موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في كلمته إلى المؤمنين المجتمعين في ساحة القديس بطرس، في صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الموافق 6 تموز 2025، قدّم البابا لاون الرابع العاشر تأملاً حول الطبيعة الإرساليّة للكنيسة، انطلاقًا من النص الإنجيلي لهذا الأحد (لوقا 10: 1-12، 17-20).
ومن شرفة القصر الرسولي المطلّة على الساحة، ركز البابا في تأمله على إرسال يسوع اثنين وسبعين تلميذًا، وهو عملٌ، كما أوضح، يُمثّل النطاق العالمي للإنجيل. وقال إنّ "الرّجاء في الإنجيل مُوجّه لجميع الشعوب"، مُضيفًا أن هذا يعكس "سعة قلب الله وحصاده الوافر".
ومقتبسًا من كلمات يسوع: "الحصاد كثير، لكن العملة قليلون"، أوضح أنّه بينما قد يبدو العالم غارقًا في التشتت والضوضاء، لا يزال الناس اليوم "ينتظرون حقيقة أكبر"، ويسعون إلى العدالة، ويحملون في أنفسهم "شوقًا إلى الحياة الأبديّة".
ووصف الله بأنّه "زارعٌ، خرج إلى العالم فزرع فيه بسخاءٍ، ووضع في قلب الإنسان والتاريخ الشوق إلى اللامتناهي، إلى ملء الحياة، وإلى الخلاص الذي يحرّره". ورغم ذلك، هناك "قليلون الذين يذهبون إلى الحقل، والذين يقدرون قبل ذلك أن يعرفوا، بعينَي يسوع، الحبّة الصالحة الناضجة للحصاد".
وفي هذا السياق، حذّر البابا من أن الإيمان لا ينبغي أن يصبح "مثل علامة خارجيّة"، وأنّ ما تحتاجه الكنيسة والعالم ليس مشاركين عابرين، بل "عمّال يريدون العمل في حقل الرسالة، وإلى تلاميذ يحبّون ويشهدون لملكوت الله حيثما وجدوا".
وأقرّ البابا في تأمله بأنّه قد يكون هناك الكثير من ”مسيحيّي المناسبات“ الذين "يُظهِرون من فترة لأخرى عاطفة دينيّة أو يشاركون في بعض المناسبات. لكنّهم قليلون المستعدّون للعمل كلّ يوم فيُنمّون في قلبهم بذرة الإنجيل لكي يحملوه فيما بعد في حياتهم اليوميّة، في العائلة، وفي أماكن العمل والدراسة، وفي مختلف البيئات الاجتماعيّة، وبالقرب من كلّ محتاج".
وأكد أن هذه الرسالة لا تتطلب "الكثير من الأفكار النظريّة" حول الخطط الرعويّة، بل المطلوب "هو صلاة إلى ربّ الحصاد"، موضحًا بأنّ ما يلزم "هو العلاقة مع الله، وتنمية الحوار معه، إذّاك يجعلنا الله نفسه عمَّالًا له، ويرسلنا إلى حقل العالم لنكون شهودًا لملكوته".
وفي ختام تأمله، دعا البابا لاون المؤمنين إلى تسليم أنفسهم للسيدة العذراء مريم، "التي قدّمت بسخاء ذاتها لمّا قالت: ”هاءنذا“، فساهمت في عمل الخلاص"، قبل أن يطلب منها "أن تشفع لنا وترافقنا في مسيرتنا في اتباعنا للرّب يسوع، فنقدر نحن أيضًا أن نصير عُمَّالًا فرحين في ملكوت الله".