موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٥ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

كورونا الشوك تتوسط جسد المسيح السري

بقلم :
الأب سالم لولص - الأردن
إلهي أصرخ إليك: "الجسم كله سقيم. تعال وخلّصني"

إلهي أصرخ إليك: "الجسم كله سقيم. تعال وخلّصني"

 

صلاة البداية: أيها السيد المسيح ها نحن جاثون أمامك في القربان الأقدس، ها نحن نضع أنفسنا وثقتنا بين يديك يا رب لتحييها من جديد. أيها القربان الأقدس إنك تتوسط إكليل الشوك فبحق آلام سيدنا يسوع المسيح وبحق جسده ودمه الأقدسين خلصنا  يا رب من إكليل الموت الذي يتوسطنا في هذا العام.

 

إكليل من شوك على رأس يسوع (متى 27: 27-31)

 

فمَضى جُنودُ الحاكِمِ بِيَسوعَ إِلى دارِ الحاكِم وجَمَعوا علَيه الكَتيبَةَ كُلَّها، فجَرَّدوهُ مِن ثِيابِه وجَعَلوا علَيه رِداءً قِرمِزِياً، وضَفَروا إِكليلاً مِن شَوكٍ ووَضَعوه على رأسِه، وجَعلوا في يَمينِه قَصَبَة، ثُمَّ جَثَوا أَمامَه وسخِروا مِنهُ فقالوا: السَّلامُ عليكَ يا مَلِكَ اليَهود. وبَصَقوا علَيه وأَخَذوا القَصَبَةَ وجَعَلوا يَضرِبونَه بِها على رأسِه. وبعدَ ما سَخِروا مِنه نَزَعوا عَنه الرِّداء، وأَلبَسوه ثيابَه وساقوه لِيُصلَب.

 

صمت وتأمل

 

تأمل 1: "وضفروا له إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه" (مت 27: 29)

 

وقفتنا اليوم أمام يسوع  في القربان الأقدس المكلّل بالشوك هي وقفة امام انفسنا. ما هو الشوك؟ هو رمز اللعنة بسبب خطية الإنسان: "ملعونة الأرض بسببك... شوكًا وحسكًا تنبت لك" (تك 3: 14). وفي هذا يقول الرسول "أما شوكة الخطية فهي الموت" (1 كو 15 : 56). وهكذا فالخطية تسببت في اللعنة، واللعنة، أثمرت شوكا. والشوك أنتج موتًا...

 

وجاء يسوع وحمل شوكة الموت في جبينه لينقذني من شوكة الخطيئة، وحمل من أجلى إكليل اللعنة: "إذ صار لعنة لأجلنا" (غل 3: 13) وكأن خطايا ولعنات البشر كلها قد جُمعت في هذا الإكليل وتراكمت على رأسك الطاهر في شكل أشواك، وهكذا وضع الناس خطاياهم بأيديهم على هامتك المقدسة.

 

ما أجمل إكليلك لأن فيه خلاصي ومجدي، فبجانب هذا العار والذل أرى هالة من نور تحيط برأسك الدامي. أرى في الإكليل خطاياي وعاري، وأرى في رأسك الطاهر خلاصي ومجدي، فلولا الإكليل لبقيت اللعنة عليّ، وبقى الشوك في حياتي.

 

صمت وتأمل

 

تأمل 2: نعم.. أنا كنت إكليل على رأس مخلّصكم وخالقي يسوع المسيح.. نلت بركة عظيمة لا توصف. أريد أن أقول لكل أواحد منكم هذه الرسالة:

 

لماذا تظن أن يسوع لا يشعر بآلامك؟ أنه يشعر بك أكثر منك، ويتألم معك أيضا.... وكلما تتألم أكثر يعطيك تعزيات أكثر عندما تطلب منه ذلك.... تماما كما حدث معي... فكل ضربة من القصبة كانت تؤلمني جدا، لكن يسوع كان يتألم مع كل ضربة أنالها، ومع كل ضربة كان دمه ينزف أكثر، كأنه يقول لي ولك: "لا تخف، أنا معك.. أتألم معك ولكني أعزيك، أبكي معك ولكني أمسح دموعك.. أنت عزيز علي.. أنت إبني الذي أحبه كثيرًا".

 

لا تيأس وتظن أنك لا أهمية لك في الحياة، المسيح إختار المزدرى وغير الموجود حتى يخزي المتكبرين.. أنا ضمن هؤلاء المزدرين.. كنت أحيا في حزن ووحدة، لا أفعل شيء سوى أن أؤذي كل من يقترب مني.. أما الآن فأنا مصدر لتأملاتكم، وأذكر كثيرًا في الوعظات والصلوات داخل الكنيسة! هل كان أحد سيذكرني لولا المسيح؟

 

المسيح يحبك ويريد لك الخير.. تذكر دائمًا أن المسيح عاش كإنسان مثلك وحاربه الشيطان بحروب كثيرة مثلك أيضًا.. فهو تألم حتى يعطيك الحياة بفرح.. إذا فلا تخف أبدًا.

 

صمت وتأمل

 

تأمل 3: إنها أشواكي

 

ربي يسوع دعني الآن أحدثك عن أشواكي. كل يوم أسير على هذه الأرض تصطدم رجلي بأشواكها فتجرحني وتوجعني. لقد مزّق شوك النجاسة ثوب طهارتي، وشوك الأماكن الشريرة جرح رجلي، وشوك الأعمال الرديئة جرح يدي وجعلها عاجزة عن فعل الخير، وشوك المناظر جرح عيني وافقدها بصيرتها الروحية، وشوكة حب الظهور نزعت تواضعي.

 

إلهي أصرخ إليك: "الجسم كله سقيم. تعال وخلّصني".

 

صمت وتأمل