موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤

سفر يشوع - الدخول إلى أريحا

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
كتاب يشوع خَلَف موسى في قيادة الشّعب إلى أرض الميعاد

كتاب يشوع خَلَف موسى في قيادة الشّعب إلى أرض الميعاد

 

يتابع الأب منويل بدر سر سفر يشوع شعرًا، متناولا اليوم المواضيع التالية:

 

 

ختان بني إسرائيل في جلجال

 

كبار الشّعْب الّذين خرجوا من مصر وكلُّ المحاربين كانوا كلُّهم مختونين

أمّا أبناؤهم والمحاربون منذ الخروج فلم يكن منهم مختونا كلُّ تلك السنين

 

لذا قال الرّبّ ليشوع اصنع لك سكاكينَ مِن صّوانٍ وعُدْ لختن بني إسرائيل

وفعلا أصبح كل ذكر وُلِدَ في الأربعين سنةٍ في الصحراءِ مختونا بل عليل

 

فأقاموا مكانهم في المخيَّمِ إلى أن برئوا وقال الرّبُّ ليشوع الآن زال العار

في جلجالَ وجلجالُ تعني الغيرَ مختونٍين وهو للمصريين إلزاميٌّ لا اختيار

 

وجاء الفصحُ أقاموه في جلجال في أريحا أمّا الخبزُ فكان مِنْ أرض كنعان

ومنذ ذلك اليوم انقطع عنهُمُ المنُّ بعد أن ذاقوا خبزَ كنعانَ وهذا فعلُ ايمان

 

ورفع يشوع النَّظرَ فإذا برجلٍ واقفٍ أمامَه وسيُفه في يده مرفوعاً مسلول

فسأله أستحلفك هل أنت منّا أمْ مِنْ أعدائنا قال لا ذا ولا ذاك بل أنا رسول

 

فسقط يشوع على وجهه على الأرض وسجد وقال ماذا يقولُ سيدي لعبده

قال رئيسُ جندِ العلي ذا مكانٌ مقدسٌ ألا اخلع نعلكَ مِن رجليكَ وقم بحمده

 

 

فتح أريحا

 

أريحا كانتْ مغلِقَةَ المداخلِ خوفا من يشوع وشعبِه وجنودِه فقال الرّبّ له

أُنظر إني أسلمت أريحا ومَلِكَها ومحاربيها البواسلَ لكمْ لِذا لا جدالَ مَعَه

 

جميعُ رجال القتال تطوفون حول المدينة مرة في اليوم ولستة أيام متتالِيَة

يحملُ سبعةُ كهنةٍ سبعةَ أبواقٍ أمام التابوت وفي اليوم السابع جولة مثالِيَة

 

أيْ سبعَ مرّاتٍ تطوفون وينفخُ الكهنةُ في الأبواقِ فمَنْ يسمعُها يهتف عاليا

وبعد التّطوافِ السّابعِ يسقُطُ سورُ المدينةِ فادخلوها صار الرّبّ فيها راعيا

 

فالمدينة ُبكلِّ ما فيها محرّمةٌ للربِّ أمّا راحابُ الّتي أخفتِ الرسولَيْنِ فتحيا

معْ كلِّ أهلِ بيتِها لكنِ احذروا أن تشتهوا المحرّمَ فتجعلوا المخيَّم للشرِّ مُهيّا

 

أما الذّهب والفضّةُ وآنيةُ النّحاس والحديد فكلها مقدسةٌ تدخلُ خزانةَ الهيكل

فهتفَ الشّعْبُ ونَفَخَ في الأبواق فسقط السُّورُ في مكانِهِ فكان ذا نصر مبجّل

 

فقاموا بحرقِ أريحا وما فيها ولمْ يفلتْ منهُمْ إلّا راحابُ وأهلُ بيتِها أجمعين

أقامتْ مع بني إسرائيل في المخيّم لأنَّها أخفَتِ الجاسوسَيْنَ في بيتها الأمين

 

معروف عن بني إسرائيل حبُّهم للذّهبِ فخالفَ سبطُ يهوذا أمرَ الله للمحرّم

فاتّقد غضب الرّبّ على بني إسرائيل إذ فشلتْ عمليَّةُ تجسُّسِهم لِعَيَّ وتهدّم

 

فمزَّقَ يشوع ثيابَه وسقط وجهُهُ على الأرضِ أمام تابوت الرّبّ إلى المساء

وتبِعَهُ شيوخُ إسرائيلَ واضعين التّرابَ على رؤوسِهِمْ مُظهرين كلُّهم الحياء

 

وصلّى يشوعُ باسمِهِم إلى الرّبّ قالَ لماذا قُدْتَنا أمام الكنعانيّينَ يا ليتنا بقينا

عبرَ الأردنِّ لَما وقَعْنا فريسةً للّذين سيمحون مِنَ الأرضِ اسمَك بل واسمَنا

 

فقال الرّبُّ ليشوعَ انهضْ لِمَ أنتَ ساقطٌ على وجهك أفَلِأَنَّ شعبي قد أخطأ

وتعدّى على أمري وأخذ من المُحرّم فسيحدُثُ له مِنَ الأعداءِ ما هو أسوأ

 

قُمِ اسْتَأصِلِ المُحرَّمَ مِنْ وسطِكم وقلْ للشّعبِ لن تثبتوا لحظةً أمام أعدائكم

ما لم تُبعدوا المُحرَّمَ فبالقُرْعةِ يختارُ الرّبُّ سِبطاً من أسباطكم وعشائركم

 

قصاصه الموت بالرجم والحرق بالنار هو وعائلته فاختارت القرعة يهوذا

مِنْ ذا السّبط كانتْ عائلةُ عاكانَ هي الّتي نَهَبَتْ أكثرَ المُحرّماتِ وذا شذوذا

 

فقال يشوع لعاكان مجِّد الرّبّ إلهَكَ وقلْ لي ما صنعتَ قال أغواني الذهب

فنهَلْتُ منه ما طاب لعيني وما لها لمع وهذا كلُّه مدفونٌ في خيمتي للعطب

 

فاقتادَهُ يشوعُ إلى وادي عكورَ هو وبنوه وقطيعُ أغنامه يرافقه بنو إسرائيل

وقال ألا تعلم أنّك جلبْتَ النّحسَ علينا وعلى آلِ بيتك وذا لا لك ولا لنا قليل

 

وكما أمر الرّبّ رجَمَهُمْ كلُّ إسرائيل بالحجارة ثمَّ أحرقوهم بالنّار الكاوية

وأقاموا عليهِمْ كومَةَ حجارةٍ فرجعَ الرّبّ عن غضبه هذي المكافأة واطية