موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٥ يوليو / تموز ٢٠٢٤
البابا: الصلاة من القلب هي التي تجعلننا نسير قُدمًا على درب الرب

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

استقبل البابا فرنسيس، صباح الاثنين، المشاركين في الجمعيات العامة والإقليمية لعدد من الجمعيات الرهبانية.

 

وعقب ترحيبه بالجميع أشار قداسته إلى أن تأسيس هذه الجمعيات يعود إلى الفترة ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، وهي تمثّل في تنوعها صورة حية لسر الكنيسة الذي فيه "كُلّ واحِدٍ يوهَبُ ما يُظهِرُ الرُّوحَ لأَجْلِ الخَيرِ العامّ" حسبما ذكر بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس.

 

ولفت إلى أنه ليس من الصدفة أن آباء الكنيسة قد وصفوا المسيرة الروحيّة للمكرسين والمكرسات بمحبّة الجمال الإلهي ونشر صلاح الله، مشدّدًا على أنّ هذا هو الطريق، وهو بعيد تمام عن الصراعات الداخلية التي قد تحدث في بعض الأحيان، أو المصالح التي لا علاقة لها بالمحبّة.

 

وأراد قداسته التأمل مع ضيوفه في جانبين من حياتهم: الجمال والبساطة.

 

 

الجمال

 

وقال: إنّ قصص كل جماعة رهبانيّة، في تنوّع الظروف والأزمنة والأماكن، هي قصص جمال، لأنّ فيها تبرز نعمة وجه الله التي نراها في الإنجيل في يسوع، في يديه المتشابكتين خلال الصلاة في لحظات حميمية مع الآب، في قلبه الممتلئ بالشفقة، في عينيه اللتين توقدهما الغيرة حين يتحدث عن الظلم، في قدميه اللتين ظهرت عليهما آثار السير طويلا وصولا إلى الضواحي الأكثر مشقة وتهميشًا في الأرض.

 

أضاف: إنّ مؤسّسي ومؤسّسات جمعياتهم، وبتحفيز من الروح القدس، قد نجحوا في لمس علامات هذا الجمال والرد عليها بأشكال مختلفة حسب احتياجات أزمنتهم، ساطرين صفحات رائعة من المحبة الملموسة والشجاعة، الإبداع والنبوّة، متفانين في العناية بالضعفاء والمرضى والمسنين والأطفال وفي تنشئة الشباب، الإعلان الإرسالي والالتزام الاجتماعي.

 

بالتالي، دعا قداسته الجميع، خلال أعمال جمعياتهم العامة والإقليمية، إلى السير قدمًا بعمل الآباء المؤسسين، ساعين مثلهم إلى مواصلة زرع جمال المسيح في واقعية التاريخ، واضعين أنفسهم قبل كل شيء في إصغاء للمحبة التي حفزت الآباء، وجاعلين أشكال عمل الآباء، ما اختاروا وما تخلوا عنه، تسائلكم، تلك الاختيارات التي قاموا بها ليكونوا لناس أزمنتهم مرآة وجه الله.

 

 

البساطة

 

ثم انتقل قداسته إلى الجانب الثاني أي البساطة، فعاد مجددًا إلى الآباء المؤسّسين.

 

وقال: إن كلًّا منهم وفي ظروف مختلفة قد اختار ما هو جوهري متخليًا عما هو زائد، جاعلين بساطة محبة الله التي تشع من الإنجيل تُشكلهم يومًا تلو الآخر. فمحبة الله بسيطة وجماله بسيط. ودعا الحضور إلى أن يطلبوا من الرب أن يكونوا بسطاء سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي، وأن يتجردوا من كل ما هو لا حاجة له والذي يمكنه أن يعيق الإصغاء والوفاق خلال مسيرات التمييز.

 

وقال: فلتتجردوا من الحسابات، ومن الطموحات والحسد، والتطلب والتشدّد وغيرها من إغراءات المرجعية الذاتية. إنكم بذلك ستتمكنون من أن تقرؤوا معًا، وبحكمة، الحاضر كي تلمسوا فيه علامات الأزمنة ولاتخاذ القرارات الأفضل للمستقبل.

 

 

لعدم تجاهل الصلاة

 

وفي ختام كلمته، أراد قداسته التشديد على ضرورة عدم تجاهل الصلاة، الصلاة من القلب، وعدم نسيان لحظات التحدث مع الرب، التحدث إليه وجعله يتحدث إلينا. وأكد على ضرورة أن تكون الصلاة من القلب بالفعل، أي تلك الصلاة التي تجعلننا نسير قُدمًا على درب الرب.

 

وشكر البابا فرنسيس ضيوفه على ما يقدمون من خير للكنيسة في الكثير من مناطق العالم، وشجعهم على مواصلة ما يقومون به من أعمال بإيمان وسخاء، داعيًا الرهبان والراهبات إلى الصلاة من أجل الدعوات، وإلى ضرورة الاهتمام بالتنشئة.