موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢

المعاني الرمزية لكلمة القلب كما وردت في الكتاب المقدس

بقلم :
د. طلال فرج كيلانو - هولندا
"فَأَجَابَ وَقَالَ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ"

"فَأَجَابَ وَقَالَ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ"

 

"وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ"(إر 32: 39).

"يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أم 23: 26).

"اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يَجْعَلُ الْوَجْهَ طَلِقًا، وَبِحُزْنِ الْقَلْبِ تَنْسَحِقُ الرُّوحُ" (أم 15: 13).

"يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (مت 12: 34).

 

 

التمهيد والمقدمة

 

رمزية وجود القلب في الإرث المعرفي الإنساني:

 

وُصف القلب عبر التّاريخ كمركز للمشاعر والنّفس والرّوح، ظاهرة مشتركة في ثقافات كثيرة حول العالم، وعُرف القلب كمركز للجسم كله ومستقرِّ الحياة والإرادة، والعقل مجازا، وفي نفس المعنى اعتبر العديد من المفكرين والادباء، القلب كمقرّ للتفكير أو المنطق أو العاطفة، متجاهلين دور الدماغ كفاعل ومساهم اساسي في هذه الوظائف، ويتحدثون اليوم عن القلب الذي يتألف من 40000 خلية عصبية، ما نسميه "وجود خلايا تعمل كمحرك" في مركز القلب، وتتبادل مع الدماغ وبتوجيه منه لأداء لمهمتها، واحيانا دون العودة الى اوامره، ولذلك فإن القلب وسيلة لاستمرار الحياة هذا من جانب والاخر، هو العضو المادي ومركز الدورة الدموية  ومركز الحياة، ويُعدُّ بمثابة الناقل للدم الذي يحمل الغذاء والأوكسجين لجميع أنحاء الجسم، يضخ القلب حوالي 4,7 لترات من الدم في الجسم كل دقيقة، وحوالي 7,600 لتر يوميًا، و193 مليون لتر في 70 عامًا من العمر. ويدق 2,5 بليون مرة، أن اية خلل في القلب وحركته أو حدث أي عارض مرضي فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد الخلل لكافة أعضاء الجسم https://www.marefa.org

 

القلب في الثقافات القديمة:

 

المصريين القدماء أكدوا ان القلب "إب" هو مقرّ العاطفة والتفكير والإرادة والنيّة، ويُنظر إليه على أنه يحمل سر الحياة،.... ويُستمد الحرف الصيني شكله من القلب، الطب الصيني يُنظر إلى القلب على أنه مركز "شين" أي "الروح، والوعي"…… وفي الثقافة الهندية فالقلب يشير الى العقل والروح أيضاً، ويمثل مقرّ العاطفة   يمكن أن تكون كلمة Herd .... heart أصلاً لكلمة القلب في اليونانية واللاتينية والإنجليزية   heartتحديد القلب كمقرّ للعواطف يعود إلى الطبيب اليوناني جالينوس.

 

القلب له دوره في نظام الإيمان عند الأزتيك*، آمن الأزتيك بأن القلب (tona) هو مقرّ الفرد، وأحد أشكال حرارة الشمس وإلى هذا اليوم يعتقد الناهو بأن الشمس هي قلب الروح (tona-tiuh) فهي مدورة وساخنة ونابضة،.. وفي الثقافة العربية يسمى الفؤاد لحركته الكثيرة النبض والجنان اي الاستتار في الصدر وضمه له والخلد كقول وقع في خلدي أي في روعي وقلبي.

 

الموضوع الاساسي هو في الرمزية المستخدمة لوصف مشاركة القلب.... الاهمية والجوهر:

 

1- الرمزية الادبية لأنواع القلوب وعلم النفس واهتمامه بالقلب:

 

وتأسيسا على ما تقدم كثيرًا ما يستخدم القلب في اللغات البشرية كاستعارة وكناية عن الموصوف: ولعل ما ينسب إلى القلب في هذا المجال من عمل لا يقوم به انما هو تشبيه مجازي* لتلك الكناية المقصودة، وتكون عبارة عن تصور وجداني وانفعالي وعاطفي نحو هذه الاداة التي تهب الحياة واستمرارها، وهكذا نطلق لفظة القلب ونضع معها التشبيه المرغوب كي ننقل المعنى المتكون الى القارئ او المستمع ليكتشف ان هناك قصد لإيصال معرفة مطلوبا...

 

عموما يوظّف البعض من أعضاء الجسم للوصف وعلى وجه الخصوص في الحالات العاطفيّة ويبرز القلب بشكل خاصّ كمحور لها في وصف المشاعر، كالتعبيرَين "انكسار القلب" و"وجع القلب" كمثل لوصف الجوانب الصّعبة في العلاقات الإنسانيّة، والذي يحدث ألم في القلب والنفس نتيجة لعوامل عديدة، منها: مواجهة الشخص لفترات ضاغطة ومليئة بالتوتر الزائد والضغوطات العصبية، ينعكس ذلك على الصحة النفسية ويؤثر بالتالي على المعاناة من ألم القلب النفسي، لكن هناك أيضًا تعابير مثال الإنسان ذو القلب الرقيق، دموعه قريبة باستمرار. وعن أخطائه يرجع بسرعة، ويندم بشدة عنها وطيّب القلب... قاسي القلب... من كل القلب... قَلْبُ الْفَرْحَانُ... يخفق القلب... "الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ لاَ يَجِدُ خَيْرًا، وَالْمُتَقَلِّبُ اللِّسَانِ يَقَعُ فِي السُّوءِ" (أم 17: 20)، وغيرها تصف جوانب أخرى من العلاقات الانسانية. فعندما يتحدّث شخص بصراحة مع غيره يقال إنّ كلماته "تخرج من القلب وتدخل إلى القلب" وعندما يكون متردّدًا، يُقال إنّ "منقسم القلب".  من المهم أن نعرف كلمات مرور الى قلبنا، "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي"(مَزَ 19:‏14)، من الملاحظ ان، خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوفاة كانت لدى الأشخاص الذين يعانون من الضغوط النفسية الشديدة لديهم.

 

علم النفس – والقلب https://fto1997.wordpress.com/category/

هذا الرابط يوضح لنا مكون القلب وعمله في حسم الانسان.

 

2- التشبيهات التي تصف القلب ولها معاني إنسانية متماثلة مع ما ذكرناه اعلاه:

 

تختلف تسمية التشبيهات الملحقة بعمل القلب باختلاف الطبيعة البشرية والأمزجة الشخصية والتربية الأسرية والاجتماعية، لأنّ كل هذه الصفات الملحقة بعمل القلب هي نتاج مشترك بين الايعازات العصبية للدماغ المكونة من مجموعة  المشاعر والأحاسيس التي يتجاوب معها القلب بطرق مختلفة وبين عمل القلب وكفاءته في الأداء الذي هو احد متطلبات عمله.. وهذه بعضًا من أنواع هذه القلوب:

 

1- القلب الطاهر: هو القلب الذي ينبض بالعشق والجمال هو قلب ممتلئ بالصلاح والمحبة.

2- القلب البريء: متفائل يشبه الأطفال في براءته في مواجهة العالم، قلب صادق في كلامه.

3- القلب الرائع: وصف هذا القلب هو ابيض قلب رحيم ومتسامح ودود وتكثر فيه الصفات الحسنة.

4- القلب الهادئ: هادئ في حياته متسامح عادةً وأخلاقه رائعة، غضبه مخيف أمنياته العيش بهدوء.

5- القلب الحساس: أصعب القلوب حساسيته زائده وهو رقيق بطبعه منعزل أحيانا دموعه في عينه تنتظر.

6- القلب الماكر: يستخدم المديح ويتعامل بأجمل الاداء، لكن صفاته الحسد والنفاق، خبيث وماكر.

7- القلب الأناني والحاقد: لا ينبض بالحب ولا يتدفق الدم الى ضميره وبلا مشاعر اعمته الانانية والحقد.

8- القلب المنكسر: صاحبه حزين يعاني التوتر، تعرض لتجارب نفسية وجسدية قاسية، كوفاة شخص او تشخيص طبي مخيف، واضطهاد أسري، أو خسارة في عمل وخلافات كلامية حادة، فقدان الوظيفة.

9- القلب الشجاع: يعني المقدرة على مواجهةِ المواقفِ الصعبة والشديدة التّي تمرّ بنا هو أفضل من القلب الضعيف، الشجاعة مرادفة: لقوّة القلب.

10- القلب الوحيد: مرح مع الاخرين ويتظاهر بالسعادة، لكنه حزين يعيش حياة الوحدة والتشاؤم.

11- القلب من زجاج: قد تخدشه كلمة وحرف او حتى همسة هو ينكسر ولا يمكن اصلاحه.

12- القلب الحنون: يعامل الناس بالعدل والرحمة، وقد يشير إلى الاخطاء بألفاظ هادئة. وربما بطريق غير مباشر.

 

                                               

3- لماذا يتم ربط القلب بالمشاعر، وخاصّةً بالحبّ:

 

الشّعور هو جزء أساسيّ وذو أهمية كبيرة في الحب والفرح والخوف والحالة الوظيفية التي ترافقه تؤدي الى الاستعداد بشكل أفضل لظروف تتطلّب المواجهات المختلفة ومنها الصعبة، فالمشاعر ترتبط بارتفاع ضغط الدّم، وعدد نبضات القلب، والتّركيز.

 

ومشاعر الحبّ والفرح أيضًا ذات قيمة كبيرة، لأنّها تدفعنا إلى ممارسة سلوكيّات تُفيدنا اجتماعيًّا وتزيد فرص التّواصل اللطيف مع الأخرين، و ترتقي بالعلاقات العائليّة، ولكي نفهم مسؤولية القلب في ذلك لابد من العودة للدّماغ فمن المعروف أن مشاعرنا تستند إلى أسس كيميائيّة وعصبيّة في الدّماغ يعالجها كالتي تصلنا من البيئة على سبيل المثال، تُعاش تجربة عاطفيّة معيّنة متعلّقة بهذه المعلومات، ينقل الدّماغ رسائل إلى أجهزة الجسم المختلفة: جهاز القلب والأوعية الدّمويّة – الجهاز العضليّ الهيكليّ الغدد الصّمّاء والجهاز العصبيّ المستقلّ هناك علاقة وثيقة بين المشاعر وبين الأحاسيس الجسديّة الّتي تثيرها المشاعر فينا، وينعكس هذا أيضًا في اللّغة واختيار الكلمات عندما نصف ما نشعر به، عموما القلب ليس عضوا ساكنا بل يشارك بفعالية في الأحاسيس التي تتباين عند البشر.

 

4- الرمزية والدلالة اللغوية للقلب في الكتاب المقدس:

 

استخدمت كلمة القلب للدلالة المجازية* في لغة الكتاب المقدس لتشير الى شيء عميق أو خفي وداخلي أو مركزي كما في: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ" (حز 11: 19)، وذُكِرت ايضا بشكل واسع كرمز ومكان لجود الإله، وكمقرّ العاطفة، والعقل كما أنه ارتبط وظيفياً ورمزياً بكل الحقائق والإدراك أو الشجاعة والأخلاق، من خلال الأحداث التي تظهر فيها يد الله وعطاياه الكثيرة التي ننالها، حينما نشترك في الصلاة بالفكر والقلب، ومن هذه العطايا نذكر الثبات في المسيح والشركة مع القديسين والاتحاد مع المؤمنين ونوال الخلاص والغفران، والمهم في كل ذلك أن نقابل صوت الله بأذن صاغية وقلب مفتوح.. وقلب لين، حتى إن وقعنا في قساوة القلب، "يَا ٱبْنِي، إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا ... يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا" (أَمْ 23:‏15)، اكتسبت كلمة القلب مكانة بارزة، وأثّر بالغ الاهمية كقلب يسوع الأقدس، وقلب مريم الطاهر، وهناك تسميات اخرى تنوعت بحسب وجودها في التعليم الوارد في الكتاب المقدس وكما يلي:

 

قلب متواضع: اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لِأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مَتَّ 11:‏29،‏30)،

 

قلب القاسي: يؤدي إلى الفتور الروحي، وإلى السقوط في الخطيئة، وتجعل الإنسان لا يأتي بثمر على الإطلاق. وإن استمرت القساوة في القلب على الدوام كمنهج حياة، فإنها تجعل الحياة من الصعوبة التي تقود الى تكون نهايتها الحريق، "وَلكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ" (عب 6: 8)، إذن عن قساوة القلب. وليكن قلبك رقيقًا حساسًا يستجيب لكل تأثير روحي بلا إبطاء. "قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا" (مت 19: 8)، "وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ" (رو 2: 5).

 

قلب البحر: "أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْر" (خر 15: 8).

 

قلب الأرض: "لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال" (مت 12: 40).

 

قلب الشجرة: "فَقَالَ يُوآبُ: إِنِّي لاَ أَصْبِرُ هكَذَا أَمَامَكَ، فَأَخَذَ ثَلاَثَةَ سِهَامٍ بِيَدِهِ وَنَشَّبَهَا فِي قَلْبِ أَبْشَالُومَ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ فِي قَلْبِ الْبُطْمَةِ" (2 صم 18: 14).

 

كبد او قلب السماء: "فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَالْجَبَلُ يَضْطَرِمُ بِالنَّارِ إِلَى كَبِدِ السَّمَاءِ، بِظَلاَمٍ وَسَحَابٍ وَضَبَابٍ" (تث 4: 11)، فقد ترجمت بكلمة “كبد السماء” لأن الكبد عند العرب ينسب إلى القلب.

 

 

5- المراكز التي اتخذ منها القلب سبيلا في الدعوة الى الايمان:

 

مركز لسكنى الروح القدس، "ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: يَا أَبَا الآبُ" (غل 4: 6)، "وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (روم 5: 5)، "الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا" (كو1: 22) ولدائرة أعمال الروح القدس المتعددة، قيادة، وتعزية، وتأسيس وتمكين، "وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 4: 7 ).

 

مركز لقوة العاطفة: "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ" (مت 22: 37). “تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اَللهُ مَلْجَأٌ لَنَا. سِلاَهْ" (مز 62: 8)، "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي" (يو 14: 1). "فَكَانَتْ تَسْمَعُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا لِيدِيَّةُ، بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا، مُتَعَبِّدَةٌ للهِ، فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ" (اع 16: 14).

 

مركزا لشدة القلب، ويشتد قلبه كما كان.. وكلما كان يَعْدْ وعدًا، كان يرجع في وعده بعد ارتفاع غضب الرب. وكما ورد في الكتاب المقدس "وَفَعَلَ عَرَّافُو مِصْرَ كَذلِكَ بِسِحْرِهِمْ. فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ"(خر 7: 22).

 

مركزا لغلاظة القلب، "فَلَمَّا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّهُ قَدْ حَصَلَ الْفَرَجُ أَغْلَظَ قَلْبَهُ وَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ" (خر 8: 15)، أغلظ قلبه ولم يسمع لهما (لموسى وهارون).  

 

مركزًا للعقل: "قَدْ مَلأَهُمَا حِكْمَةَ قَلْبٍ لِيَصْنَعَا كُلَّ عَمَلِ" (خر 35: 35). "لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا" (مت 6: 21).

 

مركز الرغبة والنية: "فَبَنَيْنَا السُّورَ وَاتَّصَلَ كُلُّ السُّورِ إِلَى نِصْفِهِ وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي الْعَمَلِ"(نح 4: 6). "يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ، بِقَلْبٍ فَقَلْبٍ يَتَكَلَّمُونَ" (مز 12: 2)، وتكون طبيعة الإنسان الروحية كما في، "قَلْبٌ مُعْوَجٌّ يَبْعُدُ عَنِّي الشِّرِّيرُ لاَ أَعْرِفُهُ" (مز 101: 4)، "مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا" (أع 14: 17).

 

مركز ومنبع الخطيئة: "يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلًا: يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا" (مت 15: 8،7)، "لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ" (مت 15: 8 و19).

 

مركز التهاب (المبتهج) القلب: هنا يقصد به الابتهاج. فقد كان قلبهما مبتهجًا لسماعهما تفسير الكتب من فم يسوع، "فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ" (لو 24: 32)، "َلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ…" (مت 12: 35). لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ…. "لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2 كو 4: 6)، "كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ" (2كو9: 7).

 

مركز وحدة القلب: عبّر بها عن المحبة والاتحاد، "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا" (أع 4: 32).

 

مركز الفهم: "لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ" (رو 1: 21). “مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أف 1: 18). "لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2كو4: 6). "لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ" (أم 4: 21)، "فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ" (أم 4: 23).

 

أهم الدروس المستفادة التي نتعلّمها من الصفات ونوع العمل الممنوحة مجازا للقلب:

 

وكما رأينا بالفعل أن " مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (متى 12: 34)، وأن "اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ" (متى 12: 35). إن احتفظ الإنسان بالخطية في قلبه، فستظهر في أعماله.

 

1- "طوبى لأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت8:5). ان غاية هذه الوصية، هي المحبة من قلب نقي وضمير صالح، "وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ" (1 تي 1: 5)، كما يذكر أيضًا القلب الصادق "وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ" (عب 10: 24)، وبساطة القلب، "أَنْتُمْ رِسَالَتُنَا، مَكْتُوبَةً فِي قُلُوبِنَا، مَعْرُوفَةً وَمَقْرُوءَةً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ" (2 كو 3: 2)، القلب الثابت المتكل على الله "لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى الرَّبِّ" (مز 112: 7).

 

2- "الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ لاَ يَجِدُ خَيْرًا، وَالْمُتَقَلِّبُ اللِّسَانِ يَقَعُ فِي السُّوءِ" (أم 17: 20). ما يزرعه الإنسان بقلبه الملتوي، ولسانه المتقلب يحصد شرًا، والقلب الملتوي لا يمكنه أن يقدم لنا انسانا مستقيمًا، بل مخادعًا متقلبًا، يخسر البشر المحيطين به ويصنع إعدائه.

 

3- المحبة الحقيقية تنبع من داخل الوجدان والعاطفة، و"من القلب الطاهر..." فالحياة بمشكلاتها تجلب الانقسامات، "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ" (يو 3: 20)، والأشرار والقتلة واللصوص مرتبطين ببعضهم بفقدان الضميرٍ والقلب الدنس.

 

4- "وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا" (حز 36: 25-27)، القلب الجديد والروح الجديدة يتحققان بالميلاد الروحي الجديد في مياه المعمودية المقدسة، يموت الإنسان القديم ويولد الإنسان الجديد، "لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (تي 3: 5).

 

5- "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يو 14: 27)، سلام المسيح هو عمل النعمة الغنية التي تحفظ الإنسان في القداسة والبر، وليس من قوة تتمكن أن تنزعه عن الإنسان المتمسك بسلام العالم الذي أعطاه الرب يسوع. ليسحب قلوب تلاميذه ويسحبنا معهم إلى الفرح الأبدي والسلام السماوي، واهبًا سلامه للجميع كي يمتلؤوا به ويفرحوا.

 

6- يشير البابا فرنسيس بقوله: من أراد أن يلتقي يسوع، يجب أن يتكلم ثلاث لغات: لغة القلب، ولغة العقل، ولغة العمل، ولكي نعرف من هو يسوع، علينا ان نتعمّق في دراسة التّعليم المسيحي لغة العقل، وأن ندخل في حوار معه بالصّلاة، وان نعرف عنه الكثير، فعلينا ان نذهب إليه بقلبنا ونتحدّث معه، فتلك هي لغة القلب، والحوار معه لا يكفي. بل علينا أن تتبعه، وأن نسير معه، على الدّرب الذي يسلكه وهذه لغة العمل.

 

***يؤكّد أنّ الإصغاء لا يزال ضروريًا للتواصل البشري. هو المكوّن الأوّل الأساسي للحوار وللتواصل الجيّد وهو (الإصغاء بأذُن القلب) وأشار كذلك الى أن نعرف كلمات مرور قلبنا، ونكون أكثر حساسية تجاهه، لكي نحمي ذواتنا من الذين يأتون إلينا بكلمات مقنعة لكي يتلاعبوا بنا، وإنما أيضًا لكي نعرف ما هو مهم حقًا بالنسبة لنا.

 

وفي الختام ذكر "القلب" 876 مرة في الكتاب المقدس، فمن المستحيل تغطية موضوع عن القلب بهذه السعة وما اوردناه يوضح دور القلب وأهميته، ولنؤكد معاً أن كان لدينا قلبا صالحا، فالثمار التي سننتجها ستكون صالحة وكلمة الله فيها، وكنز موجود: "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً..." (مت 7: 16-18)، وبما أن هذه الثمار التي هي بمعنى الذين يحفظون كلمة الله في قلوبهم كما أشار لوقا البشير: "وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ" (لو 8: 15).

 

القارئ العزيز المبارك يدعونا الاله الآب أن نصغي إلى كلامه، وأن نتأمل أقواله وأن نحفظها في وسط قلوبنا، كما بينا أعلاه وهذه الثمار هي: "اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ" (أم4: 21- 22 )،  فلا يجوز ان نبرر لأنفسنا ما نقوم به من أخطاء، "فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ" (لوقا 16: 15)، اخي القارئ الكريم انظر كم هو مهم ان تحفظ قلبك من شهوات الجسد و محبة العالم الفاني... بارك يا رب حياة الجميع واجعل القلوب عامرة بالأيمان ومكن كنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية من خدمة المؤمنين... الى الرب نطلب

 

--------------------

 

"فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ" (لو 10: 27).

"اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يَجْعَلُ الْوَجْهَ طَلِقًا، وَبِحُزْنِ الْقَلْبِ تَنْسَحِقُ الرُّوحُ" (أم 15: 13).

*مَجازيّ : (اسم)، مَنْسُوبٌ إِلَى الْمَجازِ، الْمَعْنَى الْمَجَازِيُّ : الْمَعْنَى الْمُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ مَا وُضِعَ لَهُ أَصْلاً..... المجاز اللّغويّ، استعمال الكلمة في غير ما وُضعت له، مع وجود علاقة بين المعنى الأصليّ والمعنى المراد، وقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقيّ، على نحو ما يحدث في الاستعارة والتشبيه والكناية.

القلب هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان، ويبلغ وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد. وفي القلب المريض جداً يمكن أن يصل وزنه إلى 1000 غرام بسبب التضخم. يقوم قلبك منذ أن كنتَ جنيناً في بطن أمك (بعد 21 يوماً من الحمل) بالعمل على ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما تصبح بالغاً يضخ قلبك في اليوم أكثر من سبعين ألف لتر من الدم وذلك كل يوم، هذه الكمية يضخها أثناء انقباضه وانبساطه، فهو ينقبض أو يدق كل يوم أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح عمرك 70 سنة يكون قلبك قد ضخ مليون برميل من الدم خلال هذه الفترة! يزود القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون. طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر!!

"اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ" (لو 6: 45). “وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ.” (إر 32: 39). "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أمثال 23: 26).

إمبراطورية الأزتيك هي دولة أسسها الأزتيك وهم من شعوب الأمريكيين الأصليين، سيطر هذا الكيان على معظم ما يعرف اليوم بالمكسيك في الفترة من 1430م حتى حوالي 1521م. الإمبراطورية تمثل أعلى نقطة في تطور حضارة الأزتيك تسيطر على منطقة تمتد من وادي المكسيك وشرقًا إلى خليج المكسيك وجنوبا لغواتيمالا. عندما كانت إمبراطورية.