موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٦ مارس / آذار ٢٠٢٢
البابا فرنسيس سيكرّس روسيا وأوكرانيا لقلب مريم الطاهر في عيد البشارة
حشد خلال صلاة التبشير الملائكي، 13 آذار 2022، في ساحة القديس بطرس، يطلب فعل التكريس لروسيا وأوكرانيا

حشد خلال صلاة التبشير الملائكي، 13 آذار 2022، في ساحة القديس بطرس، يطلب فعل التكريس لروسيا وأوكرانيا

فاتيكان نيوز :

 

بالتزامن مع عيد بشارة مريم العذراء، سيكرّس البابا فرنسيس كلّ من روسيا وأوكرانيا لقلب مريم الطاهر، وذلك خلال رتبة التوبة التي سيترأسها قداسته عند الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة الموافق 25 آذار 2022، في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

 

وفي اليوم ذاته، سيقوم الكاردينال كونراد كراييفسكي، مسؤول مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم، بالفعل عينه وذلك في مزار العذراء سيّدة فاطيما بالبرتغال، كموفد شخصي من قبل البابا فرنسيس.
 

التكريس لقلب مريم الطاهر

 

وكانت العذراء مريم، في ظهور 13 تموز 1917 في فاطيما، قد طلبت تكريس روسيا لقلبها الطاهر، مؤكِّدة أنه إذا لم يتم قبول هذا الطلب، فإن روسيا ستنشر "أخطائها في جميع أنحاء العالم، وتعزّز الحروب والاضطهادات ضدَّ الكنيسة. وأضافت أن الصالحين سيستشهدون، وأنّ الأب الأقدس سيتألّم كثيرًا، وستدمر أمم عديدة.

 

بعد ظهورات فاطيما، كانت هناك أعمال تكريس مختلفة لقلب مريم الطاهر: فقد كرّس البابا بيوس الثاني عشر، في 31 تشرين الأول 1942 العالم بأسره، وفي 7 تموز 1952 كرس شعوب روسيا لقلب مريم الطاهر في الرسالة الرسولية "Sacro vergente anno"، وكتب: "تمامًا كما كرّسنا العالم كله منذ بضع سنوات لقلب العذراء والدة الإله الطاهر، هكذا الآن، وبطريقة خاصة جدًا، نكرس جميع شعوب روسيا لهذا القلب الطاهر عينه". 

 

كذلك وفي 21 تشرين الثاني 1964 جدّد البابا بولس السادس تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر بحضور آباء المجمع الفاتيكاني الثاني. وقام البابا يوحنا بولس الثاني بتأليف صلاة لما وصفه بـ"فعل التسليم" الذي تمَّ الاحتفال به في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما في 7 حزيران 1981، في عيد العنصرة.

 

وهذا هو نصّها: "يا أم البشر والشعوب، أنتِ تعرفين كل معاناتهم وآمالهم، أنتِ تشعرين بشكل والدي بكل الصراعات بين الخير والشر، وبين النور والظلمة التي تهز العالم، إقبلي صرختنا التي نرفعها بالروح القدس مباشرة إلى قلبك وعانقي بمحبة الأم وخادمة الرب جميع الذين ينتظرون هذا العناق بشدة، ومعهم الذين تنتظرين منهم أن يسلموا لكِ ذواتهم. خُذي تحت حمايتك الوالديّة العائلة البشريّة التي نوكلها إليكِ يا أمنا، وليقترب لنا جميعًا زمن السلام والحرية وزمن الحقيقة والعدالة والرجاء".

وللاستجابة بشكل كامل لطلبات العذراء مريم، أراد البابا يوحنا بولس الثاني أن يوضح خلال سنة الفداء المقدسة فعل التسليم الذي تمَّ في 7 حزيران 1981، والذي تكرّر في فاطيما في 13 أيار 1982. وفي ذكرى الـ"نعم" التي قالتها العذراء مريم في لحظة البشارة، وفي اتحاد روحي مع جميع أساقفة العالم أوكل البابا يوحنا بولس الثاني في 25 آذار 1984 في ساحة القديس بطرس جميع الشعوب إلى قلب مريم الطاهر.

 

وقال آنذاك: "يا أم البشر والشعوب، أنتِ تعرفين كل معاناتهم وآمالهم، أنتِ تشعرين بشكل والدي بكل الصراعات بين الخير والشر، وبين النور والظلمة التي تهز العالم، إقبلي صرختنا التي نرفعها بالروح القدس مباشرة إلى قلبك: عانقي بمحبة الأم وخادمة الرب عالمنا البشري الذي نوكله ونكرّسه إليكِ، إذ يساورنا القلق لمصير البشر والشعوب الأرضي والأبدي. وبطريقة خاصة، نوكل ونكرس إليك أولئك البشر وتلك والأمم الذين هم بأمس الحاجة لهذا التكريس وهذا التسليم".

 

وفي حزيران 2000، كشف الكرسي الرسولي عن الجزء الثالث من سرّ فاطيما، وأكد رئيس الأساقفة آنذاك تارشيسيو بيرتوني، أمين سرِّ مجمع عقيدة الإيمان، أن الأخت لوشيا، في رسالة من عام 1989، أكدت بنفسها أن هذا الفعل العالمي للتكريس يتوافق مع ما أرادته العذراء مريم: "نعم، تم ذلك -كتب الأخت لوشيا- تمامًا كما طلبته العذراء مريم، في 25 آذار 1984".