موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣١ أغسطس / آب ٢٠٢٢

الصليب علامة انتصارنا

بقلم :
الأب بيوس فرح ادمون - مصر
الصليب علامة انتصارنا

الصليب علامة انتصارنا

 

المسيحية بدون صليب، لا تكون مسيحية.. وقد قال الرب "مَنْ أراد أن يتبعني فلينكر ذاته ويحمل صليبه ويتبعني" (مت 16: 24). بل قال أيضًا "من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (مت 10: 38، 39).

 

وقد كان الصليب موضوع أفتخار الملائكة والرسل؛

 

من الأشياء الجميلة أن الملاك المبشر بالقيامة قال للمريمتين: "أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لكنه قد قام كما قال" (مت 5:28). وهكذا سماه "يسوع المصلوب" مع أنه كان قد قام. وظل لقب المصلوب لاصقًا به وقد استخدمه آباؤنا الرسل. وركزوا علي صلبه في كرازتهم.

 

ففي كرازة القديس بطرس، قال لليهود: "يسوع الذي صلبتموه أنتم" (أع 36:2) والقديس بولس الرسول يركز علي هذه النقطة فيقول: "لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا" (1 كو 23:1)، علي الرغم من أن صلبه هذا كان يعتبر "لليهود عثرة ولليونانيين جهالة".

 

ويعتبر الرسول أن الصليب جوهر المسيحية فيركز عليه قائلا: "لأنني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا" (1كو2:2). أي أن هذا الصليب هو الأمر الوحيد الذي أريد أن أعرفه.

 

وهكذا كان الصليب موضع فخر الرسل، فيقول القديس بولس الرسول: "وأما من جهتي، فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل14:6). وإن سألناه عن السر في هذا يكمل قائلا: "هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 14:6).

 

والصليب قد يكون من الداخل ومن الخارج.. من الداخل كما يقول الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في " (غل2:20). إنكار الذات إذن ( لا أنا )، بل المسيح المصلوب.. وقليلون هم الذين ينجحون في حمل هذا الصليب..

 

أما الصليب الخارجي، فهو كل ضيقة يتحملها المؤمن من أجل الرب، سواء بإرادته أو على الرغم منه. وعن هذا قال السيد الرب "في العالم سيكون لكم ضيق" (يو 16: 33) وقيل كذلك "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (اع 14: 22).

 

ولكن هذا الصليب في كل أحزانه وضيقاته - هو موضع افتخارنا وأيضًا موضع فرحنا. ويقول أيضًا "لذلك أُسَرّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح،لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى" (2 كو 12: 10)

 

من محبة الكنيسة للصليب جعلته شعارا لها..

 

وكانت الكنيسة تعلم أولادها محبة الألم من أجل الرب، وتغرس في فكرهم قول الكتاب" إن تألمتم من اجل البر فطوباكم" (1 بط 3: 14). بل أن الألم اعتبرته المسيحية هبة من الله.. وفي ذلك قال الكتاب".. لأنه وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا لأجله" (في 1: 29).

 

وفي الألم، وفى حمل الصليب، لا يترك الله أولاده. إن أروع استجابة منا لحب المسيح على الصليب هو ان نلتقط الصليب ونحمله خلف المسيح لنجعل العمل مطابقاً لما يتطلبه المسيح عندما يقول: "من أراد أن يأتي ورائي, فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مت 16: 24)

 

لنصلي: لأجل احتمال الصليب

 

أيها الرب يسوع المسيح أشكرك لأنك باحتمالك آلام الصليب خلصتني أنا الخاطىء وخلصت البشر أجمعين من الاسقام والآلام واعباء الخطيئة. اجعلني اقتدي بك ايها الرب يسوع فاحتمل بك ومعك صلبان الحياة وهمومها واعبائها، وامنحني القوة والغلبة على كل قوات العدو الشرير. آمين.