موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأربعاء، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
البابا وقادة دينيون يطلقون نداء للسلام: لا لمزيد من الحرب، ولوقف شامل لإطلاق النار

أبونا :

 

"إنّنا نقول بقناعة راسخة: لا مزيد من الحربّ! دعونا نوقف كلّ الصراعات". كان هذا النداء الذي وجهه البابا فرنسيس ورؤساء الأديان في الحفل الختامي لصلاة "روح أسيزي" السنويّة من أجل السلام، والتي أقيمت بعد ظهر الثلاثاء 25 تشرين الأوّل، في ملعب "الكولوسيوم" الروماني القديم في روما.

 

وكانت جماعة "سانت إيجيديو" قد استضافت قمة السلام، التي استمرّت لمدّة ثلاثة أيام تحت شعار: "صرخة من أجل السلام"، بمشاركة قادة سياسيين ورؤساء من مختلف الأديان والتقاليد. وهذا اللقاء هو الـ36 عقب اليوم العالميّ التاريخيّ للصلاة التي جمعت قادة الأديان حول العالم من أجل السلام في 27 تشرين الأوّل 1986، مع القديس البابا يوحنا بولس الثاني.

 

بدأ ممثلو الكنائس وأديان العالم النداء بتوجيه قلقهم إلى العالم وقادة الدول. وقال النداء: "إنّنا نحمل صوت أولئك الذين يعانون من الحرب، واللاجئين وأسر الضحايا والذين فقدوا حياتهم". وأضاف: "بقناعة راسخة نقول: لا للحرب بعد الآن! دعونا نوقف كل صراع. تحمل الحرب فقط الموت والدمار. إنّها مغامرة بلا عودة، والجميع خاسر فيها. لتصمت الأسلحة. وليُعلن عن وقف شامل لإطلاق النار على الفور".

 

على مفترق طرق

 

كما دعوا إلى الشروع في إجراء محادثات سلام وحوار. وقال رؤساء الأديان حول العالم في بيانهم: "ليتم في وقت قريب تفعيل المفاوضات القادرة والمؤدية إلى حلول عادلة لسلام مستقرّ ودائم، قبل فوات الأوان. وليستأنف الحوار للقضاء على تهديد الأسلحة النوويّة".

 

وأشار البيان إلى أنّه "وبعد أهوال وآلام الحرب العالمية الثانيّة، تمكّنت الدول من إصلاح الانقسامات العميقة الناجمة عن الصراعات، ومن خلال الحوار متعدّد الأطراف تمّ إنشاء منظمة الأمم المتحدّة. لقد كان ذلك نتيجة التطّلع إلى السلام، لافتًا إلى أنّ هذا أصبح ضرورة اليوم أكثر من أي وقت مضى. ويجب ألا ننسى مآسي الحرب، فهي أصل كلّ فقر".

 

تابع: "نحن على مفترق طرق: إما أن نكون الجيل الذي يترك الكوكب والبشرية يموتان، والجيل الذي يراكم الأسلحة ويتاجر بها، ونعيش تحت وهم القدرة على إنقاذ أنفسنا من الآخرين، أو يمكننا أن نكون الجيل الذي يخلق طرقًا جديدة للعيش المشترك، وألا يستثمر بالأسلحة، ويلغي الحرب بوصفها الوسيلة لحل النزاعات، ويوقف الاستغلال المفرط لموارد الكواكب".

الإساءة لاسم الله

 

كما أشار البيان على واجب أتباع الأديان في العمل لتحقيق السلام. وجاء في البيان: "يجب علينا نحن المؤمنين أن نعمل من أجل السلام بكلّ الطرق الممكنة، كما أنّه من واجبنا أيضًا المساعدة في نزع سلاح القلوب، والدعوة إلى المصالحة بين الشعوب".

 

وأضاف: "مع كل أسف، لقد انقسمنا فيما بيننا في بعض الأحيان، بسبب إساءة استخدام اسم الله القدوس: نطلب المغفرة بتواضعٍ وقلب منسحق. إنّ الأديان لهي مصدر عظيم للسلام، ويجب أن تظلّ كذلك. السلام مقدّس. لا يمكن أبدًا أن تكون الحرب مقدّسة!".

على الإنسانيّة إنهاء الحروب

 

وأشار البيان إلى أنّه إذا لم تنهِ الإنسانيّة الحروب، فإنّ الحرب هي التي ستقضي على البشريّة، مضيفًا أن العالم، بيتنا المشترك، هو بيت واحد فقط، وبالتالي لا يخصنا وحدنا فقط، بل يخص الأجيال القادمة أيضًا. كما أكد البيان على أهميّة التخلّص من كابوس الأسلحة النوويّة، وقال: "دعونا نعيد فتح حوار جاد على الفور حول عدم الانتشار الأسلحة النوويّة وتفكيكها".

 

وخلص البيان في اللقاء الختامي لمؤتمر سانت إيجيديو لهذا العام إلى القول: "لنبدأ معًا من جديد، من الحوار الذي هو دواء فعّال لمصالحة الشعوب. دعونا نستثمر في كل طريق للحوار. السلام ممكن دائمًا! لا للحرب أبدًا مرة أخرى، ولا أن يقف الإنسان ضد أخيه الإنسان".