موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
والآن ما ارتباط كتاب تثنية الاشتراع بالكتاب المقدسٍ
لِمُحتوى هذا الكتابِ وأفكارِه مكانةٌ مَرْمُوقةٌ في الكتابِ المقدس
نَجِدُها مُبَعْثَرةً بينَ صَفَحاتِهِ وتعالِيمِهِ وعقائِدِ الإيمانِ المؤسَّس
أُوْلاها يا إسرائيل أنا هُوَ الرّبّ إلهكُ الوحيدُ لا يكنْ لكَ إلهٌ غيري
ثُمَّ العَشْرُ وصايا الّتي ذَكَّرَ بِها يسوعُ يَتْلوها تَعْليمُ أشعيا الشعري
فالأفكاُر والمواضيعُ واحِدَةٌ ومُناسِبَةٌ لحياتِنا فلا يجوزُ أنْ ننساها
والشَّبَهُ في تَعْليمِ إرميا كبيرٌ ويوشِيّا عَنِ احْساناتِ الله وما سواها
كُلُّهُمْ يَذْكرونَ رسالةَ الخلاصِ وبِدايَةَ العَصْرِ الجديدِ مَعَ الموعود
ثُمَّ الخطاباتُ والأفكارُ الّتي تتخلّلُ أهمَّ مراحِلِ التّاريخِ اللامحدود
هذي جاءَ ذكرُها في يشوعَ والقضاةِ والملوكِ أصلا في الاشتراع
مِنْها الاهْتِمامُ بِهيكلِ أورشليمَ وبالطّاعَةِ لوصايا الشَّريعَةِ بالإجماع
كتابُ الاشتراعِ هُوَ مِفْتاحُ التّاريخِ ويَكْتُبُ عنِ الاختيارِ الّذي لهُ طريقان
الأَوّلُ يقولُ يُؤَدّي إلى الحياةِ وأَمّا الثّاني فإِلى الموتِ الأبدي وهذا إيمان
ثُمَّ يحوي تعليماً عَنِ الأخْلاقِ في اليهوديَّةِ المُتَأخِّرَةِ لِيَصِلَ بِها إلى الإنجيل
حيثُ يقولُ إنَّ التّضامُنَ مَعَ الإخوةِ الفُقراءِ هُو بالتّالي عَنْ محبَّةِ الله الدليل
كتاب تثنية الاشتراع في أيامنا
بالتّالي نتساءَلُ هلْ مِنْ فائدةٍ في السّفْرِ لمسيحِ القرنِ الحادي والعشرين
ومُعظَمُ الوصايا والتّعليمِ مكتوبةٌ لشعبٍ قديم يختلفُ عَنّا نحن العائشين
نُجيبُ على ذلكَ بذا الجوابِ وصايا الله مؤبَّدةٌ ما أسقَطَها تعليمُ يسوع
هوَ جاءَ ليُكّمِّلَ الشّريعةَ والوصايا لا ليَنْقُضْها فالتعليمُ مقبولٌ مشروع
فكتابُ تثنيةِ الاشتراعِ قَبْلَ أنْ يكونَ كتابَ وصايا هو شَرْحٌ لطاعةِ الله
أساسُها اهتمامُهُ بشعبِهِ واختيارُهُ له مِنْ بَيْنِ الأمَمِ فعليه الطّاعةُ ليهواه
فعلى الإنسانِ اكتشافُ حُضورِ الله في حياتِهِ وأَنْ يَشْكُرَهُ على عطاياه
فما الوصايا إلاّ نورٌ لامعٌ على طريقِهِ لنجاح حياته ولا تَزِلُّ له خطاه
ففي أيّامِنا حيثُ تَتَساءَلُ الشُّعوبُ مِنْ كُلِّ الأديانِ عَنْ شَرعيَّةِ الأخلاق
نجدُ في كتابِ تثنية الاشتراع حلاًّ لمعنى الشّريعَةِ فَهْيَ للقلبِ الترياق
وَهْيَ توعِيَةٌ فحِكْمَةٌ حقيقيَّةٌ مِنْ لدُنْهِ تعالى تقول كيف وأين نلتقي به
هذا اللّقاءُ غيرُ مُرْتبطٍ بزمَنٍ دونَ آخر بَلْ كُلُّ خُطْوةٍ تَرْبِطُهُ مَعَ ربه
كما وينصحُنا هذا الكتابُ على مُمارسةِ أعْمالِ الرَّحْمةِ والمَحَبَّةِ عاليا
وذلكَ لا عِلماً بَلْ عَمَلاً لكلِّ مُحتاجٍ وَهْيَ لا تُقتصَرُ على القرابةِ ثانيا
كذلكَ يِأْمُرُنا باحترامِ الكائِناتِ الحَيْوانِيَّةِ وبِكُلِّ الخلائِقِ في الطبيعة
فكأنَّهُ حاضِرٌ اليومَ بينَنا وعارِفٌ بمِعاملاتِنا لها السّيِّئَةِ في الطليعة
فكلُّ موقفٍ يضَعُنا أمامَ اختيارٍ مَعَ الرّبّ أوْ عليهِ وهذا تقريرُ المصير
حيثُ أنّا سَنُدانُ على اختيارِنا وأعمالِنا لا سيَّما عَنْ موقِفِنا تُجاهَ الفقير
آخيرا يذكِّرُ الكتابُ الشّعْب بأهَمِّيَّةِ الطّاعَةِ لله وقيمَتِها كواجِبٍ أساسي
للدُّخولِ إلى أرضِ الميعادِ الّتي هَيَّأَها له وإلا فالقَصاصُ يكونُ قاسي
المحافظةُ على الشَّريعةِ تَجْلٍبُ السّعادةَ بَيْنما الشَّقاءُ فَلِغَيْرِ المحافظين
وأمّا شريعَةُ العَهْدِ فَتَضَعُ الشّعْبَ أمامَ مَسأَلَةِ حياةِ أوْ موتِ للسّامعين
هذا الكتابُ يُحافَظُ بالتّالي على طابَعِ وَجْهَيِّ الطّاعةِ المجّانِيَّةِ والجِدِّيّة
الّتي تتحوَّلُ إلى قَضِيَّةٍ أخلاقِيَّةٍ اسْتحقاقِيَّةٍ في المسيحيَّةِ وفي اليهودية
فبالتّالي إنَّ كتابَ تثنيةِ الاشتراعِ هُوَ مِنْ أَرْقى الكُتُبِ في العهدِ القديم
نَعْتَمِدُ عليهِ في اكْتِشافِ قاعِدَةِ الأَخْلاقِ الرَّاشِدَةِ الحَيَّةِ فالله ربٌّ عظيم