موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
البابا يشدد على الالتزام والخدمة والرجاء في لقاء كتّاب مجلة الحضارة الكاثوليكية

أبونا :

 

استقبل البابا لاون الرابع عشر، يوم الخميس 25 أيلول 2025، أعضاء هيئة الكُتّاب والمساهمين في مجلة "الحضارة الكاثوليكية" اليسوعيّة، بمناسبة مرور 175 عامًا على تأسيسها، مؤكدًا أهمية عملهم في نقل رسالة الكنيسة وإبراز حضورها في الثقافة والمجتمع.

 

وتُعدّ المجلة واحدة من أقدم المجلات التي لا تزال قائمة، وقد تأسست في 6 نيسان 1850 بناءً على طلب البابا الطوباوي بيوس التاسع، وأصبحت منذ ذلك الحين أداة لقراءة وتفسير التاريخ والسياسة والثقافة والعلوم والفنون في ضوء الإيمان المسيحي، بما يتماشى مع تعاليم البابا وإرشادات الكرسي الرسولي.

 

وأشار البابا بأنّ المجلة وُصفت بأنها "نافذة على العالم"، محدّدًا ثلاثة محاور أساسية لرسالة الكتّاب:

 

1. التربية على التزام فعال في العالم: أوضح الأب الأقدس أن ما يكتبه الكتّاب يساعد القراء على فهم المجتمع المعقد وتقييم إمكاناته ونقاط ضعفه، والبحث عن "علامات الأزمنة"، بما يتيح تقديم إسهام فاعل في المجال السياسي وفي قضايا العدالة الاجتماعية، العائلة، التعليم، التحديات التكنولوجية الجديدة والسلام، وتوفير معايير عمل فعّالة لبناء عالم أكثر عدلاً وأخوّة.

 

2. أن نكون صوت الفقراء والمهمشين: شدّد البابا على أنّ هذه المهمة تمثل جانبًا أساسيًّا في حياة المسيحي ورسالته، مستشهدًا بما كتبه البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل". وأوضح قداسته أن الإصغاء والقرب من الذين يعانون يمكّن الكتّاب من أن يصبحوا صدىً أمينًا لصوت المحتاجين، كاسرين حلقات العزلة والوحدة والصمم.

 

3. أن نكون رسل رجاء: ذكّر البابا الكتّاب بضرورة نقل الأمل للمؤمنين، مؤكدًا أن رجاء المسيحيين هو المسيح، وأنه بالثقة فيه لا توقفنا أية وقائع مهما كانت صعبة عن محبة الله والإخوة. واستشهد بكلمات البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "بالرجاء مخلَّصون": «حياتي وتاريخ العالم ليسا متروكين للصدفة. العناية الإلهية لا تتوقّف. أشعر وكأنني على يقين: رغم كل الإخفاقات، أعلم أن حياتي محروسة بقوة محبة الله الخالدة».

 

وختم البابا لاون الرابع عشر كلمته بتذكير الكتّاب بكلمات البابا فرنسيس بمناسبة بدء الذكرى الـ175 لتأسيس المجلة، مشجعًا على مواصلة عملهم بفرح، مؤكدًا أن المجلة تكون "كاثوليكية" فعلاً إذا عكست نظرة المسيح على العالم ونقلت رسالته وشهدت لها.