موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
غبطة أبينا البطريرك الكاردينال بييرباتيستا جزيل الوقار،
السادة المطارنةُ الأجلاء،
أخوتي الكهنة وأخواتي الراهبات،
الحضورُ والضيوفُ الكرام والأعزاء،
أهلي وعشيرتي الأحباء،
التقينا جميعاً في هذا النهارِ التاريخي لِنُصليَ كأسرةٍ واحدةٍ وَلِنَشكرَ الله على عطاياه وعلى نعمةِ الكهنوت. معكم أَرفعُ التَّسبيحَ والشكرَ للهِ ممجِّدِين اسمَه القدوسَ على عظيمِ محبتِه.
معكم أعيش هذه اللحظاتِ التي تغمُرُها مشاعرُ الفرحِ المسيحي والامتنانِ والعرفانِ بالجميل، ولكن قبلَ أيِّ شيءٍ أعيشُ لحظةَ وموقفَ إيمان، أسجدُ فيها أمامَ عظمةِ نعمةِ الله في الكهنوت المقدس، ومدى محبةِ السيدِ المسيحِ لنا في كلِّ يوم، ومدى ضعفِنا البشريِّ ومدى ضعفِ الحياةِ وفقرِها لولا غنى عنايةِ الله.
أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاءُ في المسيح،
أولاً وقبل كلِّ شيء، أشكرُ اللهَ القدير، الذي دعاني إلى هذه الدعوةِ المقدسة. لقد اختارني من خلالِ عنايتِه الإلهيةِ للخدمةِ كأسقفٍ في كنيستِه. وأنا مدركٌ تمامًا ثِقَلَ هذه المسؤولية، وأنا ممتلئ بالرهبةِ أمام الثقة التي مَنَحني إياها الربُّ لخدمتِه من خلال خدمة شعبه المقدس. أصلي كي أكونَ دائمًا خادمًا أمينًا، ومُستَرشِدًا بالهامات الروح القدس، وأن أعكسَ محبةَ المسيح في كل أفعالي. وأنا ممتَنٌ بشكلٍ خاص لقداسة البابا فرنسيس لقيادته للكنيسة المقدسة وللثقة التي وضعها فيّ كي أكونَ أسقفا وخادما للكنيسةِ عامةً وبشكلٍ خاص لكنيسةِ البطريركية اللاتينية التي أنتمي إليها.
كما وأشكر غبطة أبينا البطريرك الكاردينال بييرباتستا الذي منحني هذه الثقةَ بوضعِ يديهِ كي أكونَ شريكا ومعاونا له في خدمة أبرشيتنا المقدسة.
أود أن أغتنمَ هذه الفرصةَ لأُعرِبَ عن أمتناني وتقديري للدعمِ الرائعِ الذي تلقّيتُه من عائلتي وأصدقائي والمحسنين، الحاضرين هنا، والغائبين، المحليين والقادمين من دول عديدة، الأوروبية والأمريكية.
أشكر والديّ على غرسِ قِيمِ الإيمانِ والخدمةِ وعلى محبتهم للدعوةِ الكهنوتيةِ وإيمانِهم فيها وتفهُّمِهم لمتطلبات الخدمة والرسالة. لقد شكّلَ حُبُّكُما وتضحياتُكُما بعداً مهماً في شخصيتي. وللأهل والعائلة، أشكرُكم جزيلا وأنا ممتنٌ للطرقِ العديدةِ التي سرتُم فيها معي للوصول إلى هذه الرحلة، وشاركتموني أفراحي وتحدياتي.
أُعربُ عن خالصِ امتناني للبطريركيه، وخاصة لإخوتي الأساقفةِ والكهنةِ الذين أرشدوني طوالَ الوقت من فترةِ التنشئة في المعهد الإكليريكي إلى اليوم. لقد ألهَمَتْني حكمتُكم ومثالُكم للسعي إلى القداسة وخدمةِ شعبِ الله بالنزاهةِ والرحمة.
مع اعتناقي وقبولي لهذه الرسالة الجديدة، أؤكِّدُ من جديد التزامي بخدمةِ الكنيسة، والبطريركية اللاتينية بالتواضعِ والحبِّ والتفاني. أُدركُ أن واجبي الأساسي هو رعايةُ القطيعِ الذي أوكلَه الله، وإعلانُ الإنجيل، وإقامةُ الأسرارِ المقدسة. وأنا ملتزم بأن أكونَ أسقفًا يستمع، ويهتم، ويسيرُ مع المؤمنين في رحلتهم الإيمانية.
أدعوكم جميعًا، كهنةً ورهباناً وراهباتٍ وعلمانيين، للانضمامِ إلي في هذه المهمةِ المقدسة. معًا، دعونا نُعزِّزُ ونعيشُ روحَ التعاونِ والوحدةِ داخل أبرشيتنا. الكنيسة ليست مجردَ تسلسلٍ هرمي؛ إنها جسدُ المسيحِ بالكامل، ولكلِّ عضوٍ فيها، دورٌ حيويٌّ يلعبُه ومن خلالها يشعرُ كل شخص بالتقدير والمحبة. دعونا نسيرُ ونعملُ معًا لبناءِ جماعةٍ إيمانيةٍ نابضةٍ بالحياة، نشهدُ للمسيح في أبرشيتِنا بمختلفِ بلدانِها، وبالتحديدِ في وطننا الحبيب، الأردن، بقيادة الملك المفدى عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهدِه الأمين الأمير حسين بن عبدالله.
في الختام، أشكرُكم مرة أخرى على حضوركم ودعمكم. أطلبُ منكم أن تستمروا في صلواتِكم وأنا أبدأ هذه الرسالةَ المقدسة. فلنتقوى جميعًا في إيمانِنا ولنتحِدْ في مهمتِنا لنشرِ محبة المسيح، ولنصلي بشفاعة مريم العذراء، أمِّ الكنيسة، كي نسعى إلى تحقيقِ دعوتِنا بفرحٍ وإخلاص.
شكرًا لكم، وليبارككم الله جميعًا.