موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"عمّانوئيل" هو "الله معنا" واسمه على جسمه : المسيح هو تجسّد الكلمة (يوحنّا 1 : 1 و 14). والفصل الحادي عشر من نبوّة أشعيا مرتبط بالسّابع (7 :14) حول العذراء التي تلد، والتّاسع (9 : 5-6) حيث يُتنبأ عن مولد "أمير السّلام - أبي الأبد المشير الحكيم" – مع أنّه سيكون طفلاً صغيراً ابن الزمان. يقول النبي اشعيا واصفًا السيّد المسيح أنّه ملك السلام (أشعيا 9 : 6) ويقول القدّيس يوحنا انّه يعطي السلام (يوحنّا 14 : 27). نشعر بسهولة خصوصًا في الشّرق الأوسط والأماكن الأخرى– نشعر بضرورة "افتقاد" المخلّص لنا من جديد كبشر بشكل عامّ، وكمسيحيّين شرقيّين ناطقين بالآراميّة والعربيّة بشكل خاص . "هو ملك السّلام الذي تشتهي الأرض كلّها رؤية وجهه"! إنّها لأنتيفونة مؤثّرة نرتّلها بالطّقس اللاتينيّ عشيّة عيد ميلاد المسيح المجيد .هذه السّنة أكثر من أيّ وقت مضى، نتأثّر ونحن نُنشد هذه الكلمات في كنيسة المهد في بيت لحم ، البلدة المكرّسة سابقاً لمعبود الحرب الكنعاني المحلّي "لحمو" ، التي حوّلها وليد المغارة ابن العذراء إلى مدينة ملك السلام. وفرحة سكان بيت لحم كبيرة هذه السنة لا توصف بعودة ذخيرة مذود مهد السيّد المسيح من حاضرة الفاتيكان . ويتلهّف مواطنو بيت لحم وغيرهم لإلقاء نظرة على ذخيرة عمرها أكثر من ألفي سنة. ومنذ الآن نطلب أن يسعى كلّ البشر ولا سيّما المؤمنون إلى السلم لا الحرب ، وأن ينبذوا الفكر اليهوديّ التّلموديّ القديم – الذي نراه عند نفر من العبرانيين في أيّامنا وسواهم – والّذي يسيء فهم "ملكوت الله" ، بمعنى سحق الآخرين وحسبان الكتبة والفريسيين ذلك لله عبادة وللعليّ قربانًا ، كما ورد في الكتاب المقدّس : "سيفصلونكم عن المجامع، بل تأتي ساعة يظنّ فيها كلّ من يقتلكم أنه يؤدّي لله عبادة" (عن يوحنّا 16 :2). لا نريد أن نستأهل ذمّ المعمدان لخلق من اليهود كثير كانوا يتشدّقون بأنهم من سلالة إبراهيم وما كانوا يتحلّون بدماثة أخلاقه . ولتغيّرنّ نعمة المسيح قلوبنا، من العنف إلى اللطف ومن الخبث إلى سلامة الطويّة ومن الخطيئة إلى التّوبة الصادقة! في هذه الفترة من الزمن الطقسي الذي يُسمّى زمن المجيء، وهو زمن التوبة والرجاء في انتظار المؤمنين لذكرى ميلاد السيّد المسيح، نرجو أن تأتي أدعيتنا بثمار الخير والخبرة الروحانية لكلّ فرد، من أجل حياة أفضل مفعمة بالإيمان والصلاح مع الظروف القاسية التي تحاصرنا خاصة وتحاصر العالم أجمع بوجه عام. خاتمة لتتّجه أنظارنا نحو سيّدتنا وأمّنا مريم العذراء كليّة القداسة التي رضيت بجميع ظروف حياتها الصعبة بإيمان وتواضع وثقة فكافأها الربّ بسخاء وأنعم عليها بعطاء غير محدود. ولتُنعم علينا العناية الالهية ووحدة الصف والحكمة بالصبر الجميل والمجد الاثيل!