موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المقدمة والتمهيد
أعزائي اليوم ونحن نستخدم وصية الرب يسوع المسيح " اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي" لتكون ملازمة لكل ما قدمه لنا في بشارة العهد الجديد من دعوة لتكون وصيته تسبق كل تعليمه لنا بمعنى أنه سيكون حاظر معنا في هذا التعليم.
أخوتي نحن مدعوين لمطالبة ذواتنا وفقًا لمعطيات هذه الوصية كالمثال الذي نقدمه اليوم، حين أشار الرب يسوع على تلاميذه ورسله ونحن معهم: "اصنعوا هذا لذكري"، وصنعنا تذكاره بحسب وصيته التي تشير إلى "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (متى 14:19؛ مرقس 10: 15و16، لوقا 18: 17،15)، "وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي" (مت 18: 5)، ومن ثم قدم لنا إرشادًا تربويًا وتعليميًا يتضمن طبيعة وشكل مستقبل العلاقة مع الأطفال بقوله "اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 10). واستنادًا الى ما تقدم نستنتج أن الدعوة تتكون من القيام بالفعل ("دعوا الأولاد" و"اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا") هذا يعتبر مدخلاً أراده الرب يسوع بصيغة فعل الأمر المضارع تام المستمر القابل للتكرار*، فالكلام هنا لا يعنى التذكر العقلي الفردي والجمعي للبشرية ان الأطفال يجب ان يكونوا في كل مناسبات الكنيسة التي يُذكر فيها الرب يسوع بل الدعوة لهؤلاء الاطفال وعوائلهم ليكونوا مثالاً في المرافقة الى الكنيسة والمشاركة في جميع نشاطاتها ليس لحدث محدود فقط بل استمراره وتكراره، وان يكون الأطفال في مقدمة الحاضرين والمستفيدين من هذه الوصية لأن صاحب الوصية سيكون حاضراً معهم (بقوله اصنعوه لذكري) وليس لتذكري وهو يعني ما قاله انني سأكون مع الأطفال "ولا تمنعوهم" وليكون اسمي حاضراً بينهم لأقدسهم وامنحهم البركة عندما يلبوا دعوتي، "لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" وحضورهم بمعية عوائلهم أو الحضور الفردي للمشاركة في مناسبات تخص الاطفال هو تمامًا كما فعل تلاميذي في المرافقة الروحية وسماعهم لتعليمي وما أوصيتهم وأنتم من بعدهم "اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي"..... وأضاف الرب يسوع تفسيراً لذلك بتعليم يتضمن استخدام مفردة تربوية تعليمية بصيغة الامر بقوله "اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا" لأن هؤلاء الأطفال هم مستقبل الحياة بوجودهم معكم و" إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي" وبناءً على ذلك هو يدعونا للتشبه بالأطفال لنعيش حياتنا الروحية، فكيف نعيش هذه الحياة؟ وما هي المفاتيح للتشبه بالطفولة، وبماذا تتميز به مقومات هذا العيش، هو يطالبنا للقيام بهذه المهمة لأهميتها وقد اوضحها لنا حين أشار الى ذلك: "وَقَالَ: اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ"(مت 18: 3). هنا نجد حدود الحكمة الحقيقيّة لهذا التعليم الكتابي: أن نكون بسطًاء كالأطفال عن أدراك وفهم. ونعيش حياة النعمة والفضيلة والنقاء الروحي كما لدى الأطفال بعيدا عن التكبر والانانية والكذب والشهوات التي تذهب بنا الى الخطيئة المتعمدة، "أَمَّا هُوَ فَقَالَ: بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ"(لو 11: 28). لقد فتح لنا الرب يسوع باب اللقاء معه لنتمتُع وننعم بهذا اللقاء من خلال إنجيله بين أيدينا، نسمع ونحفظ ونراه متجلِّيًا فيه ونيسر استمرار استخدامه مع الاطفال في الحياة الاجتماعية والروحية، والذي يسعدنا أعزائي انه ما زال هذا الفعل في دعوة الأطفال قائم في كنيسة المسيح أو أثره مستدًام في الزمن الحاضر والى انقضاء الدهر بمشيئة الاله الاب.
لماذا اختار الرب يسوع الأطفال وأعطاهم هذه الأهمية ودعاهم للتواجد بالقرب منه:
1- فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: نَعَمْ أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا" (مت 21: 16)*، الأطفال الصغار السنتهم نطقت بالفرح وهم يرددون فِي الْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: أُوشعَنَّا لابْنِ دَاوُدَ بينما غضب بعض من كان حاضراً بهذه المناسبة، هؤلاء الأطفال لم يقرأوا النبوّات ولا رأوا المعجزات، لكن عقولهم وقلوبهم وألسنتهم نطقت بالفرح تسبيحاً وتمجيداً للقادم المنتصر على الخطيئة.
2- تكريم الطفولة، طلب الرب يسوع المسيح من الذين حوله ونحن معهم بقوله "مَنْ قَبِلَ وَاحِدًا مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي" وأعطى معنى مضاف اليه حين قال، "وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي" وهنا أوضح لنا ماذا كان يقصد ويؤكد على هذا القبول بقوله "إنّما يقبَل الذي ارسلني"، ويمكن أثارة تسائل التالي: تُرى لماذا أكد على أن يحمل كل منا طبيعة الطفولة المتواضعة وأوضح ذلك بقوله "فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْطفل فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 4)، (مر 9: 33-37)، كانت هذه المكافئة التي تعطى لمن وضع نفسه لمثل هذا الطفل، وأضاف في موقع اخر بالحديث عن الطفولة بقوله: "فَأَخَذَ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: "وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ"(مت 10: 42). بعد كل ما تقدم من توجيه وارشاد يقودنا الى البحث عن السبب الحقيقي وراء هذا التعليم التربوي للكبار... أهو للتأكيد والالتزام بمساندة الطفولة في مجالات مختلفة اسرية كانت أو المجتمع، أومطالبة الجميع لتحقيق خطة الله في حياتهم نحو الطفولة السعيدة والامنة في العالم أم الاثنان معاً هذا من جانب والأخر هو الاتي.
3- القارىء الكريم، اننا سنحاول معاً ان نؤطر صورة الطفولة التي كرمها الرب يسوع المسيح من خلال السؤال الذي أجاب عنه "مَنْ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ"، يشير الكتاب المقدس بحسب متّى الانجلي البشير ان الرب يسوع أكد ان الطفولة لها ملكوت السماوات وحث المجتمعين حوله على رعايتهم وكانت إجابته عما يستفسرون عنه كما وردت في العهد الجديد "فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 1). فأجابهم بقوله، "فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْطفل فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 4)، هنا يسوع لم يقل "لهؤلاء ملكوت السماوات"، بل "مثل هؤلاء ملكوت السماوات"، أي للذين لهم في النوايا كما في سلوك، فللأطفال طبيعة البساطة وعدم الأنانية والبغض، ولا الشر، هم بالقرب من والديهم لا ينعزلون عنهما حتى في حال التعنيف.
أذاً هكذا كانت الإجابة عن وضع الأطفال في مركز تفكير وتصور الجميع للملكوت والى انقضاء الدهر وهذا يعني ايضاً أنَّ مَلكوت السَّماوات بينَنا، في مُتناول اليَد، في أعماقِنا، مثل هذا الطفل في وسطِ تلاميذه.
4- أعزائي المتتبع لنظرة الرب يسوع للطفولة سيجد انها ليست مرحلة انتقالية في حياةِ الإنسان، وحدث بايولوجي وسوف تختفي في نهاية وتتصل بمرحلة أخرى، بل إنها مرحلة لها مقوماتها فيها تتشكل المراحل الأولى للشخصية فضلاً عن كلّ ما هو خاصٌ بالإنسانِ، فمن يفقد جوهرها إنما يفقد بعضاً من مكونات حياته في المستقبل، ومن هنا يثار تسائل تُرى لماذا أكد الرب يسوع على ذلك بقوله حين أشار الى الأطفال الحاضرين مع التلاميذ وبتوجيه روحي فيه من اصالة الفكرة والإرشاد الذي يقودنا الى البحث عما هو أكثر عمقاً أذ بين لنا كما في ادناه:
5- أضاف في موضع اخر، "اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (مت 18: 11،10) وفي رؤيا تحليلية لما تضمنه هذا التعليم نجد ان هناك ثلاثة مراحل يجب ان نجتازها في التعرف على المقاصد التي أراد الرب يسوع ايصالها لنا وكما يلي:
الأولى هي "اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ" هو يأمرنا بان نحترم الطفولة كمرحلة عمرية يجب علينا تنظيمها بما يناسبها ونقدم العون لها في الوصول الى أوليات الحياة السعيدة.
الثانية "إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" هذا يبين لنا ان كل طفل صغيرً له ملاكه الذي يقف في حضرة الآب من أجله ومهتمّ بخلاصه، هو يطالبنا بالعودة إلى الطفولة ويؤكد لنا ما لهذا العمل من بركات، فالملائكة مهتمة بالطفولة مجتمعين ينظرون الى وجه الآب السماوي كل حين، وينعمون بخلاص المسيح.
الثالثة "ليُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" أنها لازمة وضروريّة لكل من انحرف وهو في الطريق للخطيئة، وبذل الجهود لأعاده المتعثرين والخطأة الى الطريق، وحَثهم لقبول الخلاص المقدّم من ابن الإنسان نفسه هذا من جانب والأخر هو:
6- دفَاع الرب يسوع عن الأطفال حين قال، "وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْر"(مت5:18)، (لو 17: 2). العثرات التي يشير إليها الرب يسوع والتي تحدث معنا كالعثرات ضد مجد الله على الارض الذي سخره لنا ليسعدنا والبشرية به... والأخرى تحدث عند فساد النفس الإنسانية بالخطيئة وكل ما تحدثه من ضرر لنا ولشركائنا في الحياة واكد على ذلك بقوله: "وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ" (مت 18: 7).
7- كان الرب يحب الأطفال ويحتضنهم، "فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ" (مر10: 16)، الرب يسوع المسيح رفض مضايقة الأطفال وقدم لهم الاحتضان والحقوق والكرامة وطلب منهم ان يلتصقوا بالرب، وقدم الحب للجميع والكرامة للأطفال. ولا يقف الأمر عند هذا الحد باحتضان الأطفال، بل هو يدعونا لنتشبه بالأطفال لنعيش حياتنا الروحية، "من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله"، فكيف نعيش هذه الحياة وما هي المفاتيح لعيش الطفولة الروحية وقدمهم مثلًا لبلوغ الملكوت كما بينا، هكذا كانت الطفولة رمزاً للملكوت وطالب تلاميذه والرسل ونحن من بعدهم والكنيسة أن يكون لنا نصيب معهم.
8- احتضان الرب يسوع للأطفال وتقديمهم للذين حوله وفقاً لما يحمله من أفكار عن الطفولة بأسلوب يتضمن كيفية فهمها ومستقبل العلاقة معها فضلاً عن انه يؤسس لهذه الأفكار الروحية لدى المجتمعين حوله ونحن منهم، هذه تسمى بلغة التعليم المعاصر وسيلة تساعد على الإيضاح وتؤدي دورها في ترسيخ المعلومة لديهم، ومن الواضح ان تسلسل الاحداث التي عرضناها أعلاه تشير الى محبة ورعاية الرب يسوع للطفولة.
أعزائي، لنبدأ بغرس كلمة الله لتنموا في فكر اطفالنا الروحي والتعليمي اليوم وليكون الكتاب المقدس مصدراً لعلاقتهم بالحياة ولحركتهم الروحية فيها وليتردد صداه في هذه العلاقة وليكون ذلك رداً للجميل الذي قدمه الرب يسوع المسيح لهم عندما وضعهم في محور تفكير الكنيسة والعاملين فيها والذي تم الإشارة اليه ومسجل في الأناجيل (لو 18: 17،16،15) (مر 10: 16،14،13)، (مت 19: 13).
وهذا موجز للتذكير بما ورد أعلاه: "فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ الأَطْفَالَ أَيْضًا لِيَلْمِسَهُمْ" "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ، "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ، فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ" "أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، ٱحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ ٱلْأَصْنَامِ آمِينَ (1 يو 5:21)، وأوصى تلاميذه ونحن ايضاً أن نذكر ما صنعه من أجل البشرية بأكملها.
مسك الختام هو قراءة لرسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 26،27، "لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ" الاخوة المؤمنين الاحبة، لنعطي لحياتنا الروحية القوة والزخم، ونطلب المباركة لها من صاحب البركة الرب يسوع ولنقول هو يبارك جمعنا ويقدس أطفالنا الذين حضروا وتمتعوا معنا بمعرفة ما صنع الرب يسوع المسيح معهم وكرّم طفولتهم ودعوتهم لتذوق محبته الإلهية الان والى الابد… حقًا ما أعجب محبة الرب للأطفال.
"نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ". الى الرب نطلب.
أعزائي القراء الأكارم أنتم على موعد مع الجزء الثالث من الموضوع. تحياتي.
------------------------
* كيف تعمل الذاكرة. أنواع الذاكرة في الدماغ
ترتبط الذاكرة البشريّة بثلاث عمليات أساسية وهي: الترميز، والتخزين، والاسترجاع، الترميز فهو إعطاء المعاني للمثيرات والخبرات الحسية الجديدة، لإيصال تلك الخبرات إلى الذاكرة طويلة المدى، والتخزين هو الاحتفاظ بالمعلومة، والاسترجاع هو استدعاء المعلومات أو الخبرات المخزنة سابقاً. العملية تبدأ بالمعلومات الحسية التي نتلقاها من العالم الخارجي من حولنا، والتي تثير الانتباه ونقوم بمعالجتها وخزنها في الذاكرة العاملة وقت الاستلام فالقدرات الادراكية وسلامة الحواس الخمسة للمتلقي هي الأساس في العمل، هذا من جانب والأخر هو الذاكرة طويلة المدى، والتي تتميز بقدرات غير المحدودة في التخزين والاسترجاع، لذلك، يجب علينا استخدام استراتيجيات فعالة لتعزيز الذاكرة وتقليل النسيان. وتشمل التذكر والتكرار المتباعد لها، والتعلم النشط، استخدام والأمثلة والقصص، ونقل الخبرات الشخصية للآخرين، وتقديم المساعدة في انجاز بعض المهام مع الاخرين تعتمد طرق تحويل المعلومات من مجرد مرور في الذاكرة إلى معرفة دائمة في الذاكرة طويلة المدى لهم.... الذاكرة قصيرة المدى، تلك المستودع المؤقت للمعلومات، الذي يتميز بسعته المحدودة وقدرته على الحفاظ على المعلومات لفترة قصيرة... الذاكرة الحسية: تخزن المعلومات الحسية لفترة قصيرة جدًا (بضع ثوان) هي البوابة الأولى التي تمر من خلالها المعلومات إلى الدماغ كما في ما سبق.
كيف نفكر؟ تنظيم المعلومات: حول موضوع مركزي، هو تجميع وتوزيع الأفكار الفرعية حول هذا المركز بطريقة منظمة وتحفيز الذاكرة البصرية: لاسترجاع الرموز، الألوان، والصور المستخدمة في الخرائط الذهنية مما يسهل تذكر المعلومات وربط من خلال ربط الأفكار ببعضها البعض، تساعد الخرائط الذهنية في فهم كيف تتفاعل المفاهيم المختلفة وتؤثر على بعضها تسهيل مراجعة المعلومات: يمكن استخدام الخرائط الذهنية كأداة للمراجعة، حيث توفر نظرة عامة سريعة وشاملة.
عوامل تؤثر على الذاكرة: التكرار: يعزز الذاكرة والمتباعد مفضل. الفهم: فهم المعلومات يجعل من الأسهل تذكرها. الارتباط: ربط المعلومات الجديدة بمعلومات معروفة يساعد في تذكرها. العواطف: الذكريات ذات الصلة العاطفية غالبًا ما تكون أقوى. الصحة البدنية والنفسية: النوم، التغذية، والصحة العقلية كلها تؤثر على الذاكرة.... في السياق التعليمي والتطبيق العملي، يمكن تحسين الذاكرة من خلال ربطها بالحياة وتقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة، واستخدام الامثال والقصص والألعاب لتعزيز التعلم.
* لاحتقار شعور لدى شخص لشخص آخر يرى من خلاله ان الشخص المقابل لا يساوي شيء ومن الأفكار أيضا ما يمكن احتقاره ويحتقر ويكون الكبر من الأسباب الرئيسية لاحتقار الناس ويكون أيضا بسبب الاشمئزاز من الشخص المقابل أو من أفكاره وتصرفاته وتتنوع أسباب الاحتقار
* "فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ الْعَجَائِبَ الَّتِي صَنَعَ، وَالأَوْلاَدَ يَصْرَخُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ!، غَضِبُوا" (مت 21: 15)، "وَقَالُوا لَهُ: أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا" (مت 21: 16).
** شفاء الأطفال: امرأة تستنجد بيسوع ليشفي ابنتها: "حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ، فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ"(مت 15: 28). واخرج الشيطان منه، وشفي الولد على الفور: "وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِيًا لَهُ، وَقَائِلًا: يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا. قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا، فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ" (مت 17: 18). مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ شفاء ابنته: "وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: ابْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ، فَسَمِعَ يَسُوعُ لِوَقْتِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي قِيلَتْ، فَقَالَ لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ: لاَ تَخَفْ! آمِنْ فَقَطْ، فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُمْ: لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لكِنَّهَا نَائِمَة، فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً، وَأَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا: طَلِيثَا، قُومِي الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ: قُومِي، وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ، لأَنَّهَا كَانَتِ ابْنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتًا عَظِيمًا فَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذلِكَ. وَقَالَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ" (مر 5: 43،3).