موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل البابا فرنسيس، السبت، قضاة محكمة دولة حاضرة الفاتيكان، لمناسبة افتتاح السنة القضائية
وأوضح بأنّ "التغييرات التشريعية قد ميَّزت نظام الفاتيكان خلال السنوات الأخيرة، وبإمكانها أن تحمل المزيد من الفعاليّة الخصبة بقدر ما تقترن بمزيد من الإصلاحات في المجال الجنائي، لاسيما فيما يتعلق بمواجهة وقمع الجرائم المالية، وتكثيف النشاطات الأخرى الهادفة إلى إقامة تعاون دولي أسهل وأسرع بين هيئات التحقيق في الفاتيكان والمؤسسات المماثلة في الدول الأخرى، وكذلك من خلال المبادرات التي اتخذتها الشرطة القضائية"، مشيرًا إلى أنّه "لا يمكن تأجيل تحديد وإدخال أشكال جديدة وأكثر ثباتًا من التعاون، من خلال قواعد محددة أو مذكرات تفاهم، على النحو الذي تطلبه المؤسسات المعنيّة بمراقبة الأسواق المالية العاملة على الصعيد الدولي".
وحثّ قداسته "على أن تكون المبادرات التي تم إطلاقها مؤخرًا وتلك التي يجب اتخاذها من أجل الشفافية المطلقة للنشاطات المؤسساتية لدولة حاضرة الفاتيكان، ولاسيما في المجال الاقتصادي والمالي، مستوحاة على الدوام من المبادئ التأسيسية للحياة الكنسية، وأن تراعي في الوقت عينه، المعايير و"الممارسات الجيدة" الحالية على المستوى الدولي، والتي تبدو نموذجية، كما يُطلب في واقع مثل الكنيسة الكاثوليكية. لذلك، على جميع العاملين في هذا القطاع، وجميع أصحاب المهام المؤسساتية، أن يتحلّوا بسلوك إذ يشير إلى إصلاح فعّال –عند الضرورة– فيما يتعلق بالماضي، يكون أيضًا نموذجيًا ونزيهًا للحاضر والمستقبل".
وشدّد أنّه من الضرورة "مراعاة الحاجة الأولوية –كذلك من خلال التغييرات التشريعية المناسبة– بأن تظهر في نظام المحاكمات الحالي، المساواة بين جميع أعضاء الكنيسة والتمتّع بالكرامة والمكانة عينها، دون امتيازات تعود إلى الماضي ولا تتوافق مع مسؤوليات كل فرد في بناء الكنيسة. وهذا الأمر يتطلب ثباتًا في الإيمان وتماسكًا في السلوك والأفعال. في هذا المنظور ومع هذه الأهداف، لا يعفينا كوننا هامشيين في ديناميكيات العلاقات الاقتصادية، كجماعة من المؤمنين أو كأفراد، من واجب الشهادة الخاص. نحن مدعوون لكي نشهد، بشكل ملموس وبطريقة صادقة، في أدوارنا ومهامنا، للتراث الهائل للقيم الذي يميز رسالة الكنيسة، بكونها "ملحًا ونورًا" في المجتمع وفي المجتمع الدولي، لا سيما في مرحلة الأزمات، مثل المرحلة الحاليّة.
وقال: "أحثكم على التفكير في واقع أنه من خلال قيامكم بعملك الخفي والصبور يومًا بعد يوم، أنتم تقدمون إسهامًا ثمينًا لكي تتمكن الكنيسة، في هذه الدولة الصغيرة لحاضرة الفاتيكان، من أن تقدم مثالاً جيدًا لما تعلمه في تعليمها الاجتماعي". ودعا قداسته "جميع الذين دُعوا للعمل من أجل العدالة، وهي فضيلة أساسية بارزة، لكي لا يخافوا من إضاعة الوقت في تكريس الكثير منه للصلاة. في الصلاة، وفيها فقط، نستقي من الله، ومن كلمته، السلام الداخلي الذي يسمح لنا بأداء واجباتنا بسخاء وإنصاف وبُعد نظر".
وخلص إلى القول: "غالبًا ما تمثل لغة الرسم والنحت العدالة فيما تحاول، بيد واحدة، أن توازن بين المصالح أو المواقف المتعارضة، وعلى استعداد، باليد الأخرى، للدفاع عن الحق بالسيف. ثم يضيف فنُّ الأيقونات المسيحية إلى التقليد الفني السابق تفاصيل ذات أهمية كبيرة: عيون العدالة ليست معصوبة، بل موجّهة إلى الأعلى وتنظر إلى السماء، لأن العدالة الحقيقية موجودة فقط في السماء".