موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الأحد الثاني من زمن السنة (ج)
مُقدّمة
نتابع بسلسلتنا الكتابيّة فيما بين العهدّين، في هذا الأسبوع الثاني من الزمن العادي (ج) بالطقس اللّاتيني، الإنجيل الّذي يؤكد على سرّ الظهور الإلهي والّذي إحتفالنا به من خلال النصوص الطقسيّة بالمقالين السابقين. حيث ناقشنا من خلال الأحداث الثلاث لظهور الرّبّ وهي زيارة المجوس (راج من 2: 1- 12) ومعمودية يسوع (راج لو 3) ووسنتختتم، بهذا المقال، هذا الظهور الثالث والأخير من خلال حدث عُرس قانا بحسب يوحنّا الإنجيلي والّذي يختتم هذا الحدث بظهور الرّبّ كهويته الإلهيّة. في هذه الثلاثيّة الإحتفاليّة المتميّزة زمنيًا، ولكنها مُتحدة بعمق مع بعضها البعض. نجد أنّ الليتورجيا، في بدء هذا الزمن العادي، لا تزال في لحظة إنتقاليّة بين الإحتفال بظهور الرّبّ، وهو نموذج زمن الميلاد والمعموديّة، وربطها بالزمن العادي. ففي نشيد قديم بالطقس اللّاتيني نقرأ: «اليّوم، تتحد الكنيسة، بعد غسلها من الإثم بنهر الأردن، مع المسيح، عريسها، حيث آتي المجوس بالهدايا إلى العُرس الملكي، وتحوّل الماء إلى خمر ليبهج المائدة، هللويا». في هذا اللحن القديم بليتورجية عيد المعموديّة يمكننا أنّ نجد السبب اللّاهوتي وراء النصوص الطقسيّة لهذا الأسبوع والمأخوذة من الإنجيل بحسب يوحنّا وتتلخص في الكشف الإلهي « فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه» (يو 2: 11). هذه هي الخلفيّة الجوهريّة لنصوص هذا الأسبوع، فإن الموضوع الرئيسي لا يزال هو موضوع الحدث. اليّوم، مع حدث عُرس قانا (يو 1: 1- 11) والّذي يتوازي مع النص النبويّ بحسب اشعيا (62: 1- 5). نهدف ككنيسة حيّة مدعوة لتختبر جانبًا خاصًا من هذا الظهور الإلهيّ وهو بمثابة تحقيق لواحدة من أقوى الصور الّتي يستخدمها العهد الأوّل للحديث عن علاقة إسرائيل العروس بإلهها العريس في علاقة العُرس الأبدي من هنا والآن وحتى منتهى الدهور.
1. العلاقة الحميّمة (اش 62: 1-5)
في قرائتنا الأوّلى من نبؤة اشعيا والّتي ستساعدنا على تفسير وفهم النص اليوحنّاوي من خلال مرجعين. الأوّل الـمُعلن في قول النبيّ: «فتَرى الأُمَمُ بِرَّكِ وجَميعُ المُلوكِ مَجدَكِ وتُدعَينَ بِاسم جَديد يُعَيِّنُه فَمُ الرَّبّ» (اش 62: 2). حيث يتحدث النبيّ عن الزمن الّذي سيظهر فيه عدل أورشليم لجميع الشعوب ويضيء خلاصها كمصباح. إنّه نص يكشف عن الصبر ويرى الآن أنّ التحقيّق الكامل لوعود الله أصبح قريبًا. كل شعوب الأرض، ممثلة بملوكها، سوف ترى جمال أورشليم يسطع، وقد عادت نعمة للعهد الكامل مع إلهها. والثاني يتضح في الإعلان الإلهيّ القائل: «لا يُقالُ لَكِ مِن بَعدُ: "المَهْجورة" ولِأَرضِكِ لا يُقالُ مِن بَعدُ: "الدَّمار" بل تُدْعَينَ: "رِضايَ فيها" وأَرضُكِ تُدْعى "الـمُتَزوِّجة" لِأَنَّ الرَّبَّ يَرْضى عَنكِ وأَرضَكِ تَكونُ مُتَزَوِّجة» (اش 62: 4). مما يشير هذا العنصر الثّاني في هذا النص وهو ينتمي للعلاقة الزوجيّة. يؤكد النبيّ أنّ صهيون لن تُدعى في ما بعد مهجورة، بل إمرأة ناضجة تنتمي لرجلها أي بمثابة المرأة الـمتزوّجة. سوف تحصل على الإسم القديم من زوجها الرّبّ، وهو الاسم الّذي يكشف عن الزمن المثالي لعلاقة إسرائيل وهو بمثابة العُروس مع الله بمثابة العريس. ولكن في نفس الوقت هذا إسمها القديم هو أيضًا إسمها الجديد، يفوق كل التوقعات وهي بلا حدود عودة بسيطة إلى الماضي.
من الجدير بالملاحظة أنّ النص يتلاعب بحقيقة في غايّة الأهميّة ففي اللغة العبرية يتم إستخدام ذات الـمُصطلح بعل وهو ما يعني زوج وسّيد. البعل في العهد الأوّل هو أيضاً صنم الّذي كان موضع تنافس مع الرّبّ إله بني إسرائيل، إلّا أنّ الرّبّ فريّد ووحيد وليس له مثيل.
جاء بنهايّة النص: «فكَما أَنَّ شابّاً يَتَزِوَّجُ بِكراً كذلك بَنوكِ يَتَزوَّجونَكِ وكسُرورِ العَريسِ بِالعَروس يُسَرُّ بكِ إِلهُكِ» (اش 62: 5). هذا هو الزمن الّذي يعطيه الله لشعبه، سيكون السّيد عريس صهيون الوحيد ولنّ يكون هناك سّيد آخر سواه. ستكون إسرائيل بمثابة الزوجة الأمينة لإلهها ولن يكون لها أسّياد آخرون.
في كل هذا، الجو السائد هو جو فرح واحتفال، مثل حفل عُرس عظيم حيث يتمّ أخيرًا الإتحاد النهائي بين الله وشعبه هذه العلاقة الحميميّة والّتي تفرح به جميع شعوب الأرض. يتحدث لنا النص عن الإنجاز المتوقع في لحظة علاقة إسرائيل المضطرّبّة مع إلهها، روايّة الأمانة والخيانة. عهد شهد لحظات أزمة عميقة، لكنه يتجدد دائمًا ولا يتراجع أبدًا (راج روم 11: 29) حيث هبات الله ودعوته لا رجعة فيها.
2.اللغة اليوحنّاوية (يو 2: 1- 11)
يقدم لنا السّرد اليوحنّاوي، الكثير من الرموز بحفل عُرس غريب بعض الشيء، وهذا بمثابة تميّز الإنجيليّ الّذي ينفرد في بشارته برواية هذا الحدث فقط. للوهلة الأوّلى، يبدو وإنّ الإنجيلي يتحدث فقط عن الضيوف! ولكن أين هم الأبطال الحقيقيون لحفل العُرس: العريس والعروس؟ يظهر العريس لفترة وجيزة جدًا، والعروس غائبة تمامًا، أو هكذا يبدو، من النص بحسب اللغة اليوحنّاويّة. ففي واقع الأمر، إذا قرأنا النص بعناية، فإننا لا نفتقر إلى الأبطال، بل إنّهم شخصيات محورية بالنص وهذا يدعونا إلى إكتشافهم، من خلال اللغة اللّاهوتيّة للإنجيلي، بمقالنا هذا.
2.1. من هي العروس؟
العروس هي صهيون إسرائيل والّتي تُمثلها مريم "أمّ يسوع" فهي المرأة الناضجة الّتي يخبرنا النص عنها إنّها كانت بالفعل في العُرس عندما وصل يسوع. تُدعى بلقب خاص: «كانَت أُمُّ يَسوعَ هُناك [...] أَيَّتُها المَرأَة؟» (يو 2: 1. 4). سواء الأمّ أم "المرأة" تشير هذه مُصطلحات من اللغة اليونانية إلى النساء بشكل عام، ولكن قبل كلّ شيء النساء الـمُتزوّجات. تمثل أمّ يسوع العروس في هذا الحدث، شعب إسرائيل الّذي تم تصويره في الكتب المقدس من خلال صورة عروس الرّبّ. تساعدنا لنفهم بأنّ هذا النص يهدف إلى الحديث عن العلاقة بين الله وشعبه، ولكن أيضًا بين الله والبشرية. يريد الإنجيليّ أنّ يكشف لنا إنّه مع مجيء يسوع، يصل هذا التاريخ المضطرّبّ، المتناقض بين الأمانة والخيانة، والقفزات والسقطات، إلى نقطة تحول حاسمة.
2.2. مَن هو العريس؟
هل هو يسوع؟ لم يرد هذا بوضوح بالنص اليوحنّاويّ. فقد ظهر يسوع كضيف بالُعرس، وليس كعريس. في قول الإنجيلي: العريس هنا! فهو يظهر بمظهر عابر وليس جوهريّ. في واقع الأمر فقد ناداه: «"وَكيلَ المائِدَة". فناوَلوه، فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً، وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت، في حينِ أَنَّ الخَدَمَ الَّذينَ غَرَفوا الماءَ كانوا يَدْرُون، دَعا العَريسَ وقالَ له: "كُلُّ امرِىءٍ يُقَدِّمُ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ أَوَّلاً، فإِذا سَكِرَ النَّاس، قَدَّمَ ما كانَ دونَها في الجُودَة. أَمَّا أَنتَ فحَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن"» (يو 2: 8- 10). العريس هو يسوع نفسه الّذي لجأت إليه الأمّ-العروس بدهشّة، لأنّها تدرك بتعجب النعمّ الّتي احتفظ بها لحبيبته حتى النهاية. وهذه النعمة هي يسوع ذاته، ففيه يتم الكمال. نسمع هذا الإتمامّ على لسان وكيل المائدة هذا الإعلان الإلهيّ الّذي يتحقق في يسوع، الّذي حولّ بكلمته الماء إلى خمر، فالرّبّ، بعد إنتظار طويل، منح إسرائيل رغبتها العميقة وهي أنّ تصير عروسه.
3.2. الماء والخمر
هناك عنصر آخر هام وهو الماء: «وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أَجْرانٍ مِن حَجَر لِما تَقْتَضيه الطَّهارةُ عِندَ اليَهود، يَسَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنها مِقدارَ مِكيالَينِ أَو ثَلاثَة. فَقالَ يسوعُ لِلخَدَم: "اِمْلأُوا الأَجرانَ ماءً". فمَلأُوها إِلى أَعْلاها. [...] فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً، وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت، في حينِ أَنَّ الخَدَمَ الَّذينَ غَرَفوا الماءَ كانوا يَدْرُون» (يو 2: 6- 9). يشير هذا العنصر إلى عهد الله مع شعبه. الماء هو الغير عادي الّذي يحدث الآن يُتممّ العهد كلمات اشعيا بالعهد القديم. كلمة يسوع تسمح بأن يكون للماء لون النبيذ القويّ النكهة، لينتشر عطر الله بتجلي يسوع الابن في عالمنا البشري بدءًا من روايّة حبّ الله العريس مع شعبه العروس.
الجرار ليست أوعية عادية لتخزين الطعام، ولكنها تستخدم لإحتواء الماء في طقوس التطهير عند اليهود. علاوة على ذلك، فقط بعد أنّ يطيع الخدم، وفقًا لكلمات العروس-الأمّ عندها فقط يتم تحويل الماء إلى خمر. وبطاعتها للكلمة، شاركت إسرائيل في عمل المسيح.
نحن هنا لا نتحدث عن حقيقة منتهية: "يروي المقطع حقيقة تبدأ ولن تتوقف أبدًا: إنها تمتد طوال حياة الكنيسة حيث يمكن استخلاص وتذوق ثمرة الماء والكلمة" الجرار مصنوعة من الحجر، وهي مادة مصممة لتدوم مع مرور الوقت. فهي ليست زقاق نبيذ جلدية ولا أمفورات تراب مطبوخة. ومن هذا المصدر، سيكون البشر في كل العصور قادرين دائمًا على أن يسحبوا الماء الّذي يتحول إلى خمر بالكلمة.
3. فرادة الخطة الخلّاصيّة
في هذا النص يتم الإعلان بوضوح شديد عن وحدة خطة الله الخلاصية ووحدة العهد. هناك مراحل مختلفة في تاريخ الخلاص، لكن العهد الّذي أقامه الله مع البشرية فريد من نوعه. في تحول الماء إلى خمر، يتم تقديم تاريخ الخلاص بأكمله كرواية واحدة. يشير الماء إلى نعمة الخليقة، وإلى العهد الّذي عقده الله مع البشريّة جمعاء مع نوح. هذا الماء، هو هبة الخليقة، تجمعها إسرائيل في جرار حجرية لتطهير اليهود فهي تشير للعهد الإلهي الّمقطوع مع إبراهيم وموسى. هذا الماء الّذي جمعه إسرائيل يصبح بدوره في "ساعة يسوع" بمثابة "العهد الجديد" (راج ار 31: 31 – 34) الّذي قطعه الله بشكل أبديّ مع إسرائيل وأيضًا مع البشرية جمعاء.
4. البدء والختام (يو 2: 1- 11)
يدهشنا الإنجيليّ بروايته هذا الحدث العرسيّ بقانا الجليل كأوّل آيات أي معجزات يسوع السبع ويختمها بظهور مجده للتلاميذ من خلال الماء الّذي حوله إلى خمر. المدعوييّن للعُرس أنّهوا كل الخمر بالعرس. يُقدر الماء الّذي حوله يسوع بـ 600 لتر من النبيذ من خلال الستّة أجران. تتسم الأسرة الّتي تحتفل بالعرس بالغنى بسبب الخدم والستة أجران من الأحجار، مقارنة بالأسر الفقيرة لا تمتلك هذه الإمكانيات. المعنى اللّاهوتي اليوحنّاوي ليس فقط في الأكرام والحب المريمي لأمّ يسوع بل هناك كشف عن سرّ المسيح.
5. العُرس الأبدي (يو 2: 1- 11)
لا يمكننا إعتبار هذا السرد كحدث تاريخي لأن الإنجيليّ يدعونا ألى ما وراء العرس الخارجي ويتسم بالتركيز على الإحتفال بالعُرس، حيث لا يوجد به العروسان، فقط دور العريس محدود بسبب وجود "عرس آخر" بحسب قول المعمدان "صديق العريس" (راج يو 3). ومن هنا نعرف أنّ العريس هو شخص يسوع والعروس هي البشرية الّتي يحبها يسوع فهو قد آتى خصيصًا ليتحد بها نهائيًا في العُرس الأبدي. جاء للعالم ليفتتح هذا العُرس الذي تحدث عنه كثيراً العهد الأوّل، كما رأينا بنبؤة اشعيا بأعلى، كعلاقة الرّبّ باسرائيل (راج هو 2؛ أش 60). أهمية الستة أجران والّتي تشير إلى اللاّكمال فهي حجريّة وتشير إلى الشريعة المكتوبة على الحجر وفارغة فالشريعة قد أدت دورها الإستباقي لتهيئة إسرائيل العروس لقبول يسوع العريس فهو يتممّها ويحملها للكمال.
أما بالنسبة لنقص الخمر الهام في الكتب المقدسة (تتكرر 141 مرة بـ ع. ق.، و34 مرة بـ ع. ج.). يرمز الخمر للفرح (راج مز 104؛ أش 25). هذا العُرس لا يحمل فرح بسبب عدم وجود الحبّ والإنسجام في العلاقة بين العروسين وهي التي اتى يسوع ليرممها. الذي ينتبه لنقص النبيذ ليسوا الكهنة او الرؤساء الروحيين لبني إسرائيل أو والديّ العروس بل الأمّ (لا يذكر الإنجيليّ إسمها بل هويتها) الّتي ولد يسوع من رحمّها وهي عروس الرّبّ الأمين الّذي حمل الخصوبة لكرم الرّبّ.
صورة مريم الأمّ فهي الّتي ترمز للكنيسة تحت الصليب والّتي سلّمها ليوحنّا، كاتب هذا الحدث. الأمّ هي الّتي تذهب ليسوع مصدر الفرح. النص الأصليّ لا يذكر أنّ الحضور أنهى الخمر، بل ليس لديهم من أساسه الخمر الّذي يشير للفرح. فقد حلّ فرح الله الآب في وجود يسوع الابن القائل: «ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد» (يو 2: 4). الجزء الأوّل هو تنبه يسوع لإسرائيل القديمة الّتي لم تفرح بعد. الجزء الثاني له معنى التساؤل وليس التأكيد. فالآن أتت بل هي ساعة كشف يسوع عن مجده. منذ بدء البشارة اليوحنّاويّة، يعلن يسوع عن ساعته الّتي سنجد ذروتها على الصّليب (راج يو 19). منذ البدء يسوع يحمل فرح الآب للبشريّة. الأمّ وهي البقية الباقية الأمينة، تنصح باللجوء للمصدر من خلال الأجران الّتي تشير للديانات القديمة وينقصها الفرح.
الخلّاصة
نختتم مقالنا ببعض السمات الّتي يمكن إكتشافها في وليمة العُرس الّتي أخبرنا عنها يوحنّا (2: 1- 11)، واصفًا بأنّها بدء الآيات الّتي سيصنعها يسوع. ففي الآية الأوّلى ليسوع بقانا، يمكننا أنّ نرى المعنى العميق لخدمة يسوع بأكملها، الّذي جاء ليقيم علاقة نهائية بين الله والبشريّة، والّتي أُعلنت بلغة العيد الرمزيّة بإمتياز وهي بمثابة العُرس الأبديّ! الّذي إستبقه اشعيا (62: 1- 5) في نبؤته، حيث بوجود العلاقة الحميمة للعُروس مع عريسها أستطاع بني إسرائيل بنوال نعمة العهد من خلال العُرس الأبدي الّذي بادر الله به مع شعبه. على هذا المنوال، وبإيماننا تتجدد عطية الله الّتي تولد الفرح من جديد في عرس قانا من خلال الرّوح القدس، فهو المبدأ الّذي خلق الوحدة بين جميع المواهب المختلفة (المواهب) الموجودة في حياتنا كعروس للمسيح العريس. هذا هو الإعلان المدعويّن للإهتمام به، فمتى آتى العريس يجدنا بمثابة عروس تنتظره وتختبر حبه. فالعرس الأبدي لن يأتي فهو حال هنا والآن. دُمتم في فرح أبدي يشير لإتحاد العريس بنا كعروس أبديّ.