موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
البابا: لنكن ثغرة تسمح لمحبة الله بالمرور في بيوتنا وفي علاقاتنا

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

قال البابا فرنسيس، في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي، الأحد 5 كانون الثاني 2025: إنّ إنجيل اليوم يذكّرنا كم هي قويّة محبة الله التي لا يغلبها أي شيء، والتي، إذ تتخطى العوائق والرفض، تستمرّ في الإشراق وفي إنارة مسيرتنا، على الرغم من العقبات والرفض.

 

وأوضح بأنّ التجسّد يظهر كيف يسوع قد تغلّب على الجدران والانقسامات، وواجه انغلاق عقول وقلوب "عظماء" عصره المهتمين بالسلطة أكثر من البحث عن الرّب، وشارك حياة مريم ويوسف المتواضعة، رغم الإمكانيات المحدودة والصعوبات العديدة، وقدّم نفسه ضعيفًا وأعزلاً في لقائه بالرعاة، رجال قلوبهم مطبوعة بقسوة الحياة واحتقار المجتمع، ومن ثمّ بالمجوس، الذين يقومون برحلة طويلة تدفعهم الرغبة في التعرّف عليه، فيجدونه في بيت أناس عاديين، في فقر مدقع.

 

 

الله لا يتوقّف أبدًا

 

وأمام التحدّيات التي نواجهها في العالم، قال البابا إنّ "الله لا يتوقّف أبدًا، فهو يجد ألف طريقة لكي يصل إلى الجميع وإلى كل واحد منا، أينما كنا، بدون حسابات وبدون شروط، ويفتح حتى في أحلك ليالي البشريّة المظلمة نوافذ من النور لا يمكن للظلام أن يغطيها".

 

وفي عالم بحاجة ماسّة إلى النور والرجاء والسلام، وحيثما يخلق البشر أوضاعًا معقّدة يبدو من المستحيل الهروب منها، أوضح البابا بأنّ كلمة الله تظهر أنّ الأمر ليس كذلك، فهي تدعونا بل هي تدعونا لكي نتشبّه بإله المحبّة، وأن نفتح بصيصًا من النور مع جميع الذين نلتقي بهم وفي كل سياق: عائليّ واجتماعيّ ودوليّ.

 

 

اتخاذ الخطوة الأولى

 

كما أشار البابا فرنسيس إلى أنّ كلمة الله تدعونا أيضًا لكي لا نخاف من أن نقوم بالخطوة الأولى، وأن نقوم بفتح نوافذ منيرة من القُرب من الذين يتألمون، ومن المغفرة والرحمة والمصالحة، لكي نجعل المسيرة أكثر وضوحًا وأمانًا وممكنة للجميع.

 

ولفت الحبر الأعظم إلى أنّ هذه الدعوة يتردّد صداها بشكل خاص في سنة اليوبيل التي بدأت للتوّ، والتي تحثّنا على أن نكون رسل رجاء مع "نعم" بسيطة ولكن ملموسة للحياة، ومع خيارات تحمل الحياة. وقال: "لنفعل ذلك جميعًا: هذا هو درب الخلاص".

 

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: في بداية عام جديد، يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكنني أن أفتح نافذة من النور في بيئتي وفي علاقاتي؟ أين يمكنني أن أكون ثغرة تسمح لمحبة الله بالمرور؟ ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن أقوم بها اليوم؟ رافعًا الصلاة لكي "تساعدنا جميعًا مريم، النجمة التي ترشدنا إلى يسوع، لكي نكون شهودًا منيرين لمحبة الآب".