موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ مايو / أيار ٢٠١٩

كل فترة زمنية، عليك تقييم صلاتك

بقلم :
الأب بيوس فرح ادمون - مصر

هل هي مجرد معونة لك في وقت الضيق؟ تلجأ إليها "حينما تحتاج" إلى الله! أم هي فرض عليك، إذا لم تؤده تشعر بتأنيب ضمير، لمجرد التقصير؟ أم هي غذاء روحي لازم لك، إن لم تتناوله تفتر في حياتك الروحية؟ أم هي متعة، تشعر بحلاوة مذاقها، فتنسي الدنيا وكل ما فيها، وتود لو طال بك الوقت في الحديث مع الله؟ حسب تقييمك للصلاة، تكون درجة روحانيتك فيها، وتكون أيضًا قدرتك على الاستمرار فيعمل الصلاة. اختبر إذن نفسك في الصلاة، واختبر التقييم السليم لها. وإن استطعت أن تعرف قيمة الصلاةالحقيقية، ستصير لك كما قالالقديسون كالنفس الصاعد والهابط، ترافقك حيثما كنت، ولا تستطيع مطلقًا أن تستغني عنها. من عيوبنا أحيانًا أننا نضع العمل البشري تقييمًا من الصلاة...! لذلك نفضل أن نعتمد على جهادنا وعلى ذكائنا وخبرتنا، أكثر مما نعتمد على الصلاة. ولهذا السبب وأمثاله، كثيرًا ما نضع الصلاة في آخر اهتماماتنا...! فنصلي إن وجدنا وقتًا للصلاة، أو إن تذكرنا الصلاة أو ذكرنا بها أحد!! وكل ذلك لأن الصلاة لم تأخذ منا التقييم الذي تستحقه. وهكذا الحال مع كل الوسائط الروحية الأخرى! بل إن حياتك مع الله ربما تحتاج كلها إلى إعادة تقييم. لكي تشعر بأهمية الله بالنسبة إليك، وأهمية حياتك معه فتعيد تدبير حياتك بناء على تقييم أمثل.. وإن كانت حياتك مع الله يلزمها هذا الأمر، فلا شك أن علاقتك مع غيرك من الناس أيضًا تحتاج إلى تقييم. لنصلي أُمّي الحنونة، إحميني واعضديني. رافقيني في كلّ لحظةٍ من لحظات النهار، وفي كلّ لحظات المساء. أرجوكِ يا أُمّي، إن نسيتكِ فأنتِ لا تنسيني. دبّري لي كلّ أموري الصغيرة والكبيرة، واحفظي في ظلّ حمايتكِ القديرة أولادي وعائلتي فرداً فرداً وبالأسماء. لا تدعينا ننفصل عنكِ وابقي ثوبكِ الكرمليّ غطاءً لنا من هجمات أعدائنا المنظورين والغير منظورين. آمين