موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
البابا في صلاة التبشير الملائكي: كونوا زارعين أسخياء وواثقين للإنجيل

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس، ظهر اليوم الأحد، صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وألقى كلمة قبل الصلاة سلط الضوء فيها على إنجيل هذا الأحد (مرقس ٤، ٢٦–٣٤)، مشدّدًا على الانتظار الواثق.

 

وقال: إنّ إنجيل اليوم يحدثنا عن ملكوت الله من خلال صورة البذر (مرقس ٤، ٢٦–٣٤)، ويستخدم يسوع هذا التشبيه مرات عديدة (متى ١٣، ١–٢٣؛ مرقس ٤، ١–٢٠؛ لوقا ٨، ٤-١٥)، ويقوم بذلك اليوم داعيًا إيانا إلى التأمل بشكل خاص حول تصرّف هام مرتبط بصورة البذر وهو الانتظار الواثق.

 

وأشار إلى أنه خلال البذر، ومهما نثر المزارع بذورًا جيدة جدًا وكثيرة، ومهما أعدّ الأرض بشكل جيد، فإن النبات لا ينمو على الفور، إذ يتطلب الأمر وقتًا وصبرًا! ولذلك لا بد أن ينتظر بثقة بعد الزرع كي يتيح للبذور أن تنبت في الوقت المناسب وللبراعم أن تتفتح وتنمو وذلك من أجل ضمان حصاد وافر (مرقس ٤، ٢٨–٢٩). فتحت الأرض المعجزة تحدث بالفعل (مرقس ٤، ٢٧)، هناك نمو هائل لكنه غير مرئي، وينبغي الصبر، ومن الأهمية بمكان في الوقت نفسه مواصلة الاعتناء بالتربة وريّها والحفاظ عليها نظيفة، على الرغم من أنه لا يبدو أن هناك شيئًا يحدث على سطحها.

 

أضاف: هكذا أيضًا ملكوت الله. يضع الرب فينا بذور كلمته ونعمته، بذورًا صالحة ووفيرة، ومن ثم، وبدون أن يتوقف أبدا عن مرافقتنا، ينتظر بصبر. يواصل الرب الاعتناء بنا، بثقة أب، ولكنه يعطينا الوقت كي تنبت البذور وتنمو إلى أن تعطي ثمار أعمال صالحة، وذلك لأنه لا يريد أن يضيع شيء في حقله، يريد أن ينضج كل شيء بالكامل؛ وأن نتمكن جميعا من النمو كسنابل مليئة بالقمح.

 

تابع: وهكذا، يعطينا الرب مثلاً: يعلّمنا أيضًا أن نزرع بثقة الإنجيل حيث نكون ومن ثم أن ننتظر كي تنمو البذرة وتعطي الثمر فينا وفي الآخرين، بدون التوقف عن دعم ومساعدة بعضنا البعض حتى حيث يبدو لنا أننا لا نرى نتائج فورية على الرغم من جهودنا. ففي الواقع غالبًا ما تكون المعجزة أيضًا بيننا تحدث بالفعل، وستعطي ثمارًا وافرة في الوقت المناسب. ولذا نستطيع أن نسأل أنفسنا: أأدع الكلمة تُزرع فيّ؟ أأزرع بثقة أيضًا كلمة الله حيث أعيش؟ أأنا صبور في الانتظار أم أيأس لأنني لا أرى النتائج فورًا؟ أأوكل كل شيء بطمأنينة إلى الرب فيما أبذل كل ما في وسعي لإعلان الإنجيل؟

 

وخلص إلى القول: لتساعدنا مريم العذراء كي نكون زارعين أسخياء وواثقين للإنجيل.