موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مراسلون صحفيون يقفون أمام مستشفى أغوستينو جيميلي في روما، الثلاثاء 18 شباط 2025
قام الفاتيكان، الثلاثاء 18 شباط 2025، بإلغاء ارتباطات البابا فرنسيس مطلع الأسبوع الحالي لضرورة تمديد فترة بقائه في مستشفى أغوستينو جيميلي، بالعاصمة الإيطاليّة روما، التي دخلها قبل خمسة أيام لتلقي العلاج من "التهاب متواصل في الشُعب الهوائيّة".
وتحدّث السيّد ماتيو بروني، مدير مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي، بعد ظهر الثلاثاء، إلى الصحفيين حول الحالة الصحيّة للبابا فرنسيس. وقال: "مرّ الليل بسلام. استراح البابا واستيقظ هذا الصباح، وتناول الإفطار، وقضى بعض الوقت في قراءة الصحف، كما يفعل بانتظام. ومن المرجح أن يكون لدينا تحديثات طبيّة لمشاركتها حوالي الساعة 6-7 مساءً".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلن المكتب الصحفي للكرسي الرسولي أنّ البابا فرنسيس لن يترأس القداس بمناسبة يوبيل الشمامسة، والمقرّر عقده صباح الأحد الموافق 23 شباط، لافتًا إلى أنّ قداسته قد انتدب المطران رينو فيسيكيلا، وكيل دائرة إعلان البشارة.
وقد تلقى البابا العديد من رسائل التمنيات الطيبة، بالإضافة إلى الرسومات والبطاقات من قبل الأطفال المقيمين في وحدة الأورام للأطفال في المستشفى. وأوضح بيان يوم الاثنين أنّ البابا فرنسيس "متأثر بالعديد من رسائل المودة والقرب التي تلقاها".
وقال الفاتيكان إنّ البابا فرنسيس سيبقى في المستشفى طالما لزم الأمر.
تمثال للبابا يوحنا بولس الثاني أمام مستشفى أغوستينو جيميلي في روما، 18 شباط 2025
وقام الأطباء بتغيير الأدوية الموصوفة للحبر الأعظم للمرة الثانيّة في أثناء إقامته بالمستشفى. ووصفوا الأمر بأنه "التهاب في الجهاز التنفسي متعدّد الميكروبات". ويقول أطباء مختصون أنّ الأمراض بسبب العدوى الميكروبيّة المتعددّة شائعة بين كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من مشكلات صحيّة مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة.
ويمكن لهذه العدوى أن تنتج عن مزيج من الفيروسات والبكتيريا والفطريات، والتي تتكاثر في الرئتين، مما يؤدي إلى تعقيد العلاج. يقول الدكتور نيك هوبكنسون، المدير الطبي لمنظمة الربو والرئة في المملكة المتحدة، إنّ الأشخاص الذين يعانون من أمراض رئويّة مزمنة يواجهون خطرًا أكبر من تفاقم العدوى، مما قد يستدعي دعمًا بالأكسجين أو جلسات علاج طبيعي لمساعدتهم على التنفس.
ويبقى الالتهاب الرئوي من أخطر المضاعفات المحتملة.
ويشير الدكتور هوبكنسون إلى أن الخطة العلاجيّة قد تتضمن استخدام موسعات الشعب الهوائية وأدوية مخصصة لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، إلى جانب جلسات علاج طبيعي لمنع تراكم السوائل في الرئتين. فيما يوضّح الدكتور ماور سولر، أخصائي طب الرئة في جامعة ييل بالولايات المتحدة، أن الفريق الطبي المعالج قد يضطر إلى مراجعة طريقة العلاج لضمان القضاء على جميع مسببات العدوى، مؤكدًا بأنّ قدرة الجهاز المناعي تلعب دورًا حاسمًا في مقاومة العدوى.
كما يلفت أطباء الانتباه إلى أنّ استخدام الكرسي المتحرّك قد يجعل الشخص أكثر عرضة لمثل هذه العدوى التنفسيّة، لأنّ الأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحرّكة غالبًا ما لا يتنفسون بعمق بالشكل الذي يساعدهم على تنظيف رئتيهم بشكل كافٍ.
مراسلون صحفيون يقفون أمام مستشفى أغوستينو جيميلي، 18 شباط 2025
ويُعاني البابا فرنسيس، الذي استأصل الجراحون جزءًا من رئته اليمنى عندما كان شابًا، من صعوبات في التنفس منذ أكثر من أسبوع، وقد اضطر قداسته للطلب من مساعديه في أكثر من مناسبة، قراءة خطاباته بصوت عالٍ نيابة عنه.
وروى البابا في سيرته الذاتيّة، التي نُشرت الشهر الماضي تحت عنوان "الأمل"، أنه في عام 1957، قام الأطباء بإزالة القسم العلوي من رئته اليمنى بعد اكتشاف ثلاث أكياس كبيرة. وأوضح أنه قضى أيامًا داخل خيمة أكسجين، مضيفًا: "كان الألم مروعًا".
وفي كانون الأول 2023، اضطر البابا إلى إلغاء زيارة إلى دبي للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ أيضًا بسبب التهاب في الشُعب الهوائية. وازدادت مشاكله الصحيّة مع تقدمه في العمر (88 عامًا)، إذ يعاني من مشكلات في الركبة والتهاب في القولون مما تسبب له في عرج شديد، وأجبره في السنوات الأخيرة على استخدام الكرسي المتحرّك أو العصا في كثير من الأحيان.