موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عقد البابا لاون الرابع عشر مقابلة خاصة بمناسبة اليوبيل في ساحة القديس بطرس، اليوم السبت 27 أيلول 2025، بحضور آلاف من معلمي التعليم المسيحي الذين يشاركون في الفعالية اليوبيلية المخصّصة لهم في الفترة من 26 إلى 28 أيلول.
في تعليمه، تأمل البابا بإسهاب في مفهوم "حس الإيمان" sensus fidei، الذي وصفه بأنه "الحس السادس عند البسطاء في أمور الله". وقال: "الله بسيط، ويكشف ذاته للبسطاء. لهذا، توجد عصمة لشعب الله في الإيمان، وعصمة البابا تعبير عنها وخدمة لها".
وذكّر البابا بالقديس أمبروسيوس، الذي عاش في القرن الرابع، وكان واليًا لمدينة ميلانو خلال فترة كانت الكنيسة ممزقة بصراعات كبيرة، حيث كاد انتخب الأسقف الجديد يتحوّل إلى اضطراب حقيقي. وبصفته السلطة المدنيّة، تدخّل في لحظة حاسمة في انتخاب الأسقف الجديد، وبفضل قدرته الكبيرة على الإصغاء والوساطة أعاد الهدوء بين المؤمنين.
وتقول الرواية إنّه، في تلك اللحظة، ارتفع صوت طفل وصرخ: "أمبروسيوس أسقف!".
وهكذا أيضًا هتف كلّ الشعب: أمبروسيوس أسقف!".
وقال البابا لاون: "لم يكن أمبروسيوس قد قبل سر المعمودية بعد، بل كان فقط في مسيرة الموعوظين للبالغين، أي يستعد للمعمودية. لكن الشعب استشعر بحدسه في أعماق هذا الرجل فانتخبه. وهكذا صار للكنيسة أحد أكبر أساقفتها، وواحد من معلّميها".
وأشار إلى أن أمبروسيوس رفض في البداية، بل حتى أنّه هرب، ثمّ أدرك أنها دعوة من الله، فقبل أن يُعمَّد ويُرسَم أسقفًا. وصار مسيحيًّا وهو يخدم كأسقف. وأعرب البابا عن إعجابه بـ"الهبة الكبيرة" التي قدّمها "الصغار" للكنيسة. وقال: "حتى اليوم، هذه نعمة علينا أن نطلبها: أن نصير مسيحيين ونحن نحيا بموجب إيماننا المسيحي الذي دعانا الله إليه".
وأضاف: "هل أنتِ أم، أو هل أنتَ أب؟ كوني مسيحيّة بكونك أمًّا صالحة، وكن مسيحيًّا بكونك أبًا صالحًا. هل أنت صاحب عمل، أو عامل، أو معلّم، أو كاهن، أو راهبة؟ كن مسيحيًّا في الطريق الذي أنت فيه. الشعب له هذا ”الحِسّ“: يعرف هل نحن على طريقنا لأن نكون مسيحيّين أم لا. ويمكنه أن يصحّحنا، ويمكنه أن يدلّنا على طريق يسوع المسيح".
وتابع: بعد أن قبل دعوته، أعاد القديس أمبروسيوس الشيء الكثير لشعبه، حتى إنه ابتكر طرقًا جديدة لترتيل المزامير والأناشيد وللاحتفال وللوعظ. حتى إنّ القديس أوغسطينوس اهتدى بفضل وعظه ونال المعمودية، وأصبح هو الآخر أسقفًا ومعلّمًا للكنيسة.
وقال: "كان هو نفسه يعرف كيف يَحدِسُ ويستشعر، وهكذا تضاعف الرّجاء".
وأضاف: "حسّ الإيمان، الحَدْسُ، هو طريقة لكي نملأ قلبنا بالرّجاء – دعونا لا ننسَ ذلك".
وختم البابا كلمته بالقول: "بهذه الطريقة أيضًا يقود الله كنيسته إلى الأمام، ويبيِّن لها طرقًا جديدة. الحَدْسُ هو استشعار هو طريق معرفة الصغار في ملكوت الله الآتي. فليساعدنا اليوبيل لنصير صغارًا بحسب الإنجيل، لكي نستشعر بالحدس ونخدم أحلام الله!".