موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مفاهيم تبدو متناقضة ومحالا تحقيقها! ولكنها تحققت في الطفل يسوع "الذي فيه يسكن كل ملء اللاهوت" (قولسي 2 :9) تجسدا لكلمة الله الذي هو الله (عن يوحنا 1 : 1 و 14) وإن كان من نسل داود حسب الجسد عن طريق العذراء طبعا وعن طريق مار يوسف شرعا (عن رومية 9 : 5). تحققت هذه "المستحيلات" أيضا في القديس يوسف الصدّيق البارّ الذي هو"رجل السُترة" :"أراد أن يخلي مريم سرّا"! نرتل عشية الميلاد بقرب المغارة السيدية:"ولدت الوالدة المليك أزلي الاسم أبدي الوجود ، ناعمة بأفراح الأمومة محتفظة بشرف البتولية، لا ما كانت لها من شبيهة ولن تكون !" ولا تتردد السيدة العذراء نفسها ولا الانجيلي لوقا الطبيب الحبيب أن يشيرا الى مار يوسف بأنه "أبو" يسوع (عن لوقا 2 : 41 و 48). الطفل يسوع حطّم الاحتكار العبري لأبوّة الله وللبنوّة عند الناس :"بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه الى قلوبنا بحيث نقول "أبّا" أيها الآب!" "الذين قبلوه أعاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله" وكان ذلك لقبا وامتيازا احتفظ بهما بغيرة وأنانية وفوقية – الى ايامنا – قوم العهد القديم. واليوم يعيش معظم الاطفال الفلسطينيين حتى داخل ما يُسمّى بالخط الاخضر تحت خط الفقر. وحتى الاثرياء منهم لا ينعمون – لا هم ولا آباءهم ولا أمهاتهم – بالحرية والسيادة والاستقلال ، ولا تجد بلادنا سلاما مع أن الملائكة أنشدوا فيها سلاما لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس السمرّة! ليكن هذا الميلاد مبعثا للرجاء وموقدا للمحبة التي قد تكون فترت وإخمادا للحروب بأمر "أمير السلام" المولود من العذراء في "بيت لحم أفراتا" لأنه هو السلام (عن ميخا 5 : 1 و 5).