موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
الأب وجدي الطوال يترأس قداسه الاحتفالي الأول في رعية استشهاد يوحنا المعمدان في مادبا
يا كاهن العلي، في قداسك الأول، وأنت ترفع القربان المقدس، تذكر شعباً كبيرًا يرجو نيل بركاتك، وأن تذكره، بقوة رسامتك الكهنوتية، ليحصل من الرب على نعمة القوة والعزاء والشفاء

يا كاهن العلي، في قداسك الأول، وأنت ترفع القربان المقدس، تذكر شعباً كبيرًا يرجو نيل بركاتك، وأن تذكره، بقوة رسامتك الكهنوتية، ليحصل من الرب على نعمة القوة والعزاء والشفاء

أبونا :

 

ترأس الأب وجدي الطوال قداسه الاحتفالي الأول في كنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان بمدينة مادبا الأردنيّة.

 

وشارك في القداس الإلهي البطريرك فؤاد الطوال، والمطران سليم الصائغ، وكاهن الرعية الأب فراس نصراوين، واشبين الكاهن الجديد وعمّه الأب عماد الطوال، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، وعدد من المؤمنين من الأهل والأصدقاء.
 

في بداية القداس، ألقى الأب نصراوين كلمة ترحيبية بالكاهن الجديد في رعيته. وقال: "تشهد كنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان فرحة كبيرة برسامة الكاهن الـ23 من أبناء هذه الرعيّة، فمادبا تعتبر من أكثر الرعايا التي قدّمت دعوات كهنوتيّة ورهبانيّة، فهنالك 23 كاهنًا و26 راهبة قد نذروا حياتهم للرب ولخدمة النفوس في أبرشية القدس للبطريركيّة اللاتينيّة. والسنة القادمة ننتظر بإذن الله رسامة الشماس رامز ماريو الطوال الذي سيُسام شماسًا إنجيليًا في التاسع عشر من هذا الشهر في بيت جالا".

 

أضاف: "أبونا العزيز، قد شاءت الظروف والتدابير الصحيّة أن تحول دون القيام باحتفال مهيب، ولكن اعلم أن فرحتنا برسامتك فرحة كبير، فالعديد ممن يحبونك قد حزنوا لعدم قدرتهم على المشاركة في قداسك الأول، لذلك نطلب منك أن تذكر الجميع في قداسك هذا، طالبًا من الرب القدير أن يمنح المرضى الشفاء والسند والقوة لكبار السن، وأن يزيل شرّ هذا الوباء على العالم أجمع. لذا، وباسم أبناء رعية يوحنا المعمدان في مادبا وكنيسة الروح القدس في حنينا اقبل منا هذه الهدية المتواضعة، واذكرنا في صلواتك".

كُن معمدان اليوم

 

وبعد إعلان الإنجيل، ألقى الأب عماد الطوال العظة (النص الكامل للعظة)، وجاء فيها: "نجتمع اليوم أمام فرحة كنسية جديدة للبطريركيّة اللاتينية وللأرض المقدسة، هذه البهجة تُعيد إلى قلوبنا وعقولنا سمو سرّ الكهنوت المقدّس الذي منحنا إياه الرب. فالرب هو الذي يدعو، بمبادرة مجانيّة منه، الذين اختارهم، ليصبحوا كهنة. فيضع في قلب المكرّس الرغبة في خدمة الآخرين بالتعليم، ومنح المعموديّة والغفران، والاحتفال بالإفخارستيا، ومراعاة المرضى... طيلة الحياة. فيتفاعل مع هذه الدعوة، ويهتمّ بها ويصلّي، كي تنمو وتعطي ثمارًا لكلّ الكنيسة".

 

وخاطب الكاهن الجديد بالقول: في هذه اللحظة المقدسة من حياتكَ، أنتَ مدعو: مثل إبراهيم، إلى التخلّي والانطلاق، حيث الوعد والبركة، من أجل تحقيق مشروع الله في حياتك؛ ومثل موسى، إلى الخروج والقيادة؛ ومثل الأنبياء إلى إعلان التوبّة والارتداد؛ ومثل التلاميذ إلى إتّباع يسوع، والإقامة معه والتّشبه به، واختبار الموت والقيامة معه. ولتحقيق ذلك، أدعوك أن تتذكر باستمرار، ألا تصاب بخيبة أمل أبدًا بسبب السقوط في إغراءات عديدة، أو بسبب صعوبات الخدمة ونكران الجميل. لا تخف أبدًا، فالرب يبقى أمينًا في اختياره لك، فانهض من جديد، واستمرّ بالمضي قدمًا، متّكلاً على نعمته".

 

أضاف: "تذكّر أن خدمة الكهنوت ليست وظيفة، إنما مسيرة أخذ وعطاء يتبادل بها الكاهن الحبّ والرحمة والفرح والإيمان مع أبناء الرعيّة. إنها رسالة لخدمة الإنسانيّة على الدوام. الكاهن هو خادم المسيح، فهو في المسيح، للمسيح، ومع المسيح في خدمة البشر مكلف برعاية النفوس. تذكّر أنك الآن ملك الكنيسة والأبرشيّة، ومن هذه الكنيسة تربيت على الإيمان من أسرة متكاتفة ومؤمنة، نلت بالكنيسة أسرار التنشئة الأولى ودرست بها قبل أن يكون لك بيت آخر المعهد الإكليريكي الذي صقل شخصيتك، فلهم جميعًا أقول شكرًا".

 

وخلص الأب الطوال في عظته إلى القول: "اليوم، أنت في مادبا، بيت المعمدان، شفيع الأردن وشفيع الكنيسة، فكنّ على مثاله، رجل الحق، رجل المواقف، رجل الجرأة، رجل الرسالة، الشاهد لمحبّة المسيح. كن معمدان اليوم، ممهدًا ومعطيًا للمسيح بشهادة حياتك وبرسالتك الرعوية، صوتًا صارخًا ضد الخطيئة، حاملاً خطايا الآخرين، داعيًا إليهم بالتوبة، ومستعدًا لتقديم حياتك في سبيل الحق. أظهر الشجاعة وكن قويًا ومثالاً للرعيّة التي حمّلك الرب مسؤوليتها، لا ترهق روحك في التفكير بأن العبء الذي تحمله يفوق قوتك لأن الرب هو القادر على مساعدتك على حمله. أخيرًا نقول، أنا، أنت وجميع الكهنة مع القديس ميشيل كركوئيس، مؤسس البيترام: ’هاءنذا، دون تحفظ، دون تأخر، ودون تراجع، حبًا بإرادة الله‘. ونرفع صلاتنا من أجلك، حتى تؤازر الله دائمًا، تبقى في جهوزيّة للانطلاق نحو الله، نحو الإنسان ونحو الخليقة".

رسالة البطريرك بيتسابالا

 

وقرأ أمين عام مطرانيّة اللاتين في الأردن الأب عماد علمات الرسالة التي وجهها بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، وجاء فيها: "أشاركك، كما وأهلك وعشيرتك، الفرح برسامتك الكهنوتية وقداسك الاحتفالي الأول، طالبًا من الرب أن يحفظ مسيرتك، وأن تكون رسالتك الكهنوتية مليئة من البركات والنعم، لك ولكل من ستخدمهم. أرحب بك في عائلة البطريركيّة الكهنوتيّة التي تتحّد معك في هذه اللحظات، وأؤكد على المهمة التي أوكلتها إليك سابقًا، ككاهن مساعد في رعيّة يسوع الملك في المصدار وكنائب للمرشد العام للشبيبة المسيحية في الأردن. أسأل لك البركة والقوة من المسيح الكاهن، ليحفظك بنعمته الأبديّة".

كلمة الكاهن الجديد

 

وقبل منح البركة الختامية، ألقى الأب وجدي الطوال كلمة، جاء فيها: "أخيرًا، وبعد مرور سنين طوال، أصبحت كاهنًا. في هذه الكنيسة، كنتُ أحلم أن أقف خلف هذا المذبح، واليوم أصبح الحلم حقيقة. فقبل 27 سنة، ولدت في هذا العالم، ولكن قبلها كنتُ في فكر الله، وطوال هذه السنين، ما زلت أكتشف أكثر فأكثر روعة وجمال الحياة مع الله، لكل يوم خبرة، ولكل حدث تأثير، منها الصعب ومنها السهل، ولكن لكل حدث كاهن هناك أثر. والبارحة كان الأثر الأعظم، كانت المعجزة الكبيرة إليّ".

 

وقدّم الكاهن الجديد الشكر لعائلته التي تعلّم فيها معنى الحب والتضحية والتواضع والبساطة والفرح، مستذكرًا والده الذي رحل عن هذه الحياة قبل سنتين ونصف، وعلّمه "الصمت والهدوء والتفكير والصبر وأهمية الصدق واتخاذ القرار المناسب وتحمل نتائجه". كما وجّه تحية إلى الأب عماد الطوال، عمه واشبينه، على مرافقته طيلة مسيرته نحو الكهنوت، بالإضافة إلى جميع الأساقفة والكهنة، لاسيما كهنة وطلاب المعهد الإكليريكي، والراهبات. وفي الختام، وجّه التحية لرعية مادبا ولجميع الرعايا التي خدم فيها، ولجميع من تعب في التحضير لرسامته الكهنوتية وقداسه الاحتفالي الأول.

 

وخلص الأب وجدي في كلمته إلى القول: "إن من يقف أمامكم اليوم قد اختبر حبّ الله في حياته، ولم يسعه إلا أن يقول نعم لله، لا لاستحقاق منه، بل بفضل حبّ الله العظيم. وقد يبدو في هذه الأيام أنه مركز الاحتفال، ولكن لا، ما هو إلا مُرسل من الله، إنه تلميذ اختبر حياة الحب مع الله، ويسعى لأن يصل إليه، وإن كان هذا ما يريده الله مني، فأنا أريده أيضًا. إن الرسامة الكهنوتيّة، ما هي إلا رسالة من الله إلى كل واحد منا، رسالة أمل وفرح وحب، إن الله حي، ويحيا فينا جميعًا، وهو دائمًا معنا. سيأتي يوم أخطأ فيه، ويوم آخر أفشل به، ولكن بما أنّ الله اختارني فأنا مؤمن بأنه لن يتركني، ولذا أطلب منكم جميعًا بأن تكونوا أيضًا طريقًا أصل به إلى الله. صلوا من أجلي وساعدوني كلما تراجعت".

 

للمزيد من الصور