موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
أساقفة الولايات المتحدة يكرّسون بلدهم لقلب يسوع الأقدس عام 2026

أبونا :

 

وافق مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة على تكريس الأمة لقلب يسوع الأقدس عام 2026، تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ250 لاستقلال البلاد في 4 تموز 1776. ويأتي عيد قلب يسوع الأقدس في العام المقبل قبل أسابيع قليلة من موعد هذه الذكرى الوطنية.

 

وخلال الجمعية العامة الخريفية للأساقفة المنعقدة في بالتيمور، صوّت الأساقفة على "تسليم أمتنا لمحبة ورعاية قلب يسوع الأقدس". وقال المطران كيفن رودس، أسقف فورت واين – ساوث بند في ولاية إنديانا، إنّ هذا التكريس هو فرصة "لتذكير الجميع بمسؤوليتنا في خدمة وطننا من خلال إضفاء روح الإنجيل على النظام الزمني، كما علّمنا المجمع الفاتيكاني الثاني".

 

وأوضح: "قبل مئة عام، في عام 1925، وفي رسالته العامة التي أسّس فيها عيد المسيح الملك، أشار البابا بيوس الحادي عشر، مستندًا إلى تعليم البابا لاون الثالث عشر، إلى العادة التقوية المتمثّلة في تكريس الذات أو العائلة أو حتى الأمم لقلب يسوع الأقدس، باعتبارها طريقة للاعتراف بسيادة المسيح".

 

وأضاف: "في رسالته العامة الرابعة والأخيرة Dilexit Nos، أعاد البابا فرنسيس إبراز التعبّد لقلب يسوع الأقدس في صميم الحياة الكاثوليكية، باعتباره العلامة الأسمى للمحبّة الإلهية والبشرية، ومصدرًا للسلام والوحدة". وتابع: "كتب البابا فرنسيس أنّ قلب يسوع يعلّمنا أن نبني في هذا العالم ملكوت الله القائم على المحبّة والعدالة. ثم في الإرشاد الرسولي الأول Dilexi Te، تابع البابا لاون الرابع عشر تعليم البابا فرنسيس، ودعانا إلى التأمل في محبّة المسيح، تلك المحبّة التي تدفعنا إلى الرسالة في عالمنا المتألم اليوم".

 

وأشار إلى أنّ الأساقفة سيُعدّون مواد صلاة خاصة لمساعدة المؤمنين على الاستعداد لهذا التكريس، بما في ذلك تساعية صلاة، كما يجري إعداد مواد أخرى لاستخدامها في الأبرشيات والرعايا والجماعات الكاثوليكية لتعزيز مشاركة المؤمنين في هذا الحدث الروحي.

 

 

تاريخ التعبّد لقلب يسوع الأقدس

 

يعود أصل التعبّد لقلب يسوع الأقدس إلى عام 1673، في دير تابع لرهبنة زيارة القديسة مريم في شرق فرنسا، حيث بدأت الراهبة مارغريت ماري ألاكوك تعيش سلسلة من الظهورات الإلهية لقلب يسوع الأقدس استمرّت لمدة ثمانية عشر شهرًا.

 

خلال هذه الظهورات، تعلّمت الأخت ألاكوك طرقًا لتكريم قلب المسيح الأقدس، ومن بينها: إقامة ساعة مقدّسة كل يوم خميس، والاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس بعد عيد جسد المسيح ودمه، وكذلك تناول القربان المقدس في أول جمعة من كل شهر. وفي 16 حزيران 1675، طلب يسوع من الراهبة أن تنشر الاحتفال بعيد يكرّم قلبه الأقدس، ومنحها اثنتي عشرة وعدًا لكل من يكرّم هذا القلب ويعمل على نشر هذا التعبّد.

 

تردّد الفاتيكان في البداية في إعلان عيد رسمي لقلب يسوع الأقدس، لكن مع انتشار التعبّد في جميع أنحاء فرنسا، وافق الكرسي الرسولي عام 1765 على تخصيص عيد لقلب يسوع الأقدس في البلاد. ثم في عام 1856، أعلن الطوباوي بيوس التاسع أن يوم الجمعة بعد ثمانية أيام من عيد جسد المسيح ودمه سيكون عيدًا لقلب يسوع الأقدس في الكنيسة الجامعة.