موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو يبارك حجر الأساس (تصوير: عامر سمير / أبونا)
بالتزامن مع احتفال الكنيسة بعيد القديس توما الرسول، احتفل البطريرك البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، صباح اليوم الأحد 3 تموز 2022، برتبة وضع حجر الأساس لكنيسة مار توما الرسول، لتعدّ الكنيسة الكلدانيّة الأولى في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.
وحضر الاحتفاليّة كهنة من مختلف الكنائس، وعدد من سفراء الدول الشقيقة، في مقدمتهم سفير جمهورية العراق حيدر العذاري، والقائم بأعمال السفارة الفاتيكانيّة المونسنيور ماورو لالي، وعدد من مسؤولي المنظمات الخيريّة وشباكات التلفزيون.
وعند وضع الحجر الأساس دعا غبطته الشيخ د. عايد عوض الجبور، مفتي الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين، والمونسنيور لالي إلى المشاركة في وضع الحجر الأساس، وهي بحدّ ذاتها رسالة الأخوّة المشتركة وترسيخ العيش المشترك.
وفي كلمته خلال المناسبة، أشار البطريرك ساكو إلى أنّ "وضع حجر الأساس لتشييد أول كنيسة كلدانيّة في عمّان هو علامة رجاء للمسيحيين الكلدان الكاثوليك في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وهو دليل على التنوّع الدينيّ والاجتماعيّ والثقافيّ الذي تحتضنه المملكة الأردنيّة الهاشميّة بقيادة ملكها المعظّم عبدالله الثاني ابن الحسين، والحكومة والشعب الأردني الشقيق".
ولفت إلى أنّ "الكنيسة مثل المسجد، هي بيت الله، أي مكان للعبادة يقدّم فيه المؤمنون السجود لله، والإكرام له، وطلب رحمته وجودته عن ضعفهم واخطائهم. بيوت العبادة هي أماكن لتنظيم طقوس العبادة التي نُسميها نحن المسيحيين الليتورجيا، وفيها نسبّح الله ونحظى برحمته الفريدة. لكن أيضًا هي بيوت الناس، فيها تنسج روابط وثيقة مع الإخوة الآخرين والالتزام بهم".
كما أشار غبطته إلى أنّ "بيوت الله هي أماكن تثقيف الناس إيمانيًا وروحيًّا، وتعليمهم الأخلاق الحميدة والتسامح والمحبة والاحترام والتضامن، وليس أفكارًا خاطئة وسيئة، خصوصًا الكراهيّة"، مشيرًا في هذا السياق إلى دور أماكن العبادة في "في تعزيز حوار الأديان وترسيخ العيش المشترك، خصوصًا وأنّ التطرّف الديني والطائفي آخذ بالازدياد في عالمنا".
وأشاد غبطته "بالعيش المشترك المتناغم الذي يتمتع به الأردن".
وقال: "أدام الرب السلام والأمان فيه، وحفظ ملكه الساهر عليه، وليمنح السلام والأمان إلى بلدان المنطقة التي تعاني من ويل الحروب والإرهاب". وقدّم غبطته التهنئة إلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والشعب الأردني الشقيق بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس المملكة الأردنيّة الهاشميّة، والذي يتزامن مع احتفال العراق بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقيّة".
وأضاف: "إنّ أحداث الماضي ينبغي أن تغدو دروسًا لعيش الحاضر. إنّ نعمة السلام والأمان ينبغي ألا يضيعها الأردنيون. فمن المؤسف أن هذا ما تفتقر إليه عدّة بلدان في منطقة تعاني من فوضى الانشقاقات والصراعات والفساد".
ووجّه البطريرك ساكو الشكر الأردن على "استقباله المهاجرين العراقيين، وأيضًا السوريين الذين قصدوه، لأنه خيمة آمنة". كذلك، شكر السفارة البابوية وكاريتاس الاردن والبعثة البابوية ومجلس كنائس الشرق الأوسط والمنظمات التي وقفت إلى جانب المهاجرين، وقدّمت لهم العون بأيادٍ ممدودة وقلوب سخيّة. كما شكر راعي الكنيسة الكلدانيّة في الأردن الخورأسقف زيد حبابّة، والسيد لؤي سليمان حنا لتبرعه بالأرض، والسيدة أمن هنودي والدكتور رائد حنا لمساهمتها في مصاريف التصميم والمكتب الهندسي.
ودعا البطريرك ساكو الحكومة الأردنيّة إلى الاعتراف بالكنيسة الكلدانيّة كإحدى الكنائس الرسميّة"، مؤكدًا على أن الملك عبدالله الثاني هو الحارس الأمين للجوامع والكنائس في القدس الشريف، حيث للكنيسة الكلدانيّة كنيسة ومقرّ فيها، وثمّة شارع فرعي يحمل اسم الكلدان.
وقال: "إنّ الكلدان ليسوا بغرباء من المجتمع المقدسي".
وفي الختام، شكر البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو جميع الحضور من أصحاب السعادة والسماحة، والآباء الكهنة رؤساء وممثلي الكنائس في الأردن، والمنظمات الخيريّة، وعلى مشاركتهم فرح الكنيسة الكلدانيّة ورجاءها قيد التحقيق.