثير.