موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
الأب وجدي معين الطوال كاهنًا جديدًا في البطريركيّة اللاتينية.. وموقع أبونا يبارك

أبونا :

 

ترأس البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين السابق، قداس الرسامة الكهنوتية للشماس الإنجيلي وجدي معين الطوال، من رعية استشهاد القديس يوحنا المعمدان في مادبا، وذلك مساء يوم الأربعاء 2 كانون الأوّل 2020، في كنيسة الراعي الصالح في عمّان.

 

وشارك في قداس الرسامة النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي، والمطران سليم الصائغ، والقائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنيور ماورو لالي، واشبين الكاهن الجديد وعمّه الأب عماد الطوال، ولفيف من الكهنة والراهبات. واقتصر الحضور في الكنيسة على عدد محدود من الأهل والأصدقاء بسبب الظروف الصحيّة التي فرضتها الجائحة، فيما نقل موقع أبونا الإلكتروني الرسامة عبر صفحاته، إضافة إلى صفحة بطريركيّة القدس للاتين والمعهد الإكليريكي على الفيسبوك.
 

ما زالت الكنيسة حيّة

 

قبل بداية القداس، ألقى الأب مروان حسان كلمة تقديمية للحضور والمتابعين عبر صفحات الإعلام، جاء فيها: "مازالت الكنيسة حيّة والرب يعطي عملة لحصاده، واليوم تعطي الكنيسة الكهنوت المقدس لشابٍ سمع صوت الرب ولبّى الدعوة لاتّباعه، ولنيل سرّ الكهنوت المقدّس الخاص والخدمي. هذا الكهنوت الذي أسسه المسيح ليلة خميس الأسرار من خلال إعطاء جسده ودمه غذاءً لنا، وموصينا أن نصنع هذا لذكره. والكنيسة على مرّ العصور نقلت هذه السلطة الكهنوتيّة من خلال وضع الأيدي والصلاة".

 

أردف: "تجدّدت أفراح البطريركيّة اللاتينية هذا العام بسيامة كاهن جديد الصيف الماضي في كنيسة البشارة في بيت جالا، وهو الأب فراس عبدربه. واليوم، وفي هذه الكنيسة، تتجدّد الأفراح بالسيامة الكهنوتيّة للشماس الإنجيلي وجدي الطوال، الذي كان من المفترض أن يُسام كاهنًا قبل أشهر، ولكن جائحة كورونا حالت دون ذلك. ولكنها لن تكون عائقًا أبديًا، فقوّة الدعوة الكهنوتيّة والرغبة في نيل نعمة الكهنوت تطغى على أي عائق. نعم لا يوجد أعداد في الكنيسة كما عهدناها! لا يوجد احتفالات خارجيّة! ولكن تكفي فرحة ونعمة الكهنوت أن تملىء قلب شاب جديد مندفع لخدمة حقل الرب".

المناداة والعظة

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس (راجع يوحنا 15: 7-17)، قام الأب عماد علمات، أمين عام النيابة البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن والمفوّض من قبل رئيس المعهد الإكليريكي في بيت جالا الأب يعقوب رفيدي، بالمناداة على الشماس سائلاً صاحب الغبطة أن يمنحه الرسامة الكهنوتيّة.

 

واستهل البطريرك الطوال عظته بالقول (النص الكامل للعظة): "في كل رسامة جديدة نشيد لذلك الذي أحبنا وجعل منا مملكة من الكهنة، وزرعنا حبّة حنطة في عالم هو لنا وهو علينا، لنكون فيه خميرة وحدة ورجاء وخلاص. في كل رسامة تمتد يد الأسقف لينزل على رأس الكاهن الجديد مواهب الروح القدس كما وصلتنا من الرسل عبر الأجيال. لينطلق من بعدها الكاهن الجديد، برفقة إخوة سبقوه في الرسامة، يشهدون بكل حماس لإلهٍ أراد أن يقترب من البشر، يوم ابتعد عنه البشر، وظنوا أنهم بغنى عنه وعن رفقته. أراد خلاص البشر بموته وقيامته، في حين صمّم البشر خلاصهم بسياستهم الهوجاء وبرامجهم الفاشلة وتسلطهم على بعضهم البعض".

 

وحول مهام الكاهن، قال البطريرك الطوال: "لقد أُقيم الكهنة في الكنيسة ليُعطوا جماعة المؤمنين طعام كلمة الله تعالى بالكرازة والتعليم، ويُعطوا نعمة الخلاص بتوزيع الأسرار المقدسة، وغرس المحبّة بين الناس وبناء الوحدة بين المؤمنين، فتكون لهم الحياة، وتكون لهم بشكل أوفر. الكاهن هو خادم كلمة الله الذي يقع عليه واجب إعلان الإنجيل لجميع الناس عملاً بأمر السيد المسيح: ’اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا البشارة الى الناس اجمعين‘ (مرقس 15:16). فبإعلان كلمة الله يولد الإيمان في قلب غير المؤمنين، وينمو في قلب المؤمنين، لأن الإيمان من السماع، والسماع من كلمة الله".

أضاف: "الكاهن هو خادم أسرار الخلاص والعبادة الإلهيّة والصلاة؛ فبالمعمودية يُدخل الكاهن المؤمنين والمؤمنات في جماعة شعب الله، أعضاء حيّة في الكنيسة. وبسر التوبة يُصالح الخطأة مع الله والكنيسة. وبزيت مسحة المرضى يُخفّف من آلام المرضى ويُقدّسها. وباحتفاله بالقداس الإلهي فإنّ الكاهن يقدّم ذبيحة المسيح لخلاص العالم أجمع. وفي القربان الأقدس يوجد فيه كلّ خير الكنيسة الروحي، وبواسطة قربان المسيح، ومعه، يقدّم المؤمنون أعمالهم وأتعابهم وخوفهم وكلّ ذواتهم قرابين روحيّة لله. يبقى الكاهن، وهو راعي شعب الله، يُمارس وظيفة المسيح، راعي الرعاة، يجمع عائلة الله بالأخوّة التي تنعشها الوحدة، ويقود أفرادها إلى الآب بواسطة المسيح الرأس، وبهُدى من الروح القدس".

 

وخاطب غبطته الكاهن الجديد بالقول: "أيها الأب وجدي، ولأن مهمتك أن تبني الجماعة المؤمنة، وجب عليك أن تقيم مع الجميع علاقات تتسم بالطيبة والإخلاص للمسيح وتعليم الكنيسة والحياة المسيحية. وهذا ليس بالصعب عليك، فقد عرفناك بالإكليريكيّة بالهدوء والطيبة وحسن السلوك والعمل الجاد بدون كلل. حوّل الناس إلى الله وليس إلى شخصك، فأنت وجدّت لخدمتهم وليس هو لخدمتك. وفي مجتمع ممزّق، وعالم تبرأ منه الثقة وروح العطاء، فمن واجب الكاهن أن يساعد المؤمنين على عيش الانفتاح نحو الآخرين، كلّ الآخرين، بعيدًا عن الأنانيّة والتزامًا بمقتضيات شريعة المحبة الجديدة، بحيث يخدمون بعضهم بعضًا بما قسم لهم لله من مواهب وعطايا، ويقوموا بواجباتهم وسط الجماعة البشريّة بروحٍ مسيحية، ويولون الفقراء والمهجرين والضعفاء اهتمامًا خاصًا، وقد اتحد المسيح بهم وجعلهم موضوع إنجيله ومقياس الدينونة الأخيرة".

 

وخلص البطريرك الطوال عظته إلى القول: "تبقى الحياة الروحيّة هي الجهاز التنفسي لحياتك الكهنوتيّة وللقيام بكلّ هذه المسؤوليات والتحديات. ولا تنسى أنك لست وحدك في ميدان العمل، هناك أخوتك الكهنة، الأبطال الذين يحيطون بك اليوم، الحاملون ثقل النهار وحرّه. وهناك راهبات الوردية العزيزات وغيرهن من الراهبات. كما هناك الكثير الكثير من الشبيبة والفعاليات المتحمسة للعمل معك، فلا خوف عليك من الوحدانيّة".

السيامة الكهنوتيّة

 

وبعد العظة، أعلن الشماس وجدي معين الطوال عن رغبته وإرداته لنيل سر الكهنوت المقدّس، لترفع من بعدها الكنيسة الأرضية طلبة القديسين، كتعبيرٍ عن اتحادها مع الكنيسة السماوية حول الكاهن الجديد المستلقي أمام مذبح الرب. من ثمّ، وضع الأساقفة والكهنة أيديهم فوق رأس المتقدّم لسرّ الكهنوت المقدّس، وهي العلامة المعتمدة في الكتاب المقدس منذ بدء مسيرة الكنيسة لطلب نعمة الروح القدس.

 

ومن بعد الصلاة، ارتدى الشماس الحلة الكهنوتية، ليمسحه رئيس الأساقفة بزيت الميرون المقدّس. كما سلّم أهل الكاهن الجديد الكأس والخبز إلى البطريرك الطوال علامة على تقديم ابنيهما لخدمة كنيسة القدس، لتعلوا من بعدها التصفيق والزغاريد والتهاني للكاهن الجديد، من دون أن تكون هنالك المصافحة التقليديّة التي تجمع الأساقفة والكهنة بالكاهن الجديد، بسبب الإجراءات الصحيّة الاحترازية، فيما استعيض عنها بالإنحناءة على أنغام ترنيمة: "أعطنا يا ربنا كهنة قديسين" من أفواه جوقة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي.

الكاهن الجديد في سطور

 

يُشار إلى أن الكاهن الجديد من مواليد مدينة مادبا الأردنيّة في 2 حزيران 1993. نال سر المعموديّة بتاريخ 31 كانون الأوّل 1993 على يد عمّه واشبينه الأب عماد الطوال. نال المناولة الأولى عام 2002، وسر التثبيت عام 2005. درس في مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة في مادبا حتى الصف الثامن، لينتقل من بعدها للدراسة في المعهد الإكليريكي التابع للبطريركيّة اللاتينية في بيت جالا، بتاريخ 27 آب 2007. أنهى الثانويّة العامة عام 2011. وتدرّج بمراحل دراسة الفلسفة واللاهوت.

 

خدم كطالب إكليريكي في عدّة رعايا، لمدة شهر، كعمل رعوي في فترة الصيف، ومنها: عابود، بيت ساحور، المفرق، الوهادنة، الهاشمي الشمالي والحصن. وخدم على مدار العام في رعايا عين عريك ورام الله وبيت ساحور. وقام بعمل خبرة رعوية لمدة عام كامل، بعد الانتهاء من السنة الثالثة لدراسة اللاهوت، في كنيسة القديس يوسف في أدر. نال رتبة لبس الثوب الإكليريكي عام 2015، ونال رتبة القارىء عام 2017، ورتبة الشدياق عام 2018، وسيم شماسًا إنجيليًا عام 2019. ويخدم الأب الطوال كاهنًا مساعدًا في كنيسة يسوع الملك في منطقة المصدار، وسط العاصمة عمّان.

 

أسرة المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام تبارك للكاهن الجديد الأب وجدي الطوال، نعمة الكهنوت المقدّس، كما تشاطر البطريركية اللاتينية في القدس، والمعهد الإكليريكي البطريركي في بيت جالا، وأهل الكاهن الجديد، وجميع الأصدقاء والمحبين، فرحهم بهذا العرس الكنسي البهيج. ألف مبروك أبونا وجدي رسامتك الكهنوتيّة، على طريق القداسة.

 

للمزيد من الصور 1 و2