تدشين كنيسة المعمودية في المغطس هو حدث استثنائي يجمع بين الروحانيّة والتاريخ والرمزية. من هذا الموقع المقدّس، حيث تعمد السيد المسيح وانطلقت رسالة الخلاص، ينبعث صوت الإيمان ليؤكد أن المسيحيين في هذا الوطن المبارك هم الجذور الراسخة، والنور الذي لا ينطفئ، والشهادة الحيّة للإيمان والمحبّة.

كنيسة اللاتين في المغطس ليست مجرد مبنى، بل هي رمز للثبات، وجسر يربط بين الماضي العريق والحاضر المتجدد. هذا التدشين بحضور رسمي وشعبي وباهتمام ملكي وفاتيكاني، هو رسالة للعالم أجمع أن الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه المؤمن، هو منارة للسلام والوئام، وحاضن للإيمان في أنقى صوره.

حذب هذا اليوم العظيم أنظار العالم إلى المغطس، ليشهدوا ولادة صرح جديد يعكس رسالة المسيحية الحقيقية. كنيسة المعموديّة تحمل اسمًا عظيمًا ومعنى ساميًا، وهي الآن دعوة مفتوحة للحجاج من كل أنحاء العالم لزيارة هذا الموقع المقدس، والتبرّك من هذا المكان الذي شهد بداية رسالة الخلاص.

نتمنى أن يكون هذا العام مليئًا بالحجاج والزوار الذين سيأتون إلى كنيسة اللاتين في المغطس، لينالوا البركة ويعيشوا تجربة روحيّة مميزّة تعمّق إيمانهم وتجمعهم بروح المحبة والسلام. هذا التدشين هو بداية جديدة، ورسالة بأن إيماننا راسخ، وجذورنا عميقة، ووجودنا على هذه الأرض رسالة نور وأمل للعالم أجمع.