موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٦ أغسطس / آب ٢٠٢٥
البابا: لا عدالة اجتماعية بمعزل عن الإنجيل أو باللجوء إلى العنف

أبونا :

 

وجّه البابا لاون الرابع عشر رسالة إلى المشاركين في "الأسبوع الاجتماعي" الذي تعقده الكنيسة في البيرو من 14 إلى 16 آب، في العاصمة ليما، وفيه يجتمع الكاثوليك للحوار بحثًا عن إجابات للتحديات الاجتماعيّة المعقدة التي يواجهها البلد.

 

وفي رسالته، سلّط البابا الضوء على عدد من القديسين المرتبطين بهذه الأمة اللاتينية: القديسة روزا دي ليما، والقديس مارتن دي بورّيس، والقديس خوان ماسياس، والقديس توربيو دي موغروفيخو، مشيرًا إلى أن حياتهم تمثل أمثلة فريدة في العناية بالعدالة الاجتماعية.

 

أحب الناس لأنهم على صورة الله

 

كما استعاد كلمات القديس البابا بولس السادس عند إعلان قداسة خوان ماسياس، إذ قال إنه أحب الناس "لأنه رأى فيهم صورة الله". وأضاف البابا لاون: "كم نتمنى أن نذكّر بهذا الذين يعملون اليوم وسط الفقراء والمهمّشين! يجب ألا نحيد عن الإنجيل، ولا نكسر شريعة المحبة بحجّة السعي وراء عدالة أكبر بطرق عنيفة." ومع سلفه، دعا العاملين في مجال العدالة الاجتماعية إلى العمل على تغيير الإنسان من الداخل، بالتوازي مع تغيير البُنى الاجتماعية، لكي تصبح أكثر عدلاً وإنسانية.

 

ثم أشار إلى القديس توربيو دي موغروفيخو، أسقف القرن السادس عشر، مشيدًا بتوسّعه الكبير في الكنيسة في البيرو من خلال تأسيس 100 رعيّة جديدة، وعقد مجمع بان-أمريكي، وبذل كل قواه في خدمة من يعيشون على هامش المجتمع. وقال: "لقد شهدت أراضي البيرو فيه ليس فقط حماسة العمل الرسولي الذي لا يزال يدهشنا اليوم، بل أيضًا هدوء ملامحه الوادعة، وسلوكه المتأمل الورع، الذي كشف بوضوح عن مصدر تلك القوة: الصلاة العميقة والاتحاد بالله."

استجابة من جوهر الإنجيل

 

ثم انتقل البابا لاون للتأمل في واقع البيرو المعاصر.

 

وأشار إلى أن هذا الواقع يواجه تحدّيات متعدّدة على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية. وقال: "إن الألم الناتج عن الظلم والإقصاء الذي يعانيه الكثير من إخوتنا وأخواتنا يحثّ جميع المعمّدين على تقديم استجابة كنسيّة، تنبع من جوهر الإنجيل، وتتماهى مع علامات الأزمنة."

 

وأكد أن القديسين هم نماذج لعصرنا الحاضر، يدعون كل واحد منا إلى بناء مستقبل أفضل. وقال: "فلنفهم أن كل عمل اجتماعي للكنيسة يجب أن يكون مركزه وغايته إعلان إنجيل المسيح، بحيث لا نهمل الحاجات الفورية، لكن مع إبقاء وعينا حيًا للاتجاه الصحيح والنهائي لخدمتنا."

 

وختم البابا لاون رسالته إلى المشاركين في "الأسبوع الاجتماعي"، بدعوة الكنيسة في البيرو إلى التعبير عن محبتها لله بمشاركة الخبز المادي وخبز كلمة الله مع الآخرين، لكي تستيقظ في قلوبهم "الجوع إلى خبز السماء، الذي لا تستطيع أن تعطيه إلا الكنيسة بتكليف من المسيح وبمشيئته".