موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المقدمة والتمهيد
يقول مُعلِّم المحبة: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ"(1 يو 4: 7-8)، ولكي نقدم الاستجابة لهذا الطلب، لا بد ان نفتش معا في الفكر الاجتماعي والروحي الذي نمتلكه ونستخدمه في تعاملنا مع المحيطين بنا عن السمات والصفات التي يمتلكها هذا المعلم وما قدمه لنا في عهده الجديد ودعانا فيه الى عيش الكلمة وتفاصيلها التعليمية والروحية واكد لنا أنها ستمنحنا الرؤيا الواضحة عنه والمحبة التي يطالبنا بتطبيقها.
هو عرفنا عن نفسه وطالبنا أن نتبادل المحبة مع الاخرين في الحاضر والمستقبل وليقنعنا ان المحبة هي الحل والدواء الشافي للقروح النفسية والذاكرة، ودعانا الى التفاعل مع ما قدمه لنا هذا المعلم المبارك المجتهد في الارشاد والتوجيه التربوي والنفسي في تعليمه الروحي ودعانا لنختبره عملياً ليبرهن لنا على صدق تعليمه وحبه لنا ومن أعماله .. نستطيع أن نلاحظ في كل تعاليمه لغة الحب والمحبة والإشفاق، والمشاركة والإحساس بنا نحن الذي اتخذنا قرار ان نكون تلاميذه الى انقضاء الدهر، و لم يكتفِ بذلك بأن يُعلِّم المحبة وينشرها في جانبها النظري بل اتجه الى تعليم طرق تطبيقها هو أولاً من بعده نحن المحيطين به مذ اكثر من 2000 عام فضلاً عن الالاف من المفكرين والمجتهدين اللذين قدموا لنا شروح واراء تساعدنا لتميز المعاني الروحية لتنظير المحبة التي قدمها لنا الرب يسوع المسيح وعملوا على تفسير ما قدمه وأعماله التي جسدت لنا عمق المحبة التي استخدمها ودعانا الى تمثلها في حياتنا والتعبير عنها عملياً.
كان معلم المحبة مُفعمًا بالحب لأنه اوصانا حينها والى اليوم بقوله، "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يو 13: 34-35)، (يو 15: 12)، "بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ" (1 يو 3: 16).
علامة التلمذة لدى المعلم هي المحبة المتبادل
مع تلاميذه في كل حين وهذا ما تجلى لنا في سلوك الرب يسوع عندما قدم لمن سبقنا في التلمذة على يديه قائلاً لهم وصية ارشادية اعتمد فيها على ما كانوا قد تعلموه سابقاً لكنه قام بالتحديث الفكري لجزء منها حين عرضها عليهم، "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ، أَيْضًا وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌ فِيهِ وَفِيكُمْ: أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ، مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ، مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ، وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ"(1 يو 2: 11،10،9،8،7).
والمتتبع للتحديث الوارد في الوصية القديمة الجديدة سيجد رغم قدم الوصية ألا ان تحديثها كان واضحاً فيما دعي اليه الرب يسوع المسيح وصارت جديدة، إذ أعطاها عمقًاً في إمكانيات التنفيذ وأعاد تأهيل هذه الوصية لخلاص كل نفس فالوصية قديمة تدعوا، "لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ. إِنْذَارًا تُنْذِرُ صَاحِبَكَ، وَلاَ تَحْمِلْ لأَجْلِهِ خَطِيَّةً، لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ"(لا 19: 18،17)، معلم المحبة قدمها لنا بعمقٍ جديدةٍ، وهبها الإمكانية لممارستها بمفهومٍ جديدٍ وحديث.
النموذج المسيحي للمحبة
"اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا"، والنص الإنجيلي يشير الى "وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا. الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ" (1 كو 13: 8).
ولكي نتفاعل بموجب هذا النص ومعه، يجب أن تكون المحبة صانعة للسلام والخير ومُتسامحًة.. كثيرة العطاء وخدومًة.. ودودة مع الكل حتى الأعداء وان يكون الهدف بعد ذلك السلام والامن النفسي للجميع اليس هذا النص هو تطبيق ارشادي للمحبة صالح لكل زمان زمكان وتحقيقًا للنصوص الكتابية المتممة له والتي تدعوا الى المحبة، "أَمَّا الآنَ، فَهذِهِ الثَّلاثَةُ بَاقِيَةٌ الإِيمَانُ، وَالرَّجَاءُ، وَالْمَحَبَّةُ. وَلَكِنَّ أَعْظَمَهَا الْمَحَبَّةُ" (1كُورِ 13:13) "وَكُلُّ مَا تَعْمَلُونَهُ، فَاعْمَلُوهُ فِي الْمَحَبَّةِ"(1 كور 16: 14)،"وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ، فَهِيَ رَابِطَةُ الْكَمَالِ"(كو 3: 14).
"أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ، وَغَاشَّةٌ هِيَ قُبْلاَتُ الْعَدُوِّ"(أم 27: 6). لغة التنبيه والإرشاد وحتى الجارح منها والصادرة عن قلب محبٍ وحكيم، يعرف لماذا ومتى وإلى أي حد تكون مناسبة نحو الاخرين للعدول عن الخطاء والغفلة في سلوكهم، "اَلتَّوْبِيخُ الظَّاهِرُ خَيْرٌ مِنَ الْحُبِّ الْمُسْتَتِرِ" (أم 27: 5)، فإن هذه الجراحات أمينة ونافعة. أما الذي يكسب من هم حوله، بالمجاملة والتملق، ويشترك معهم في المناسبات بحسب قُبلاته الغاشة ليس فيها حب صادق بل قبلات تؤدي إلى الهلاك.
وقدم لنا الكتاب المقدس العديد من الأمثلة التي تفسر لنا ما هو المقصود ويمكن ان يكون نموذج المحبة الذي قدمه بطرس الرسول الى الرب يسوع من خلال التواصل الروحي بالإجابة عن سؤال معلم المحبة له أتحبني، "فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ”. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي"(يو 21: 17)، هذا كله حدث بعد ان كان بطرس في مازق الانكار الذي تعرض له حينها لكنه ندم وبكى معتبراً ذلك نتيجة خوف من فقدان الحياة والرسالة الايمانية التي كان مكلف بها لقيادة الكنيسة مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الرب يسوع صديق يمكن ان يتقبل هذا الجرح ويغفر لبطرس الذي يحبه وفعلاً تم ذلك.
يذكرنا الكتاب المقدس عن أشهر القبلات (قبلة الخيانة) التي اتخذها يهوذا كعلامة واشارة لتسليمه معلمه وبحسب انجيل متى البشير (مت 26: 50،49،48)، "وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلًا: الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ، فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي وَقَبَّلَهُ، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ"، وردة حادثة الخيانة هذه بحسب انجيل لوقا البشير (لو 22: 52،48،47)، "وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ، وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، يَتَقَدَّمُهُمْ، فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَة، تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ".
المحبة الحقيقية
"يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ" (1يوحنا 3: 18)
المحبة هي الفضيلة الأولى في المسيحية كما بينا، أُعطيت لنا حين وُلدنا ثانية من الله، وانسكبت في قلوبنا بقوة الروح القدس. المحبة المسيحية حقيقة تتميز بها وتفوق كثيرًا عن العواطف الإنسانية والمجاملات، المحبة التي نتحدث عنها هذا اليوم هي من الله. لأنها لا تطلب ما لنفسها، كالمحبة التي يتداولها البشر مع بعضهم، ولا هي طريق للتسلق وللتملق، نرضي بها غرورنا.
إن جوهر طبيعة المحبة المسيحية الحقيقي هو مبدأ البر الذي يطلب أفضل الخير للآخرين، والرغبة القوية في إسعادهم، وممارسة المحبة يجب أن تكون في توافق كامل مع مشيئة الله المُعلنة، فنحن يجب أن نحب بالحق. إن المحبة بين الإخوة بعيدة كل البعد عن مجرد خلق مجتمع توافقي تتشابه فيه الآراء، بل هي المحبة التي تظهر بسبب ما نرى من المسيح في إخوتنا، إننا نحبهم من أجل المسيح. المحبة المسيحية الحقيقية صعبة جدًا في ممارستها، لأنها كذلك فعلاً، فعلينا أن نُصلي كي يملئنا الله بمحبته، ويُمكّننا من ممارستها مع الجميع. إذًا المطلوب هو المحبة العملية، أي المحبة التي تظهر في لأعمال والخدمة، "مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ"(يع 2: 14). "لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي"(يع 2: 18)، ونلاحظ أن المطلوب هو الحب الحقيقي وليس السعي وراء المجد الباطل.
المدخل الحديث للتعرف على الانفعال الذي يسمو الى مصاف الحب والمحبة:
يتكون من مجموعة المشاعر والسلوكيات التي تتصف بقوة تحمل المسؤولية والالتزام والحميمية والعاطفة، التي يقوم بها المحبون مثل، الرعاية والاهتمام، والتقرُّب في شتى المواقف والأحداث، كما ينطوي على تلك المشاعر التي تمتلئ بالمودة والثقة والجاذبية، ويختلف الشعور بالحب من شخص إلى آخر، فيكون عميقًا عند البعض وعابرًا عند سواهم، ويمكن أن يتغير مع مرور الزمن.
1- الحب هو أثرا جميل: من الشعور بأن الحياة أصبحت أفضل من السابق عندما تتحقق متطلباته هذا اللغز الذي حير البشر عموماً والباحثين والذي طالما اجتهدوا في توصيفه في سلوكه الظاهر دون التمكن من تقديم رؤيا واضحة لما يحرك المشاعر وغائيتها في الفكر الإنساني اذ لا يوجد اثنان في العالم يقودهم التفكير نفسه نحو تقديم نوع ينفرد به من المشاعر والاحاسيس بين المحبين، القائم على شعور متبادل وفي علاقة يكون الحب فيها بالعطاء والتضحية والإيثار دون مقابل. كما يعتبر الحب نتاج لكيمياء متبادلة تحدث بين البشر يفرز الجسم هرمون "الأوكسيتوسين" أثناء اللِّقاء بين المحبين.
2- المحبّة هي ميل النَّفس إلى ما تراهُ ساراً: ووصولها في بعض الأحيان إلى التَّعلُّق٬ والمحبّة هي أساس الحُب الذي يُمثِّل في أنواعه المتعددة والتي تحتوي معنى الحب غير المحدود أو غير المشروط٬ وتجمع العلاقة المبنيّة عليه بين البشر، أما المحبّة الروحية فتَكون بين الإنسان وربّه٬ أو بين الإنسان وفكرة٬ أو حتّى بين الإنسان وإنسان آخر بعيداً عن اللّذات المادية المؤقتة٬ أي إنها لا تُمثِّل الحُب البيولوجي بين البشر بل هو نَوع آخر من الحُب أرقى٬ وأسمى٬ وأطهر حيثُ تُعبِّر المحبّة عن علاقة عطاء خالصة بين المُحِب والمحبوب لا يشوبها أي رغبات أو حاجات ماديّة بالمقابل.
3- تتعدَّد أسماء الحُب وأنواعُهُ ومنها: المحبة، والهوى، والشغف، والوجد، والعشق، والنجوى، والشوق، والوصب، والاستكانة، والود، والخُلّة، والغرام، والهُيام، والتعبد. قد تنمو الصداقة فتصبح محبةً ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقة بل يتحول الى لحظات خوف من الفراق وربما الى كره واهمال... الخ.
نعم نحن البشر هكذا نعيش واقعنا المليء بالمفارقات والأحزان، ويكون السؤال هل الحب والمحبة يجعلا الأنسان سعيدا أم تعيسا أم معذب. الحب ليس قسوة تغلف بمرارة ولا فضاء ضيق ولا سراب مستحيل تحقيقه الحب هو شعور وإحساس يتغلغل في أعماقنا وله جذورا متأصلة في النفس البشرية. الحب والمحبة يسكنان أنفاسنا ودمائنا عندما يكون كليهما حصيلة الإعجاب الدائم بين الطرفين او جماعة، يلتقيان بالروح والفكر والمشاعر فلا حياة بدونهما وامل، يبدأ الحب كما المحبة بالسمع والنظر، فيتولد عنه الاستحسان، ثم الوجد يقوى فيصبح مودة، ثم الشوق والهيام ليتحول الى الهوى، والعشق، ثم يزداد العشق يتحول الى متيم, ثم الوله ومن ثم التعبد، وهو قمة ما يبلغه المحب في المحبة. واهل الموصل العراقية يقولون عن الحب المثل التالي وهو كناية ومجاز لغوي عنه (الي يحب العقوقة (الضفدع) يعبد الشط (يجلس عند شاطئ النهر ينتظرها)، هذا هو الحب... وهكذا حال المحبين.
في الختام لك ايها القارىء الكريم في عيد الحب هديةً وردة حمراء وكل حرف كتبته قي قلمي عن الحب كما ورد اعلاه وأهنئكم بهذه المناسبة وادعوا طيور السلام ان تحمل اليك البشارة السارة ولجميع البشر كي ينعموا ويستنشقوا عطرها البهي، ولتخبركم عن المحبة التي اوصانا بها الرب يسوع المسيح بقوله، "هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ" (يوحنا 12:15)، الرب يحقق كل أمنياتكم. الى الرب نطلب.
------------------------
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=72&chapter=4 رسالة يوحنا الرسول الأولى 4 في النظرة المتكاملة للمحبة وتأصيلها عند البشر.
من هو فالنتاين؟ «فالنتين» قديس انتصر للحب فدفع حياته ثمنا له.. قصة الاحتفال بعيد الحب في 14 فبراير: تشير الرواية الأكثر تداولاً إلى أن فالنتاين كان كاهناً أو أسقفاً عاش في روما، خلال القرن الثالث الميلادي، واعتقله الإمبراطور الروماني، خلال فترة الاضطهاد الديني للمسيحية. وتتبنى المواقع الكاثوليكية رواية مفادها أن جريمة فالنتاين كانت تزويج العشاق المسيحيين، في مخالفة لأوامر الإمبراطور، كلاوديوس الثاني، الذي منع الزواج لاعتقاده أنه السبب وراء عزوف الشباب عن الخدمة العسكرية. كما تشير رواية أخرى إلى أنه نقل الرسائل بين المسيحيين في السجن. وقبيل إعدامه، ترك خطاباً لامرأة شابة ذيَّله بعبارة "من فالنتاين"، وهي اللفتة التي يُشار إلى أن عالم اليوم استوحى منها تقليد إهداء البطاقات للمحبين. ... وبالعودة للنصوص التاريخية القديمة، تبين أن ثلاثة أشخاص يحملون اسم فالنتاين، قد تُوفوا في الـ 14 من فبراير/ شباط، خلال فترة حكم الإمبراطور كلاوديوس الثاني، التي تمتد من عام 268م وحتى عام 270م، ولكن أياً منهم لم يزوج العشاق أو ينقل الرسائل بين السجناء المسيحيين. كثر من فالنتاين ومصير دموي واحد.
الأصل في ارتباط عيد الحب باللون الأحمر يرجع إلى قيام الجنود بإلقاء فالنتين بزهور حمراء فرحا بزواجهم وتقديرا لما فعله معهم، واللون الأحمر له دلالته في كل الثقافات حول العالم حيث يرمز في المجتمعات الشرقية إلى الرخاء وحسن الحظ والفرح خاصة عند اقترانه باللون الأبيض، فيما يرمز في الغرب إلى الطاقة والعمل والحب.
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1269.html St. Valentine
1- "وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ"(لوقا 32:6)
2-"هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ"(يوحنا 12:15)
3- "وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.” (رومية 5:5)
4- "َلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ.” (رومية 9:12)
5- "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ.” (رومية 10:13)
6- "لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ." (رومية 8:13)
7- "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ.” (كورنثوس الأولى 4:13-5)
8- "لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ.” (كورنثوس الأولى 14:16)
9- "فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (غلاطية 13:5)
10- "بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ.” (أفسس 2:4-3)
11-"وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ.” (كولوسي 14:3)
12-"وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا.” (بطرس الأولى 8:4)
13-"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.” (يوحنا الأولى 7:4-8)
14-"نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.” (يوحنا الأولى 19:4)
15-"اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا." (1 يو 4: 12).
16- "يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ"(مت 22: 36-40).
17- "يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ" (1 يو 3: 18).
18- "لَكِنَّ أَهَمَّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ تُبَادِلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً الْمَحَبَّةَ الشَّدِيدَةَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ إِسَاءَاتٍ كَثِيرَةً"(1بُطْ 4:8)
فوائد للحب والمحبة في حياتنا
*تحسن وتحافظ على الصحة النفسية: يؤثر الشعور بالوحدة بشكل سلبى على الصحة العقلية والجسدية، بعكس الشعور بالحب والتواجد مع الأحباء، ولهذا عرف علماء النفس الحب على أنه تفاعل كيميائي في الدماغ يحفز إفراز هرمونات المتعة المسماة بالدوبامين، مما يجعل الشخص يشعر بالسعادة والسلام والهدوء، مما يؤثر بشكل إيجابى على صحته الجسدية أيضًا.
*الشعور الإيجابي والتفاؤل والقوة: يساعد الشعور بالحب أيضاً على إمداد الإنسان بالمزيد من الأفكار الإيجابية ويجعله يشعر بالتفاؤل دائماً و يمده هذا الشعور بالقوة ويشجعه على أن يصبح شخص أفضل في حياته المهنية. *يحسن الصفات الشخصية ويهذبها: يمكن للحب أن يحسن الصفات السيئة لأى شخص إذا أحب بصدق، لأنه في هذه الحالة سوف يندفع لتغيير نفسه للأفضل حتى يصبح شخص لائق.
*يزيد من احترام الذات: يؤثر الحب والمحبة بما يشعر به البشر عندما يعيشون قصة حب حقيقية على أفكار ومشاعر وسلوك، كما يزيد الحب احترام الذات وأكثر ثقة بالنفس ويقلل من شعوره الدائم بالتوتر والقلق
*بناء أسرة قوية وحمايتها في الخطر: يساعد الحب أيضاً على تكوين أسرة قوية مليئة بالدفء والحب والحنان الذى يظهر في تعامل أفرادها مع بعضهم حيث يعمل كل فرد على راحة الأخر وحمايته في الخطر ومساعدته واحترامه طوال الوقت.