موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٧ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
أوكرانيا تشهد تطويب الكاهن بيتر أوروس الذي خدم سرًّا في زمن الاضطهاد

أبونا :

 

تمّ اليوم السبت في مدينة بيلكي الأوكرانية تطويب الأب بيتر بول أوروس، الكاهن في في أبرشية موكاتشيفو، والذي اغتيل عام 1953 كراهيةً للإيمان. فعندما حُظرت الكنيسة اليونانية الكاثوليكية، ظلّ الكاهن الشهيد أمينًا لخليفة بطرس، وواصل بشجاعة ممارسة خدمته الكهنوتيّة سرًّا رغم المخاطر.

 

وفي المقابلة العامة بمناسبة اليوبيل، اليوم السبت 27 أيلول 2025، في ساحة القديس بطرس، دعا البابا لاون الرابع عشر الطوباوي الجديد للتضرّع "لكي ينال للشعب الأوكراني العزيز القوّة على الثبات في الإيمان والرجاء، رغم مأساة الحرب".

 

وكان البابا فرنسيس قد أعلن الأب أوروس شهيدًا عام 2022، وكان مقرّرًا تطويبه في الثالث من أيار هذا العام. غير أنّ وفاة خورخي بيرغوليو أدّت إلى تأجيله إلى اليوم. وقد ترأس الاحتفال الكاردينال غريغور ريس، رئيس أساقفة لودز في بولندا.

 

كاهن غيور

 

وُلِد أوروس في 14 تموز 1917، في بلدة بيري المجرية في عائلة متجذّرة في الإيمان المسيحي. كان والده كاهنًا للروم الكاثوليك، وتوفي حين كان في الثانية من عمره، ثم فقد والدته وهو في التاسعة. عام 1937، التحق بالمعهد الإكليريكي في أوزغورود (ترانسكارباتيا) على الحدود الأوكرانية المجرية.

 

وفي 18 حزيران 1942، رُسِمَ كاهنًا عازبًا في أبرشية موكاتشيفو اليونانية الكاثوليكية في أوكرانيا، وبدأ خدمته الرعوية في عدد من البلدات نائبًا لكاهن الرعية، وسرعان ما اشتهر بحماسه وحبه للفقراء في زمن كان فيه النظام السوفيتي يسعى إلى قمع الكنيسة.

 

عام 1943، وبسبب الحرب، تابع دورة إعداد للمرشدين العسكريين في بارتسا بسلوفاكيا. ثم عاد إلى رعيته التي وقعت عام 1944، شأنها شأن كامل مقاطعة زاكارباتيا، تحت احتلال القوات السوفيتية التابعة للجيش الأحمر، وانضمت إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، ثم إلى الاتحاد السوفيتي.

 

مع الضم القسري، بدأ الاضطهاد المنظّم للكنيسة اليونانية الكاثوليكية. في عام 1946، نُقل أوروس إلى بيلكي كاهنًا للرعيّة، وهناك تعرّض لضغوط متزايدة للانضمام إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، خصوصًا عام 1948، لكنه قاوم وبقي وفيًا للبابا. وفي عام 1949، مُنعت الأنشطة الرعوية وأُغلقت جميع الكنائس الكاثوليكية اليونانية، كما تعرّضت أبرشية موكاشيفو للقمع الكامل.

الاغتيال

 

عاش الأب أوروس، بوعي وشجاعة، تحت ظلّ الشبهات، خاضعًا لرقابة الأجهزة السرّية، ومعرّضًا للاعتقالات التعسفية والظلم. وعندما حظرت الكنيسة اليونانية الكاثوليكية عام 1949، وتمّت تصفية الشخصيات المرموقة في المجتمع بشكل منهجي، واصل الكاهن ممارسة خدمته الرعوية سرًّا.

 

وفي عام 1953 صدر أمر باعتقاله. حاول الهرب، لكن في 28 آب أوقفه أحد رجال الشرطة في محطة القطار في بلدة سيلتسه وقتله. وعلى الفور اعتُبر مقتله استشهادًا، مع أنّ جثمان الكاهن ظلّ مخفيًا حتى تفكك الاتحاد السوفييتي. بقيت ذكراه حيّة في قلوب المؤمنين، وما زالت ذخائره شاهدة إلى اليوم، علامة رجاء وإيمان بفاعلية شفاعته لدى الرب.