موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أظهرنا في الجزء الأول من هذا المقال في صحيفة القدس الغرّاء أنّ المسيحية تحترم جسد الإنسان كخليقة الله، وأنّه هيكل روح القدس غير المبني بالحجر. ولكن بسب الخطيئة الأصلية والخطايا الفردية دخل الشرّ إلى العالم مع أنّ خلْق الله للإنسان كان جيدًا جدًا. ومن المنطق أن تعتني المسيحية بما هو جيّد في جسم الإنسان وأن تقاوم الشرّ والغرائز المدمّرة والميول السلبية. والرياضة جيدة بحدّ ذاتها ولكنّها تقتضي الحشمة والمحافظة على الوصايا والنزاهة والأخلاق والأدب. وما منعت الكنيسة ممارسة الرياضة المحتشمة الأديبة وانتقدت كلّ خلل في هذا المضمار. وأسسست الكنيسة المدارس وكانت وما زالت فيها رياديّة. وفي مدارسها وضعت الرياضة الخلوق غير المفرطة في العنف ولا مُسبّبة للضرر أو للعاهات أو الموت، ولا الداعية إلى عدم الحياء. الانحراف عن الأخلاق يدمّر الرياضة نفسها هذا ما كتب عنه القدّيس بولس الإناء المختار في غير رسالة وهو واقع نعيشه والرياضة نفسها مثل الأخلاق مبنية على مبدأ ضبط النفس. وضبط النفس غير موجود في الرذيلة . وفعلاً تقهقرت الرياضة في الغرب واستعانت برياضيين آسيويين وأفارقة وشرق أوسطيين بسبب انغماس أكثر لشبيبتها في العيش غير الخلوق. ويرى المرء تأثير المخدّرات والإدمان على الذين يمارسونها. خاتمة صحيح أنّ العقل السليم في الجسم السليم بحيث أنّ الجسم السليم نتيجة الخلق السليم أيضًا. فالعقل هو العنصر الأساسي في الإنسان والمبدأ الخلقي كما بيّن الفيلسوف الكبير أرسطو. والرياضة تعطي اتزانًا للجسد الذي له علينا حقّ. والخطأ في احتقاره من جهة وتلبية غرائزه وميوله السلبية من جهة أخرى، بحيث يجب أن نعتني به لعناصره الإيجابيّة التي خلقها الله ونقاوم الغرائز الشريرة والميول السيئة التي دسّها إبليس في فترة عصى آدم فيها ربّه ورُدّ أسفل سافلين. الإنسان بحاجة إلى عون من الله وجهد كي يعمل الخير ويقهر الشرّ، بداية من جسمه وفكره ونيّته.