موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الايمان يجعلنا نلتجىء للقديسين، إيماننا بأن الذين انتقلوا للحياة الاخرى ما زالوا أحياء ولهم عمل استغاثة من قبل الرب، من خلال صلتهم المستمرة بالله يساعدوننا نحن سكان الارض، فالإيمان بإكرام القديسين نتحد بالله الذي يكرمهم.
الشفاعة هي بركة حب بين أعضاء الجسد الواحد أي بين الكنيسة الجسد الواحد مع المسيح رأسها وكلنا أعضاءه سواء في السماء او على الارض. أليس السيد المسيح قد طلب من الآب قائلا: "ليكونوا واحدًا كما نحن"، "ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا"، "أنا فيهم، وأنت في، ليكونوا مكملين في الوحدة" (يو 17)؟
للشفاعة نعمة وبركة كبيرة للانسان من ينكرها يخسر كثيرًا؛ الذين يؤمنون بالشفاعة ينتفعون برباط الحب وبنعم الله الكثيرة التي تقوي حياتهم وتنميها بفضل صلواتهم وتضرعاتهم المستمرة للبشر. الشفاعة تحمل في داخلها تواضع القلب، والصلاة المستمرة لله على مثال القديس أو القديسة الذين نالوا شرف القداسة في ملكوت الله. يكفي قول بولس الرسول "صلوا لأجلنا" (عب 13 / 18).
الشفاعة صلة حيّة بالقديسين الذين يشفقون على أوضاعنا أكثر منا، حتى أننا في كثير من الاحيان نجد مشاكلنا تحل دون أن نصلي، أو حتى بضعف صلاتنا وضعف إيماننا وقلة فهمنا. فالقديسين يشاركونا كل أمور حياتنا عملاً بالآية التي تقول "بكاء مع الباكين وفرحًا مع الفرحين" (رو 12/15).
حضور يسوع وتلاميذه في عرس قانا الجليل، وكانت العذراء مريم وسط الحفل الجميل، ولما فرغ الخمر، قالت أم يسوع له "ليس عندهم خمر". فاستجاب يسوع لطلبها من أجل أن يظل الفرح مستمر ودائم. قالت أمه للخدم: "مهما قال لكم فافعلوه". قال لهم يسوع "املأوا الأجران ماء". فملأوها إلى فوق. ثم قال لهم
"استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ فقدموا" (يو 2/ 1-8).
أية شفاعة أعظم، وأية استجابة أسرع من هذه، وهناك أمثلة كثيرة في العهد القديم والعهد الجديد، أنبياء وأبرار وقديسين طلبوا من أجلنا وتشفعوا للرب من أجل حياتنا الروحية والجسدية، والرب استجاب صلواتنا بشفاعاتهم. يعلمونا القديسين، حب الصلاة وكيفية استجابة الرب لصلواتنا بطرق متعددة واساليب مختلفة، وكيف نندمج في روحانية القديسين لنصل لقلب الله الرحوم المحب، بطلب مساندتهم لصلواتنا المشفوعة بهم.
لنصلي: للعذراء مريم أمنا وشفيعتنا
أمي الحنونة، إحميني واعضديني ورافقيني في كل لحظة من لحظات حياتي. أرجوك يا أمي، إن نسيتك فأنت لا تنسيني. دبري لي كل أموري الصغيرة والكبيرة، واحفظي في ظل حمايتك القديرة عائلتي فردًا فردًا. يا مريم أم الله وأمي، كوني عونًا لي واحميني من كل شرور ومخاطر هذه الحياة، واصغي إلينا يا شفيعتنا، ولا تتركينا، بل احمينا تحت ستر جناحيك، يا شفوقة، يا رؤوفة، يا مريم البتول الحلوة الدائمة. آمين.