موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨

كيفية الاستعداد لاستقبال رب المجد

بقلم :
الأب بيوس فرح ادمون - مصر

ولد الرب يسوع في بلدة صغيرة تدعي بيت لحم. وفي مكان حقير هو مزود بقر. كما ولد من أسرة فقيرة. وفي رعاية رجل نجار. وقيل عن يوم ميلاده "لم يكن له موضع في البيت". كل ذلك نأخذ منه درسا روحيا. وهو أننا بالبعد عن المظاهر الخارجية ندخل في مشاعر الميلاد. بعيدًا عن العظمة والترف. فالمظاهر الخارجية، تعني بان الخارج يخفي ما بالداخل القبيح للانسان، فالانسان يتجمل ويظهر للناس على افضل حال، ليخفي ما بداخله من ظلمة وضعف. فالعظمة الحقيقية ليست في المظاهر الخارجية من غني وملابس وزينة.. وباقي أمثال هذه الأمور التي فيها إعلان عن الذات.. إنما العظمة الحقيقية هي في القلب المنتصر المملوء من الفضائل. إن أرادت أن يكون للميلاد فاعلية في حياته، صلى، صلي وعند وقوفك امام الله واكتشف الفرق الكبير بين بساطة الرب، وتواضعه، والتعقيدات والقلق الذي ينتاب قلبك بسبب انشغالك بشهوات المظاهر الغير حقيقية. لنصلي للرب هكذا: عندما أريد أن اعـطيك حياتـي يارب أعطـيها لك بلا تحفـظ لأننـي أعـطي حيـاتي للـحب. أحبـك أنت يارب وأحـب كـل البشـر لا أسـتثني منهـم حتـى أعدائي. أعطيـك حياتـي لمـرة واحـدة وإلـى الأبد بلا إستعادة ولا مراجعة لا أبقي لنفسي أي شيء بل كلي لك. يا إلهـي إن اعطـاء حياتي لك يعنـي أن لا أعود أتكل على رؤسـاء ولا على بني البشر ولا أعود اتكـل على أهل بيتي ولاعلى سلطة أرضية أو مراتب أو أصدقاء. يا لها من بداية رائعة حين أكون لك أمينا. إلهـي أقلع بذورالكـراهيات من قلبي، لاستحق نعمة مجيئك. لا تبقـي في قلبـي أي أحـقاد أو ضـغائن أو ميـل للإنتـقام لأن بقاء أي كراهـية يعني أن الشيطان له موطئ قدم فيً لذلك أوصـيتنا أن نحـب بعضنا حتـى أعدائنا ولاعنينا ومبغضينا. لا يقوى علي تنفيذ هذا إلا من أسلم نفسه كلـها لك لأنك أنت الحب والمحبة. يا إلهي أفعم قلبي حبا، فالمحبة حيـاة أبدية، والكراهية موت. إلهي إني معـدم فقير، وليس لي ما أقدمه لك سـوى عـوزي وبؤسي، بل إنـي لا أمـلك أن أقدم لك هذه إلا إذا شـاءت إرادتك الإلهية. كل ما أستطيع فعله إذًا هو أن أنحني بجسدي وعقلي وقلبي حتى التراب، لأذكر جلالك وحقـارتي، مجدك وعدمـي، ألوهيتك وضعفي. لأتعـلم من ذلك أننـي ما كنـت لأرفـع رأسـي وانـتصب واقفًـا لـولا أن محبتـك غفرت خطـيئتي ونعمـتك سـترت ضـعفي ورحمتك شفت أسقامي. علّمني يا الهي أنني كلما تواضعت وأدركـت أنـي تـراب وعـدم كـلّما فاضـت عـليّ مـحبتك وظللـتني نعمـتك وغمـرتني رحمـتك. نجنـي من الكبـرياء الذي يتسلل خلسة مـثل أفعـى في الظـلام، لئـلا أتشـامخ فأدخـل فـي المعصية وتنطلي عليّ الخديعـة القديـمة التـي تعرّيني من ستـر محبتك وتحجب عن قلبي و نفسي فيض نعمتك العظيم. بإسم ربنا يسوع المسيح. آمين