موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
صدرت رسالة الفيديو للبابا لاون الرابع عشر لنيته للصلاة لشهر حزيران 2025 التي يتم بثها شهريًا من خلال شبكة الصلاة العالمية للبابا، والتي يدعو قداسته فيها هذا الشهر للصلاة "لكي يجد كل واحد منا العزاء في العلاقة الشخصيّة مع يسوع، ويتعلّم من قلبه الشفقة تجاه العالم".
قال البابا لاون الرابع عشر: يا رب، آتي اليوم إلى قلبك الحنون: إليك، يا من لديك كلمات تُلهب قلبي، إليك، يا من تفيض الرحمة على الصغار والفقراء، على الذين يتألَّمون وعلى جميع أشكال البؤس البشري. أرغب في أن أعرفك أكثر، وأتأملك في الإنجيل، أرغب في أن أكون معك وأتعلّم منك ومن المحبة التي جعلتك تتأثّر بجميع أشكال الفقر. لقد أظهرت لنا محبة الآب بمحبتك اللامحدودة بقلبك الإلهي والإنساني معًا. امنح جميع أبنائك نعمة اللقاء بك. بدّل وصُغ خططنا وحوِّلها لكي لا نطلب إلا وجهك، في جميع ظروف الحياة: في الصلاة، والعمل، واللقاءات، والروتين اليومي. ومن هذا اللقاء، أرسلنا في رسالة: رسالة شفقة تجاه العالم، تكون فيها أنتَ المصدر الذي تفيض منه كل تعزية. آمين.
وتقدّم رسالة الفيديو صلاة غير مسبوقة إلى قلب يسوع الأقدس، نتوجّه فيها إلى المسيح طالبين منه أن يساعدنا على أن نعرفه أكثر، ونكون بقربه، ونتعلّم من محبته؛ وأن يغيّرنا لكي يكون هو غايتنا في كل لحظة من حياتنا اليومية؛ وأن يرسلنا في رسالة شفقة تنقل تعزيته إلى العالم.
وقد تم تصوير المشاهد المرافقة لهذه الصلاة في كنيسة اليسوع بروما، حيث توجد اللوحة الشهيرة لقلب يسوع الأقدس بريشة بومبيو باتوني، والتي ينتهي ترميمها هذا الشهر، كما وفي المزار الوطني لقلب يسوع الأقدس في ماكاتي، في الفيليبين، الذي يُعدّ مقصدًا للتقوى الشعبيّة في أبرشية مانيلا.
وبحسب التقليد، تُكرّس الكنيسة شهر حزيران بأكمله لقلب يسوع الأقدس، داعية المؤمنين إلى تبنّي نظرة المسيح إلى البشرية، والتصرّف بمشاعر قلبه، خاصةً لتخفيف آلام ومعاناة الأشدَّ ضعفًا. إنّ قلب المسيح يرمز إلى مركز شخصه، والمنبع الذي يفيض منه حبّه للبشرية: إنه سرّ قلب الله الذي يتأثّر ويُفيض محبته على جميع الرجال والنساء في كل العصور.
ورغم أن عبادة قلب المسيح كانت دائمًا حاضرة في الروحانية المسيحية، إلا أنها قد نالت دفعة جديدة بفضل الظهورات للقديسة مارغريت ماري ألاكوك وتفسير القديس كلود دو لا كولومبيير اليسوعي في القرن السابع عشر. في عام 1856، أعلن البابا بيوس التاسع عيد قلب يسوع؛ وبعده، عزّز البابا لاون الثالث عشر أهميته ورفعه إلى رتبة عيد احتفالي عام 1889.
وومن أبرز علامات أهميّة قلب يسوع في حياة الكنيسة، هي التعبير الشعبي عنه، وأيضًا أن أربعة باباوات كرّسوا له رسائل بابوية. لاون الثالث عشر، الذي استقى البابا الحالي اسمه منه، كتب Annum Sacrum عام 1899، وكرّس فيها البشرية كلها لقلب يسوع.
وفي عام 1928، دعا البابا بيوس الحادي عشر في رسالته Miserentissimus Redemptor إلى التعويض بتصرفات حب عن الخطايا التي تجرح قلب المسيح. أما البابا بيوس الثاني عشر، فنشر عام 1956 الـ Haurietis Aquas، وعمّق فيها الأسس اللاهوتية لعبادة القلب الأقدس. وأخيرًا، كتب البابا فرنسيس في عام 2024 الرسالة Dilexit nos، واقترح فيها عبادة قلب المسيح كجواب على ثقافة الإقصاء واللامبالاة.