موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
البابا فرنسيس: لنكون نحن خبزًا مكسورًا للآخرين

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي.

 

وتحدث قبلها إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن الاحتفال بعيد جسد الرب. وبدأ قداسته الحديث عائدًا إلى قراءة اليوم من إنجيل القديس مرقس الذي يحدثنا عن عشاء الرب (مرقس ٢٤، ١٢-٢٦)، حيث يهب يسوع ذاته من أجل جماعة الناس في الخبز المكسور وفي الكأس اللذين ناولهما لتلاميذه، ويجود بنفسه من أجل حياة العالم.

 

وتوقف البابا فرنسيس في تأمله في هذا العشاء عند ما وصفه بعامل هام في فعل تكسير يسوع للخبز، عامل يشدد عليه الإنجيل من خلال كلمة "وناولهم". ودعا الأب الأقدس إلى تثبيت هذه الكلمة في القلوب، وتابع أن المناولة تشير في المقام الأول إلى فعل العطاء، فيسوع يأخذ الخبز لا ليأكله بمفرده بل ليكسره ويناوله للتلاميذ كاشفا هكذا عن هويته ورسالته. لم يحتفظ يسوع بحياته لنفسه، قال البابا فرنسيس، بل وهبها لنا، ولم يعتبر مساواته لله غنيمة للاحتفاظ بها بل تجرد من مجده ليتقاسم إنسانيتنا ويجعلنا ندخل الحياة الأبدية (راجع فيلبي ٢، ١-١١). لقد جعل يسوع حياته هبة، أضاف البابا.

 

وقال: إن الاحتفال بالقربان المقدس والتغذي بهذا الخبز، مثلما نفعل يوم الأحد بشكل خاص، ليس طقسًا منفصلا عن الحياة أو مجرد لحظة عزاء شخصي، بل علينا أن نتذكر دائمًا أن يسوع قد أخذ الخبز وكسره وناوله، ما يعني أن الشركة معه تجعلنا قادرين على أن نكون نحن أيضا خبزا مكسورا للآخرين، وأن نتقاسم ما نحن عليه وما لدينا. وذكَّر في هذا السياق بكلمات القديس لاون الكبير حين كتب أن مشاركتنا في جسد المسيح ودمه ما هي إلا لجعلنا نصبح ما نأكل. وواصل قداسة البابا أن هذا هو ما نحن مدعوون إليه، أن نصبح ما نأكل، أن نصبح أشخاصا لا يعيشون بعد لنفسهم (راجع روما ١٤، ٧) بمنطق التملك والاستهلاك، بل أشخاصا قادرين على أن يجعلوا حياتهم هبة للآخرين. وهكذا فإننا بفضل القربان المقدس نصبح أنبياء وبناة عالم جديد، فحين نتغلب على الأنانية وننفتح على المحبة، حين ننمي روابط أخوّة ونشارك في معاناة الأخوة ونتقاسم الخبز والموارد مع من هم في عوز، حين نضع مواهبنا في متناول الجميع فإننا نكسر خبز حياتنا مثل يسوع.

 

وفي ختام كلمته إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي دعا البابا فرنسيس إلى أن يسأل كل شخص ذاته: هل أحتفظ بحياتي لنفسي فقط أم أهبها مثلما فعل يسوع؟ هل أعمل من أجل الآخرين أم أني منغلق على ذاتي الصغيرة؟ هل أنا قادر في أوضاع الحياة اليومية على أن أتقاسم أم أني أبحث دائما عن مصلحتي؟ ثم ختم الأب الأقدس متضرعا كي تساعدنا مريم العذراء التي استقبلت يسوع، الخبز الذي نزل من السماء، والتي وهبت ذاتها معه، على أن نصبح عطية محبة متحدين مع يسوع القربان.