موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الإثنين، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥
البابا لاون: الحرية الدينية حجر الزاوية في بناء مجتمعات عادلة

أبونا :

 

قبل صدور تقرير الحرية الدينية في العالم في 21 تشرين الأول، استقبل البابا لاون الرابع عشر، يوم الجمعة 10 تشرين الأول 2025، أعضاء مؤسسة "عون الكنيسة المتألمة" الدولية، وهي مؤسسة حبريّة تُعنى بدعم الكنيسة في المناطق المتألمة.

 

وقال البابا في كلمته إنّ زيارتهم إلى روما تأتي في وقت تتزايد فيه أعمال العداء والعنف "ضدّ أولئك الذين يحملون قناعات مختلفة، بمن فيهم المسيحيون"، مبينًا أن رسالة المؤسسة تقف على النقيض من هذا العنف، إذ تُعلن أن الكنيسة لا يمكنها أبدًا أن تتخلّى عن إخوتها وأخواتها المضطهدين.

 

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ حقّ كلّ إنسان في الحرية الدينية "ليس خيارًا بل هو أمر جوهري"، موضحًا أنّ في قلب كلّ إنسان "توقًا عميقًا إلى الحقيقة، وإلى المعنى، وإلى الشركة مع الآخرين ومع الله". وقال: "إنّ الحرية الدينية المتجذّرة في كرامة الشخص البشري المخلوق على صورة الله، والمتمتّع بالعقل والإرادة الحرّة، تتيح للأفراد والمجتمعات أن يبحثوا عن الحقيقة، وأن يعيشوها بحرية، وأن يشهدوا لها علنًا".

 

حجر الزاوية في المجتمع

 

ولذلك، شدّد قداسته على أنّ الحرية الدينية هي حجر الزاوية في المجتمع، إذ تحفظ المجال الأخلاقي الذي نكوّن فيه ضميرنا ونمارس حريته. وأضاف: "إنّ الحرية الدينية ليست مجرّد حق قانوني أو امتياز تمنحناه إياه الحكومات، بل هي شرط أساسي يجعل المصالحة الحقيقية ممكنة". ولفت إلى أنه عندما تُنكر الحرية الدينية يؤدي إلى "تفكك بطيء للروابط الأخلاقية والروحية داخل المجتمعات".

 

واستشهد البابا لاون بكلام سلفه الراحل البابا فرنسيس، قائلاً: "لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون حرية الدين، وحرية الفكر، وحرية التعبير، واحترام آراء الآخرين". وأكّد أنّ الكنيسة الكاثوليكية تُعلي من شأن الحرية الدينية لجميع الناس، مُذكّرًا بإعلان المجمع الفاتيكاني الثاني الذي شدّد على أنّ الحرية الدينية هي حق يجب أن تعترف به كل الأمم.

كشف المعاناة الخفية لكثيرين

 

كما أشار إلى أن مؤسسة "عون الكنيسة المتألمة" قد وُلدت عام 1947 استجابةً للمعاناة التي سببتها الحرب، وسعت إلى تعزيز المغفرة والمصالحة، وإلى أن تكون صوت الكنيسة حيثما تتألّم أو تُهدّد. وأشاد قداسته بتقرير المؤسسة "الحرية الدينية في العالم" الذي يُنشر كلّ عامين، واصفًا إيّاه بأنه أداة مهمّة لرفع الوعي وكشف "المعاناة الخفية لكثيرين".

 

وشكر الحبر الأعظم المؤسسة على دعمها المالي للمؤسسات الكنسية في مختلف أنحاء العالم، ولا سيّما في جمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو وموزمبيق. وقال: "حيثما تقوم مؤسسة عون الكنيسة المتألمة بإعادة بناء كنيسة، أو بدعم راهبة، أو بتمويل محطة إذاعية أو مركبة، فإنها بذلك تعزّز حياة الكنيسة، والنسيجين الروحي والأخلاقي للمجتمع".

 

وختم البابا لاون الرابع عشر كلمته أمام أعضاء المؤسسة الحبرية قائلاً: إنّ دعم المسيحيين المحليين يُمكّن الأقليات من أن يكونوا صانعي سلام في أوطانهم، ليصبحوا "علامة حيّة على الوئام الاجتماعي والأخوّة، يُظهرون لجيرانهم أنّ عالمًا مختلفًا ممكن".