موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٥
الأب فلتس يتذكر البابا فرنسيس: قوة الوداعة وشجاعة المحبّة

الأب إبراهيم فلتس :

 

كنا في عمواس عندما تركنا البابا فرنسيس. كنا نحتفل بالحضور الحيّ للقائم من بين الأموات عندما انضم إليه الأب الأقدس. تركنا خبر وفاته مذهولين ومندهشين بعد أن شعرنا بالأمل لرؤيته مجدّدًا في الأيام القليلة الماضية بين الناس، في استعداده المعتاد للمصافحة، وابتسامته المحبّة، ونظرته الحنونة.

 

لقد رسم الأب الأقدس طريق الرجاء إلى السلام: مهَد الطريق بإشارات ومبادرات، ونداءات بسيطة، ملموسة، ومباشرة. لقد سار على هذا الطريق مع البشريّة، تمامًا كما شارك يسوع في طريق التلاميذ في الطريق إلى عمواس، وطمأنهم بحضوره. فهل سنتمكن من البدء من جديد ومواصلة هذا الطريق؟ لقد عزّزت قوته في المطالبة بقيمة الحياة البشريّة وكرامتها الضمائر الخجولة، وومحته وداعته الأمان والدعم للمطالبة بالحقيقة والعدالة.

 

وبينما يغادر البابا فرانسيس هذه الحياة الأرضيّة، لا يزال العالم غارقًا في العنف والمعاناة. إنّ الأطفال الذين يموتون بتواطؤ لامبالاة العالم، الأطفال الذين يحاولون النجاة من نيران الخيام البائسة، الملاذ الوحيد الممنوح لهم، هم صورة فشل السياسة والدبلوماسية التي أشار إليها الأب الأقدس في نداءاته العديدة.

 

حتى أنفاسه الأخيرة، كان البابا فرنسيس يفكر ويهتم بالأرض المقدسة والحروب في العالم. حتّى آخر رفق، دعا إلى وقف إطلاق النار. لطالما أدان الأب الأقدس بشجاعة أولئك الذين يصنعون ويبيعون أدوات الموت، وأولئك الذين لديهم مصلحة في استمرار الحرب في القيام بمهمتها اللاإنسانية المتمثلة في احتلال الأراضي وتدمير الأرواح، وأولئك الذين لا يتحملون مسؤولية السلام.

 

يترك لنا الأب الأقدس مسؤولية كبيرة وعطية عظيمة: شجاعة المحبة.

 

يا ربّ، إلى من نذهب وكلام الحياة الابدية عندك!