موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأحد، ١٩ فبراير / شباط ٢٠٢٣
أكثر من 44 ألف قتيل في زلزال تركيا وسوريا

أ ف ب :

 

أسفر الزلزال الذي دمّر جنوب شرق تركيا وشمال سوريا قبل 13 يومًا، عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص، وفقًا لحصيلة جديدة أعلنتها السلطات السبت، فيما انتُشل شخصان من تحت الركام.

 

وبعد نحو 300 ساعة على وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات في السادس من شباط، تتضاءل فرص العثور على ناجين يومًا بعد يوم.

 

ونشرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية صورًا لطواقم الإنقاذ وهم يضعون رجلاً وامرأة على نقالتين، بعدما أمضوا مع طفل 296 ساعة تحت الأنقاض في أنطاكية. غير أنّ الطفل الذي يبلغ 12 عامًا توفي بعد دقائق قليلة من بذل جهود لإنقاذه، وفقًا للوكالة. وأوضحت الوكالة أنّ ثلاثةً من أبناء الزوجَين، بمن فيهم الطفل ابن الـ12 عامًا، قُتلوا في الزلزال.

 

من جهته، نشر وزير الصحة التركي فخر الدين كوجة مقطع فيديو لامرأة تبلغ 40 عامًا في مستشفى ميداني تتلقّى العلاج. وكتب في تغريدة على تويتر "إنها واعية".

 

 

تراخٍ في معايير بناء

 

ضربت الهزة الأرضية في واحدة من أنشط المناطق الزلزالية في العالم، أمكنة مأهولة بسكان كانوا نائمين في منازل لم يتم بناؤها لمقاومة مثل هذه الاهتزازات الأرضية القوية. وقال مسؤولون ومسعفون السبت إنّ 40642 شخصًا قضوا في تركيا، بينما لا تزال الحصيلة مستقرّة في سوريا عند 3688 قتيلاً، ليصل بذلك العدد الإجمالي المؤكّد إلى 44330 قتيلاً.

 

وشكّلت الكارثة ضغطًا على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشأن الاستجابة البطيئة للزلزال والسماح ببناء مبانٍ رديئة النوعية. وكان المسؤولون الأتراك قد وعدوا في أعقاب زلزال العام 1999 الذي أودى بأكثر من 17 ألف شخص في شمال غرب تركيا، بتعزيز أنظمة البناء.

 

ولقي لاعب كرة القدم الدولي الغاني السابق كريستيان أتسو مصرعه في مبنى فخم من 12 طابقاً شُيّد في العام 2013. وأثار انهيار المبنى صدمة وغضبًا لدى كثر في تركيا. وذكرت وكالة الأناضول الأسبوع الماضي أن الشرطة التركية اعتقلت مقاول المبنى وهو يحاول الفرار من البلاد. كذلك، أوقفت الشرطة عشرات المقاولين بينما وعدت الحكومة بقمع التراخي في تطبيق معايير البناء.

 

 

"سنُنظّف ونستمر في العيش"

 

قال وزير البيئة التركي مراد كوروم الجمعة إنّ أكثر من 84 ألف مبنى انهارت أو يتعيّن هدمها بسرعة أو تضرّرت بشدة في الزلزال.

 

في أنطاكية التي تشكل ملتقى حضارات عدة وتعد واحدة من المناطق الأكثر تضررًا بالزلزال، كان بائع النظارات كونيت إيروغلو (45 عامًا) يبحث عمّا تبقّى بين أنقاض محلّه التجاري في كوبات. وقال وسط الزجاج والأدوات المتناثرة "سننظّف المكان ونستمر في العيش هنا".

 

شهدت المدينة زلازل عدة -زلزال واحد كل نحو مئة عام- وإعادة بنائها ليست أمرًا غريبًا. وخلافًا لمناطق أخرى في البلدة القديمة، لم تتمّ أزالة الأنقاض في الشارع أمام محلّ كونيت حيث تتراكم كمية هائلة من الركام وبقايا المعادن. ويقيم الرجل الذي نجت أسرته من الزلزال من دون إصابات، حاليا في خيمة بقرية خارج أنطاكية. واعتبر أن "مغادرة أنطاكية الآن ليست أمرًا صائبًا".