موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ أغسطس / آب ٢٠٢٥
اكتشاف صليب أثري داخل دير مسيحي قديم في صير بني ياس

سي إن إن عربية :

 

أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اكتشاف صليب أثري في موقع دير مسيحي يعود للقرنين السابع والثامن الميلاديين، ضمن أحدث عمليات التنقيب الأثري في جزيرة صير بني ياس، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لمكتب أبوظبي الإعلامي في بيان الثلاثاء.

 

وفي مطلع كانون الثاني 2025، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي حملة تنقيب ميدانية في جزيرة صير بني ياس، عثرت خلالها على الصليب المصنوع من الجص، كان يستخدمه الرهبان في صلواتهم. وأشار البيان إلى أنّ تصميم الصليب يُشبه أنماط الصلبان الموجودة في العراق والكويت، ويرتبط بكنيسة المشرق التي تعود أصولها إلى العراق القديم.

 

وأكّد رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد خليفة المبارك، بحسب ما ورد في البيان: "يُجسّد اكتشاف الصليب الجصّي القديم في جزيرة صير بني ياس، دليلاً جديدًا قويًا على تجذّر قِيم التعايش السلمي والانفتاح الثقافي في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قرون".

 

وأضاف: "تؤكد الاكتشافات المستمرّة في جزيرة صير بني ياس، حتى بعد 30 عامًا من عمليات البحث والتنقيب، على غنى تراثنا الثقافي، ما يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليه بغية ضمان استمراريته وتوعية الأجيال الحالية والمُستقبلية به".

 

في العام 1992، أدّت الدراسة الأثرية ضمن برنامج المسح الأثري لجزيرة أبوظبي، إلى اكتشافات وأبحاث في تاريخ الإمارة القديم، واكتُشِفَت خلالها كنيسة ودير صير بني ياس اللذين يعود تاريخهما إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين. وكشفت أعمال التنقيب حينها عن سلسلة من منازل صغيرة لها فناء قرب الدير، وفُسّرت بأنها كانت منازل مُخصصة لتأمل الرهبان والعزلة.

 

وتتواصل حاليًا جهود خبراء الآثار للبحث والتنقيب داخل هذه المنازل.

 

وتُعد جزيرة صير بني ياس من المناطق التي بُنيت عليها الكنائس والأديرة في تلك الفترة، حيث عُثِر على اكتشافات مماثلة في أم القيوين، والكويت، وإيران، والمملكة العربية السعودية.

 

وشهدت منطقة الخليج العربي انتشارًا للمسيحية بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، قبل انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وعاش المسيحيون والمسلمون معًا في الجزيرة حتى القرن الثامن الميلادي، إلى أن تم التخلي عن دير صير بني ياس سلميًا.

 

وتقع الكنيسة والدير حاليًا بين محميات الجزيرة الطبيعية حيث تجوب الغزلان والوبر البري، ما يقدّم لمحة عن تاريخ حياة الإمارة قديمًا، وفقًا للبيان.

 

وفي إطار جهود الترميم العام 2019، أُعيد افتتاح موقع كنيسة ودير صير بني ياس أمام الجمهور بعد تطوير المرافق والخدمات ووضع لوحات إرشادية وتعريفية بالموقع لإرشاد الزوار، إضافة إلى وجود مركزٍ للزوار في الموقع يستضيف معرضًا صغيراً للقطع الأثرية من الحفريات السابقة.