موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ١٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
«تعالوا إليّ جميعًا، أيها المرهقون المثقلون، وأنا أريحكم»
قاعدة المعلّم، قاعدة ديريّة من القرن السادس

من كتاب "صلوات الساعات" :

 

كنّا نتبع مسار هذه الحياة في جهلنا للأعمال الصالحة وفي عدم يقينٍ بما يخص هذه المحنة التي هي الموت. رحلتنا عبر العالم حمّلتنا أعباءً ثقيلة من الإهمال الخاطئ... فجأة، نحو الشرق، شاهدنا منبع ماء حيّ لم نكن نتوقّعه. وفيما أسرعنا نحوه، سمعنا صوت الله يصرخ قائلاً: "أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا إِلى المِياه!" (إش 55: 1). حين رآنا نقترب محمّلين بأمتعة ثقيلة، أردف قائلاً: "تَعالَوا إِلَيَّ جَميعًا، أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وَأَنا أُريحُكُم". وحين سمعنا هذا الصوت الممتلئ طيبة، رمينا أمتعتنا على الأرض. شاعرين بالعطش، تمدّدنا على الأرض لننهل بشراهة من المنبع. شربنا مطوّلاً، ونهضنا عن الأرض متجدّدين.

 

بعد أن وقفنا مجدّدًا، بقينا مكاننا مندهشين، من شدّة سعادتنا. كنّا ننظر إلى النير الذي حملناه بصعوبة على الطريق، وهذه الأمتعة التي أرهقتنا حتّى الموت، جاهلين أنّنا كنّا كذلك. فيما كنّا منشغلين باعتباراتنا، سمعنا مجدّدًا الصوت الذي كان يخرج من النبع الذي أعاد لنا الحياة: "إِحمِلوا نيري وَتَتَلمَذوا لي، فَإِنّي وَديعٌ مُتَواضِعُ ٱلقَلب، تَجِدوا ٱلرّاحَةَ لِنُفوسِكُم. لِأَنَّ نيري لَطيف، وَحِملي خَفيف". عند سماع هذه الكلمات، قلنا لبعضنا البعض: "هيّا بنا لا نعود إلى الوراء بعد أن وجدنا الحياة بفضل منبع كهذا... هيّا بنا لا نحمل مجدّدًا حقيبة خطايانا التي رميناها بعيدًا عنّا خلال توجّهنا إلى المنبع العِمادي... الآن، تلقّينا حكمة الله... دُعينا إلى الراحة من خلال صوت الربّ".