موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بالفعل أبدع باروك النبي في وصف أورشليم: إخلعي حُلَّةَ النَوحِ والمذلة والبسي بهاءَ المجد؛ تسربلي ثوبَ البِر واجعلي على رأسِك تاجَ المجدِ الأزلي. وكل هذا من عند الله، ويكون اسمها إلى الأبد: "سلامَ البرِّ، ومجدَ عبادةِ الله". يا ريت تتحقق هذه النبوءة.. ولكن متى؟ فهذه دعوةُ القدس ورسالتُها لجميع الشعوب: أن تكون مدينة الله: مدينة عبادة لا مدينة شهادة؛ أن تكون مدينة البر والسلام فاسمها "اورشليم" ؛ وأن تكون مدينة مقدسة فاسمها "القدس" أو "بيت المقدس". ولكنها الى الآن لم تعرف السلام فهي مدينة الحروب والدماء وهي غير مقدسة رغم وجود كل مُقدَّسات الأديان فيها لأننا دنسناها بحروبنا وخلافاتنا واطماعنا رغم محبتنا لها فمن الحب ما قتل الحجر والشجر والبشر..!!! لذلك ما زال الصوت النبوي يتردد صداه الى يومنا هذا: انهضي.. وقفي.. وتطلعي.. وانظري.. وسيري بلا عثار.. قومي من تحت الردم فإن الثورة تولد من رحم الأحزان..! ******* أما بولس الرسول فإنه يدعو ويبتهل ويبتهج ويحمد الله لماذا يا ترى؟! أحمد الله على مشاركتكم لي في البشارة.. على هذا العمل الصالح الذي بدأ فيهم. لذلك فهو يعبر عن شدة حنانه كأنه أم ويطلب لهم في الصلاة بحرارة: أن تزاد محبتهم معرفة وبصيرة زيادة مضاعفة؛ أن يميزوا الأفضل ويصبحوا أطهاراً لا لومَ فيهم وأن يحملوا ثمر البر. وكل هذا بفضل المسيح تمجيداً وتسبيحاً لله. لله درك يا بولس على محبتك وحنانك ونصائحك الموجهة أيضا لنا اليوم ويا ليتنا نسمع لك ونتحلى بها. ******* أما عن يوحنا المعمدان فحدِّث ولا حرج: ذاك الصوت الثوري في برية البشرية؛ المنادي بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. انه كالبلدوزر يريد أن يمهد الطريق لمجيء المخلص: "أعدُّوا طريقَ الربِّ واجعلوا سُبُلَهُ قويمة" أنظروا ماذا سيفعل في البرية: كلُ وادٍ يُردَم: الخطايا والمطبات؛ كلُ جبلٍ وتلِ يُخفض: الكبرياء والطمع والجشع؛ والطرقُ المنعرجة تُقوَّم: الكذب واللف والدوران؛ والوعرة تُسهل: الغش والنفاق والشقاق. اذا تمَّ كلُ هذا: يرى كل بشرٍ خلاصَ الله. أي يكون القلب نظيفا طاهراً مستعداً لاستقبال الرب. فيا ليتنا نسمع صوت يوحنا: ونقبل معمودية التوبة فننال غفرانَ خطايانا ويا ليتنا نكون مثل يوحنا: نشهد للحق ونعلن بشارة الملكوت ونحضر الناس لاستقبال المخلص. فيا رب: أردم وديانَ خطايانا بفيض نعمتك؛ واخفض جبالَ كبريائِنا برحمتك وتواضعك؛ وقوِّم طرقَ نفاقِنا المعوجة وعلمنا الاستقامة؛ سهِّل طرقنا الوعرة واغفر خطايانا؛ وافتح عيوننا لنرى خلاصَ الرّب.