موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢

سراج الجسد هو العين

بقلم :
د. طلال فرج كيلانو - هولندا
"سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ"

"سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ"

 

لماذا العين ذكرت في الكتاب المقدس؟

 

وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ"* كيف تم تفسير هذه الإشكالية**

 

 

1- الحَواسّ:

 

هي نظام الإدراك لدى الكائنات الحية وتعمل على المساعدة في التعرف بما يحيط بها في البيئة، وتقدم تفاصيل بحسب نوع المشاهدة او السماع او.....، وما يتم ادراكه تتم يعالج- في عمليات عقلية متنوعة في المجال المعرفي أو السلوكي او اخرى، إذا فلسفة الإدراك تبنى بموجب ذلك.

 

يبلغ عدد الحواس أكثر من (11) والحواس الأساسية منها خمسة ولأخرى تعمل موازية لها وفقا للعمليات العقلية وبمحفزات خارجية وبمشاعر داخلية، كالألم، والتوازن، إدراك الحركة (بتسارع الأشياء)، الشعور بالوقت والشعور بالاتجاه الاستيقاظ ... الخ، "وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" (عب 5: 14).

 

 

2- العين: تأثيرها النفسي ودورها في التواصل والعلاقات الإنسانية:

 

البرمجة العصبية لحركات العين تعد من طرق الاتصال فمن خلالها نفهم ونتعرف على كيفية التفكير ونكتشف صدقه أم….الخ، والعين ترى الموجودات وتميز الألوان والأشكال و النور والظلام، والبصر هو المعيار بين القدرة على الرؤية وجودتها، والرؤية والبصر يمنحان الدماغ القدرة على تفسير الصورة، إذا “سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً...." (مت 23،22:6)، (لو 11: 35،34)، نظرة العين هي الأساس الذي تبني الثقة عليها، فصاحب النظرة الواثقة يحظى عادة بإعجاب المحيطين به.

 

3- حَدَقَة العين:

 

فتحة دائرية صغيرة سواد في وسط العين مركز القزحيّة التي هي الجزء الملون منها، وتمرر الضوء إلى شبكيّة العين في الجزء الخلفيّ من العين لتتكون الصورة التي تلتقطها وليفسرها لنا الدماغ بعد ذلك  وتنظم القزحية انقباض وتوسّع حدقة العين.

 

يختلف شكل حدقة العين باختلاف أنواع الكائنات الحية، فالقطط والزواحف والثعالب لها فتحات عمودية، والماعز واخرى لها حدقات أفقية، وبعض الاسماك لها أنواع حلقي، وهكذا لا يمكن حصر أنواع حدقة العين في هذه الكائنات.

 

تتكون حدقة العين من الكلمات العبرية، الأولى هي، אִישׁוֹן (ايشون): بُؤْبُؤ، حَدقة، أو "إنسان العين"، والصورة التي نراها لأنفسنا عندما ننظر إلى عين الآخر، والكلمة العربية هي الحَدَقَة: السَّواد المستَدير وسط العْين إِحْدَاقُ النَّظَرِ في الصُّورَةِ: إمْعَانُ النَّظَرِ فِيهَا حَاوَلُوا الإحْدَاقَ بهِ: مُحَاصَرَتَهُ، الإِحَاطَةَ بِهِ، فضلا عن انها قد وردت في الكثير من التعليم الكتابي وكما يلي:

 

الله يستخدمها تعبيرًا عن شديد اهتمامه بشعبه: "وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ، وَفِي خَلاَءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. أَحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ" (تث 32: 10)، "احْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ الْعَيْنِ. بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ اسْتُرْنِي" (مز 17: 8). "احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ" (أم 7: 2)، "صَرَخَ قَلْبُهُمْ إِلَى السَّيِّدِ. يَا سُورَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ اسْكُبِي الدَّمْعَ كَنَهْرٍ نَهَارًا وَلَيْلًا. لاَ تُعْطِي ذَاتَكِ رَاحَةً. لاَ تَكُفَّ حَدَقَةُ عَيْنِكِ" (مرا 2: 18)، "وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ، وَفِي خَلاَءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. أَحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ" (تث 32: 10).

 

4- لغة العيون ومعانيها في علم النفس تختلف بحسب المواقف وكل نظرة لها تفسير خاص:

 

ماهي لغة العيون:

 

تُعتبر مرآة تعكس المشاعر الداخليّة التي تستوطن المرء وتتدفق من أعماقه، وبحركتها تنقل لنا ما يفكر به الاخرين وتقدم شرحا مختصرا لمواقف مُعيّنة، فتُظهر لنا الارتياح، أو الانجذاب والإعجاب، وحتى الاضطراب والإحباط أو السعادة والبهجة، وغيرها من الأحاسيس المُعقّدة التي تكشفها النظرات المقصودة أو  العفويّةٍ والتي بدورها قد تُسهّل على المحطين بنا فهمها والتنبؤ بنتائجها واستخدام الأسلوب الأمثل للتعامل معها، من خلال ما تقدم نضيف تعد لغة الجسد هي الأخرى مكملة لما تقصده العين أحيانا عند ربطهما معاً بهدف  تقرّيب المسافة بين البشر وتعزيز علاقاتهم ومساعدتهم على التكيّف فيما بينهم.

 

نظرات العيون تعني الكثير من المعاني في داخلها فبنظرة واحدة نختصر الكثير من الكلام، أذا لغة العيون تعتبر وسيلة تواصل غير اللفظية وقد ترتبط بالحواس الاخرى أحيانا.

 

وادناه بعصا من النظرات التي تشكل لغة التعبير عن مواقف معينة متعارف عليها:

 

النظرة الطيبة الجذابة: تعد أفضل أنواع النظرات. ويتميز أصحاب هذه النظرة بأن أعينهم تكون دائما مليئة بالصفاء والتألق والمحبة وفي خليط من الاحتواء والنظرة القوية.

 

النظرة الفعالة القوية: تتسم بأنها قاسية ولديها القدرة على أخترق مشاعر الآخرين، والقدرة على التقييم الدقيق للمواقف على عكس أصحاب النظرات الأخرى.

 

النظرة المرتعشة: يتصف بها البعض من الذين ينظرون خلسة، وهذه النظرة غير مفيدة بالمرة سوى أنها توضح لنا عدم الاستقرار النفسي.

 

النظرة الصارمة الحادة: لها خصائص منها الثبات على الموقف، والجدية والدقة في العمل. وبتنفيذ الأوامر وعدم المجاملة، ومثال ذلك شكل العين المتربصة.

 

نظرة السعادة والفرح: تبدو العيون وكأنها مبتسمة، وعادة ما تكون نظرات السعادة هي أصدق النظرات وتدل على مدى ما يشعر به الفرد.

 

نظرة الكذب: تدلنا على أن صاحبها غير صادق. وهناك مؤشرات تظهر عند الذين نتعرف الى نظرة الكذب في اعينهم، كان تكون نظره ثابت في اتجاه واحد فضلا عن حركات أخرى مصاحبة، تبين لنا الشخص يكذب.

 

نظرة الخجل: تدلنا الى بعض المشاعر والأحاسيس المرتبط بها، وتقوم العين بالنظر إلى الأسفل حتى لا تلتقي العيون الاخرى.

 

نظرة الملل: هي نظرة تدل على عدم الاهتمام فعندما تجلس مع شخص ما لا ينظر إليك، ويثبت نظره ولا يرمش. فيجب أن نعلم هذا الشخص يشعر بالملل فنظرته تدل على ذلك.

 

نظرة الإعجاب: العيون مرآة للقلب وتقوم بكشف كل ما في القلب فإذا كنت معجب بشخص فعلم أن عيناك تفضحك. فنظرة العين التي تدل على الإعجاب تحمل وتشرح الكثير من المشاعر والأحاسيس.

 

نظرة الحب: هي ذات رومانسية ومخلوطة بالكثير من العطف الحنان، وعادة ما تكون مع نظرة الحب ابتسامة بسيطة عفوية. فعند نظرة الحب تتوسع حدقة العين فهي دليل على أن هذه النظرة نظرة حب.

 

نظرة الانزعاج: هناك بعض العلامات التي تحدث في الوجه تدل على أنها نظرة انزعاج. فيحدث اتساع في حدقة العين، وارتفاع الحاجبين إلى الأعلى.

 

نظرة التهرب: ترتبط دائمًا بالشعور بالخوف وعدم الراحة. إذا جلست مع شخص ورأيته يذهب بعينه يمين ويسار منك فأعلم أنه يتهرب منك.

 

نظرة التجاهل: هي نظرة تحدث بتلقائية وعفوية فهي عادة تدل على عدم الاهتمام أو تجاهل موقف بعينه. ومن المؤشرات التي تدل على نظرة التجاهل أن يقوم الشخص لا ارديا بتغطية وجه، أو تحويل عينيه الى اتجاهات اخرى.

 

النظرة الغاضبة القوية: وهي نظرة تتصف بالكراهية الشديدة والغضب والأسى. وبحركة لا شعورية تكون نظرة الغضب نظرة قوية وحادة.

 

النظرة المنكسرة: وهي نظرة الانكسار وتظهر من خلال حالة العينين المرهقتين والمنكسرتين في التعبير عن العلاقات الشخصية مع الاخرين.

 

 

5- رمزية وجود كلمة العين في الكتاب المقدس والإشكالية والعلاقة بالعمل المعرفي العقلي؟

 

للعين دور واسع في العمل المعرفي العقلي بمعنى اننا من خلالها نستعين بمخزون الذاكرة البصرية لإعادة استخدام ما قدمته لنا العين من تعلم وفقا للموقف وقد تتجاوز الفهم المباشر للمعاني المقصودة والذهاب الى المعاني العقلة للمحتوى ودلالاته لحين حدوث الاستجابة ومثال ذلك، فَقَالَ الرب: “انْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَالزَّمَانُ قَدْ قَرُبَ! فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ، بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ، وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ، وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ، وَقَالَ لَهُمْ مَثَلًا: اُنْظُرُوا إِلَى شَجَرَةِ التِّينِ وَكُلِّ الأَشْجَارِ، مَتَى أَفْرَخَتْ تَنْظُرُونَ وَتَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَنَّ الصَّيْفَ قَدْ قَرُبَ، هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ قَرِيبٌ”( لو31،27،19،8:21)، كل ما تقدم أعلاه يحتاج الى عمليات عقلية في الخزن والاسترجاع.

 

 

6- ما علاقة الكحل بالعين: التفسير والرمزية في الكتاب المقدس:

 

"وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ"

 

هي صورة لمفعول العلاج الروحي الشافي ويسري مفعوله فقط من خلال الرب يسوع هو يزودنا به، "لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ" (امثال ٣: 7)، وهذا الكحل الروحي، يجدد الانتعاش وبوجود الروح القدس وليس الكحل الأسود الذي يستعمله الناس من أجل الغواية والتجميل الخارجي. فكحل روح الله هو الذي تكحلت به أعين القديسين وملافنة الكنيسة وجميع المؤمنين حينما تمكنوا من رؤية مجد الله ورؤية يسوع قائماً عن يمين الآب، "وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، فَقَالَ هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ" (أع 55:7)، أن تكون عين المؤمنين في جسد المسيح مكحلة لكي ترى جلياً.

 

ذكر الكحل في العهد القديم، وكان من مادة الجالينا (كبريتيد الرصاص)، وهي ذات لون رمادي أزرق ولها بريق معدني، كما وعرفه الرومان (من ثالث كبريتيد الأنتيمون)، وهو مادة ذات لون رمادي رصاصي لها بريق معدني ايضا. وذكر الكحل بين ما أرسله الملك حزقيا ملك يهوذا إلى سنحاريب ملك أشور، وكان من بين المواد التي هيأها الملك داود لابنه سليمان لبناء الهيكل “حجارة كحلاء (1أخ2:28). أي شديدة السواد. كان الكحل يستخدم لإبراز جمال عيون المرأة وقد وجدت المكاحل في مقابر قدماء المصريين وحضارات شعوب أخرى.

 

الرسول يوحنا يكتب وصفه الى كنيسة الّلاَوُدِكِيِّينَ، “وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ"(رؤ18:3).

 

وكانت لاودكية تشتهر بصناعة الكحل، فكان يسمى “مسحوق فريجيه”. وكان يستخدم لتجميل العيون، ووقايتها ولتقوية النظر ورد كمرهم للعين تزداد به قوة الإبصار والثياب، كنيسة اللاودكيين: "لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ"(رؤ17:3)، فقد كان المؤمنون هناك عميانًا روحيًا في حاجة إلى أن تستنير أذهانهم بعمل الروح القدس.

 

وبعد كل ما تقدم ما هو الكحل الذي يفتح العينين لتعلم كلمة الله وحكمة الروح القدس الذي فتح أذهان التلاميذ لنقل البشارة والتأمل في الوصايا الإلهية التي تنير العينين فتبصر الحقيقة وقبلت كلام الله، اليرفع عنها كل غشاوة، وظلام والسلوك في سبل غير مستقيمة، ومن يعود له إبصاره الروحي سيميز بين الحق والباطل أذا كحل عينيك: أي استجب لنداءات الروح القدس فهو المسؤول عن البصيرة الروحية للإنسان.

 

7- قدم لنا الكتاب المقدس وصفا للعين وسلوكها في نقل الخبرة الروحية من خلال:

 

عين الله:

تأتي كلمة عين الله بمعنى العناية الفائقة والسهر لحفظ أبنائه،

"احْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ الْعَيْنِ. بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ اسْتُرْنِي" (مز 17: 8)،

"أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ" (مز 32: 8)،

والإرشاد الى طريق الرب ومعونته الإلهية، "هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ" (مز 33: 18)،

الانسان الذي لا يحب الكذب وطرقه مستقيمة وقلبه متواضع أمام الله والآخرين، تكون عينا الرب عليه، "لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا. عَمَلَ الزَّيَغَانِ أَبْغَضْتُ. لاَ يَلْصَقُ بِي عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لِكَيْ أُجْلِسَهُمْ مَعِي. السَّالِكُ طَرِيقًا كَامِلًا هُوَ يَخْدِمُنِي، لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ" (مز 101: 7،6،3).عيني الرب، "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثِيَاتِيرَا: هذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ" (رؤ 2: 18).

 

عين الرجاء:

"لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا" (رو 8: 24). عندما تنظر العين كمية البركات المقبلة علينا ونكون بناءاً له، والتمتع بعطاياه وبسخاءٍ حبٍه لنا إن كان المؤمن في رجائه بالتمتع بكمال عمل الروح ليُعلن مجد أبناء الله أبديًا وذلك خلال الصبر، فإن هذا الصبر عينه هو عطية إلهية نقتنيها بالله نفسه، إذ يسندنا الروح القدس في حياتنا كما تحدث عنها بولس الرسول، "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28،26).

 

عين القناعة والرضا:

يشير الكتاب المقدس بوضوح الى الرضا والاكتفاء مهما كانت ظروف "لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ ٱحْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ" (في 4: 11)، "لَا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلدُّعَاءِ مَعَ ٱلشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ. وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 4: 6-7)، وكلمة الاكتفاء هنا تعني الشعور بالرضا عدم الاضطراب، والرضا بما نحن فيه حتى يُحدث الله التغيير. ولا ننسى أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله المدعوون حسب قصده "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28)، حتى الظروف الصعبة يمكن أن تعمل معاً لخيرنا. القوا همومكم على الرب وكونوا شاكرين. قوموا بعمل جرد لبركات الرب علينا كل يوم بدلاً من التفكير في كل الأشياء التي لا نمتلكها. لنتأمل في بركات الرب ونعمه وكل ما صنعه لأجلنا. مما تجدر الإشارة اليه هو على العكس من عين الرضى هي العين أنانية: عيوب البشر والتي تعتبر كسمات لشخصية هي الصفات السلبية، فالعين الأنانية في العادة ما تكون حريصة على تلبية رغباتها على حساب الآخرين، كون الإنسان مجبول على حب ذاته.

 

عين نقية طاهرة:

العمل الروحي يحتاج الى عين وأذن وقلب، فما هي طبيعة ونوع العين المطلوبة، كمدخل معرفي "فالعين سراج يضيئ للإنسان سبل الحياة"، لذلك علينا ان نحاول مرارا أصلاح عيوننا الداخلية والخارجية تعبيرا عن أننا يجب ان نرى ونفهم وننقل المعلومات الى الدماغ بشكل صحيح، والعين لا تمل من النظر، ومن صفات العين النقية ايضا الإيمان والرجاء والرضا، والبساطة الممتلئة بالإيمان ونسميها عين القلب الواعي، ومرأة قلب الإنسان. والعين النقية تحتاج رؤية المسيح والاتجاه الذي نسير به ومعه، أي السير في استقامة لامتلاك العين النقية. "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ" (كو 13: 4)، "تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا، تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ" (يع 4: 2).

 

 

8- استخدام العين كما وردة في الكتاب المقدس / في الحسد والعين الشريرة:

 

نظرة الحسد هي نظرة قوية وطويلة وقاسية فالحاسد يقوم بالنظر إلى الشيء الذي نال أعجابه بقوة ولفترة طويلة كما يصفها البشر عموما، والكثيرون يؤمنون بمقدرة العين على الحاق الأذى، وهذا الاعتقاد سائد في الشرق الأوسط يتعلق بالعين وقدرة أشخاص معينين ان ينظرون بحدة إلى مواصفات معينة في الاخرين..  كما وان الاعتقاد الشعبي يقول أن العين الزرقاء أكثر من غيرها معنية بالحسد وإيقاع الضرر، ولهذا يعمد بعض البشر إلى تعليق تمائم على شكل عين زرقاء أو (خرزة زرقاء) على ملابس الاطفال لترد أذى العين وحسد العين الشريرة، هذا من جانب والأخر هو المقصود بالعين الشريرة هي النظرة قد تسبب ضررا للآخرين.

 

الكتاب المقدس يوضح لنا معنى الحسد ويشير الى انه غيرة شريرة ضد المحبة، وبذلك يخالف الفكر الذي يحمله بعض البشر عن الحسد على انه من فعل العين او .... الخ، لكن لم يتطرق الكتاب المقدس الى هذه النظرة بل اوجز القول بما معناه ومن خلال التعليم الروحي:

 

ورد ذكر العين الشريرة في الكتاب المقدس بمعنى، "احْتَرِزْ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَعَ قَلْبِكَ كَلاَمٌ لَئِيمٌ قَائِلًا: قَدْ قَرُبَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ، سَنَةُ الإِبْرَاءِ، وَتَسُوءُ عَيْنُكَ بِأَخِيكَ الْفَقِيرِ وَلاَ تُعْطِيهِ، فَيَصْرُخَ عَلَيْكَ إِلَى الرَّبِّ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ" (تث 15: 9)، هذا التعبير يعني مجرد نظرة عدائية وفي، "أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ"(مت 20: 15)، يعني مجرد الحسد بعيننا غير سليمة أو معطوبة "لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ" (مر 7: 22،21)، يعني نزعة شريرة، "أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا" (غل 3: 1)، "فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" (يو 2: 17)، وغيره لله "لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً للهِ، وَلكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ" (رو 10: 2)، وغيره كثيره لأجلكم، "فَإِنِّي أَشْهَدُ فِيهِ أَنَّ لَهُ غَيْرَةً كَثِيرَةً لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَالَّذِينَ فِي هِيَرَابُولِيسَ" (كو 4: 13)، وحسنة هي الغيرة في الحسنى "حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ، وَلَيْسَ حِينَ حُضُورِي عِنْدَكُمْ فَقَطْ" (غل 4: 18). 

 

 

العيون المفتوحة:

كان داود النبي يصلي "اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ" (مز 119: 18)، "عَيْنَايَ دَائِمًا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ هُوَ يُخْرِجُ رِجْلَيَّ مِنَ الشَّبَكَةِ" (مز 25: 15)، وكما طلب الأعميان من الرب يسوع عندما سألهما: "فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا، قَالاَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا" (مت 20: 33،32).

كان توبيخ الرب للتلاميذ لم يسهروا معه وكم أوصي بتعاليمه عن السهر: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (مت 26: 41)، فالسهر عين المؤمن المفتوحة ضروري جداً لأن الاستسلام للنوم الروحي ينتج عنه الخطر للنفس بسبب وجود العدو المتربص. لهذا نجد الرسول بطرس يقول، "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1 بط 5: 8)، "لاَ تُعْطِ عَيْنَيْكَ نَوْمًا، وَلاَ أَجْفَانَكَ نُعَاسًا. نَجِّ نَفْسَكَ كَالظَّبْيِ مِنَ الْيَدِ، كَالْعُصْفُورِ مِنْ يَدِ الصَّيَّادِ" (أمثال5،4:6)، العين يجب أن تكون ساهرة بكل يقظة، مستعدة ومنتظرة، "طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ"(لو 12: 37)، "ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً" (مت 26: 43).

 

العيون المتضعة:

فهوذا الرب يتحدث إلى عروس النشيد قائلًا: "حَوِّلي عَنّي عَينَيكِ فإنَّهُما قد غَلَبَتاني" (نش6: 5)، لأنهما كانتا مثل عيني الأَمَة إلى يدي سيدتها، "فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ" (مت 5: 29).

 

العيون المتعالية:

فلا يمكنها أن تعاين الرب فهي تنقاد وراء شهواتها الشخصية.. فحواء ومن بعدها آدم فقدا إمكانية رؤيتهم للرب لأنهما اهتما بشهواتهما الخاصة، والانشغال بخطايا الآخرين وإدانة الناس.. فها هو الرب يسوع يعلم الجموع، "أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ" (لو 6: 42)، (مت 7: 4)، "اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا، وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا، تُقَوِّرُهَا غُرْبَانُ الْوَادِي، وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ" (أم 30: 17).

 

العيون الباكية:

مثل هذه العين نراها في بطرس الذي بكت على خطيئة إنكاره للسيد وتقدم بدموع التوبة "فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا" (مت 26: 75)، ونراها في تلك المرأة الخاطئة التي أتت إلى الرب يسوع، “وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ، وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ، فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: مَنْ هذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضًا فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ" (لو50،48،38،37:7)، وأن تكون العين في الجسد عيناً باكية، تعني تقديم دموع التوبة والاعتراف للرب بكل هفوة وزلة لكي يمحو الرب الآثام والذنوب حسب وعده القائل، "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (اشعيا25:43) فهل نلت هذه المغفرة والسلام

 

العين الوقحة:

والوقاحة كمصطلح في اللغة:  وقُحَ، وَقاحةً، فهو وقِح ووقيح ووَقاح، وقُحَ الشَّخصُ قلَّ حياؤُه واجترأ على فعل القبائح ولم يعبأ بها -شخصٌ وقِحٌ، لا حُرُمَةَ عند من يَوقُح، امرأة/ رجل وَقاح، والذي نحن بصدده هو: كيف نحَفَّظْ انفسنا مِنَ العَين الوَقِحَة ولا تَعجَبْوا إِذا حَمَلَتكَم الى الخَطيئة، وَقاحَةِ العَينَ تُعرَفُ مِن جَفنَيها.... شَدِّدواْ واحِرسَوا وزودوا أنفسكم بالحَياء لِئَلاَّ اذا وجِدَت العين بَعضَ التَّراخي فتَغتَنِمَه في الخطيئة، تَفتَحُ فَمَها وتدعوك الى شرَبُ مِن كُلِّ ماءٍ تصادَفَه وتَجالِسُه. "إِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّار" (مر 9: 47)، (مت 5: 29)، (مت 18: 9).

 

 

أحبائي الدرس المستفادة من التعرف على نعمة الحواس وعملها من خلال:

 

لقد أنعم الله علينا بالحواس والعين احداها التي بدونها نفقد حيوية الحياة، وحواسنا تختلف عن أي كائن حيّ آخر، لأن الله قد خصنا بإرادة وتوجيه الحواس واستخدامها، إذ منها يدخل الموت الروحي للإنسان، وبها نحتفظ بعلاقتنا مع الله وفي عفة الحواس التي ستكون أداة لتمجيد الرب، وأن تكون اعيننا في الجسد الذي للرب مفتوحة على الدوام ليس لترى الأشياء في الدنيا، إنما لترتفع بنظرها إلى الأعلى لكي ترى القوة الإلهية الحافظة للنفس وتحيط بها.

 

بارك يا رب جميع البشر وامنح اعينهم الصورة الجميلة لحياة العفة، وبارك الكنيسة الجامعة المقدسة ومكنها من حث المؤمنين على ان تكون كلمة الله غذاءً يوميًا للنفس، وتصبح جزءً لا يتجزأ من حياتهم: "يَا ابْنِي، احْفَظْ كَلاَمِي وَاذْخَرْ وَصَايَايَ عِنْدَكَ. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ. اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ" (أم 7: 3،2،1). "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ" (زك 2: 8) ... ولتحل على جميعنا بركة الاب القدير، وتحفظنا الى الأبد.. الى الرب نطلب.

 

 

*********

 

"سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!" (مت 6: 22-23). "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا، اُنْظُرْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً"(لو 11: 35،34). ( مت 6: 22، 23)

**"أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُخِزْيُ عُرْيَتِكَ، وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ، إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ، هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ"(رؤ18:3)

 "لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلًا أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا." (تي 3: 3).

"حَسَدٌ، قَتْلٌ، سُكْرٌ، بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غل 5: 21)

**الإشكالية تُعرف بأنّها سؤالٌ علميٌّ يحتاجُ لمعالجة، في نصٌّ مختصر تتمّ صياغته على شكل سؤالٍ يحتوي على مشكلة بحثيّة، او ان يكون بين مجموعة علاقات قائمة بين أحداث وفاعلين ومكونات

اللغة الإنجليزية: Pupil of the eye - اللغة العبرية: אישון - اللغة اليونانية: Κόρη - اللغة القبطية: allou - اللغة الأمهرية: ܒܒܬܐ - اللغة الأرامية: ܒܒܬܐ - اللغة اللاتينية: Pupilla.

الحدقة pupil هي ثقب أسود يقع في وسط قزحية العين يسمح للضوء بضرب شبكية العين. بينما ذكر موقع Todayifoundout، حواسا أخرى فى جسم الإنسان ولكن يجهلها البعض وهى: هذا الرابط يوضح ذلك https://alazmenah.com/old/?page=show_det&category_id=12&CatId=0&id=245181&lang=ar